أخبار - دولية

آلاف يهتفون في بيروت بإسقاط النظام في مظاهرات حاشدة

تظاهر الآلاف في شوارع بيروت يوم أمس ملوحين بالأعلام اللبنانية ومرددين كلمة “ثورة” في تحرك لم يسبق له مثيل ضد سياسيين طائفيين يتهمونهم بالعجز والفساد.
وبدأت حملة “طلعت ريحتكم” بالاحتجاج على أزمة نفايات لكنها اتسعت لتعبر عن الغضب من مزاعم كسب غير مشروع موجهة للنخبة السياسية وفشل الدولة في توفير الخدمات الأساسية.
وتعتبر الحملة أكبر حركة احتجاج سياسي في تاريخ لبنان تنظم بمعزل عن الأحزاب التي يغلب عليها الطابع الطائفي وتهيمن على الساحة السياسية.
وقال هاني أبو حمدان وهو مهندس مدني عاطل يبلغ من العمر 23 عاماً “نحن بحاجة إلى ثورة لتحرير أنفسنا من هؤلاء الساسة.”
وأضاف “نريد الكهرباء.. نريد الماء.. لا نريد نفايات في الشوارع. نريد أن يغرب هؤلاء الساسة عن وجوهنا.”
واحتشد المحتجون بعد أن فشلت الحكومة في حل أزمة التخلص من النفايات الأمر الذي تسبب في تراكم أكوام القمامة في الشوارع وتعفنها بفعل ارتفاع درجات الحرارة. ويقول المحتجون إن الأزمة ترمز إلى العفن داخل النظام السياسي في لبنان.
وكانت احتجاجات مماثلة قد نظمت مطلع الأسبوع الماضي وشابتها أعمال عنف ولوح رئيس الوزراء تمام سلام بالاستقالة في خطوة قد تؤجج الاضطرابات السياسية في بلد يعاني من الجمود السياسي ومن آثار الصراع في سورية المجاورة.
وتظاهر المحتجون وبينهم أسر وأشخاص من جميع الأعمار وهم يعزفون الموسيقى ويرددون الأغاني في المناطق المحيطة بساحة الشهداء التي شهدت مظاهرات حاشدة عام 2005 بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
لكن مع حلول الظلام عمت أجواء احتفالية مكان التظاهر في حين راقب الجنود الحشود من خلف الحواجز.
وهتف محتجون “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو الشعار الذي رفعته مظاهرات هزت دولاً عربية عام 2011.
ويطالب المتظاهرون باستقالة وزير البيئة وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة وحل أزمة القمامة. كما يطالبون بتوفير خدمات عامة أفضل في بلد يعاني من انقطاع الكهرباء يومياً ونقص المياه في فصل الصيف.
كما يعبر المحتجون عن خيبة أملهم في البرلمان الذي مدد فترة ولايته إلى 2017. ولبنان بدون رئيس منذ أكثر من عام وأجريت آخر انتخابات برلمانية في البلاد عام 2009.
وحمل متظاهر لافتة عليها صور زعماء ستة فصائل لبنانية رئيسية وكتب عليها أنه لن ينتخب أياً منهم مجدداً.
وكشفت أزمة النفايات عن جمود سياسي أوسع نطاقاً في لبنان الذي يشهد صراعاً طائفياً على السلطة بعد أكثر من عقدين على الحرب الأهلية وزادت حدته مع احتدام الصراع في سورية.
وقال صلاح نور الدين وهو لبناني جاء من بريطانيا للمشاركة في الاحتجاج إن الوقت حان “لإزالة النظام الفاسد اللي ورثناه من وراء الحرب الأهلية اللبنانية.”
وأضاف “وبدعي كل المغتربين وكل اللبنانيين من كل الطوائف ينزلو عالأرض. إذا ما نزلتو ما مننجح. إذا بدنا نضلنا خانعين ببيوتنا حيضلو حاكمينا لخمسة وعشرين سنة ثانيين ويمكن أكثر.”
وقالت منظمة العفو الدولية يوم السبت إنه يجب على لبنان التحقيق في مزاعم بشأن استخدام أفراد من الأمن القوة المفرطة في تفريق المحتجين الأسبوع الماضي ودعت إلى ضبط النفس قبل مسيرة السبت.
وحمل منظمو المظاهرات “مندسين” مرتبطين بحركات سياسية مسؤولية العنف الذي شاب احتجاجات الأسبوع الماضي. واستخدمت قوات الأمن في تلك الاحتجاجات مدافع المياه والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين ألقى بعضهم الحجارة والعصي على الشرطة.
وذكرت المنظمة نقلاً عن بيانات من الصليب الأحمر أن 343 شخصاً عولجوا من إصابات وإن 59 آخرين نقلوا للمستشفى بعد الاحتجاجات الأسبوع الماضي.
رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى