آراء

إسماعيل حمي أيقونة الكردايتي

شيرين الحسن

معظم البشر يرحلون بقدر محتم اتخذه الله خاتمة لكل إنسان بها يسدل الستارة عن حياته و مسيرته لسنوات قضاها في رحاب المعمورة,  ألا إن القليلين من هؤلاء البشر يظلون أو  يبقون في ذاكرة الأخرين وفئة كبيرة من البشر حتى برحيل أجسادهم عنا, تاركين إرث نضالي و خدمات جلية لملمتهم والبشرية لا يمكن نسيانها وتجاهلها .
لعل من هؤلاء القلة والذي لهم إرث لا ينسى أو لا يستطاع أغفاله ونسيانه هو الأستاذ القدير اسماعيل حمي بافي ديرسم.. رمز النبل السياسي وأيقونة الكوردايتي لما تركه في نفوسنا وذواتنا تعاظمت وتكالبت آثارها بفقدانه ورحيله المبكر وهو في ريعان عمره وفي أوج عطاءه … إسماعيل حمي الذي أبصر النور في قرية تل ديك بريف مدينة الدرباسية بكردستان سوريا 1964 (متزوج وله أربعة أولاد )  انتسب في بداية شبابه الى الحزب اليساري الكردي, حضر عام 1982 مؤتمر حزب الشغيلة الكرد, وتدرجاً في صفوفه مناضلاً في هيئاته وصولاً إلى القيادة المشتركة وحزب الوحدة يكيتي حيث انتخب حينها قيادياً.
حمي   عاش طيلة حياته مجرد من الجنسية السورية بسبب نشاطه السياسي, فصل من المعهد الصحي في العاصمة دمشق ليتابع دراسته الجامعية في كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية في جامعة حلب تعرف فيها على شريكة حياته و رفيقة دربه سلالة عثمان التي كانت طالبة في كلية الطب البشري حينذاك ..
أبا ديرسم كان يعتبر من القيادات الشابة عمراً و ممارسة نضالية كان من المقتنعين بضرورة توحد صفوف الحركة الكرُدية  لأخر لحظات حياته  ..كان ذو شخصية قوية حيث كان يفرض شخصيته في كل لقاءاته وحواراته بحجته البليغة ومنطقه السهل المقنع .
انتخب الراحل اسماعيل حمي عضوا في اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديمقراطي يكيتي عام 1993 شارك الراحل في بتأسيس حزب يكيتي الكردي في سوريا عام 2000 وانتخب عضوا في اللجنة السياسية للحزب وبعد المؤتمر السادس لحزب يكيتي عام 2009 انتخب الراحل سكرتيرا لحزب يكيتي مطلع عام 2010 من قبل اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي.
كان هدفه الرئيسي وحدة الصف الكرُدي وكان بعيداً كل البعد عن التمظهر,   وسجل نقطة سيدون في تاريخه الشخصي وكأنه كان يدري في قرار نفسه بأنه راحل عندما أصر ألا يترشح للمرة الثانية كسكرتير للحزب رغم قرار الحزب بجواز الترشح لدورة  ثانية,  إلا أنه قالها بصراحة فليفعلها غيري أما انا لم أفعله ..! كانت لديه نظرة ثاقبة ينظر للأمد البعيد سعة آفاقه كانت واسعة و مرونته حتى من أشد الخصوم تعاملاً لا موقفاً .. وكذلك حرصه الشديد حتى بأخر مقابلة له قبيل رحيله المفاجئ و دعوته لوحدة  الصف الكردي الذي كان يرى فيه الخلاص.
هكذا كان الأستاذ اسماعيل حمي عاش عظيما ..نبيلاً ..و مات عظيما وفياً لشعبه لقيمه لمبادئه, حيث فارقنا  في ليلة الأربعاء 18/8/2016 أثر نوبة قلبية حادة في مدينة قامشلو بكردستان سوريا شيع الراحل من جامع الفاروق في مدينة قامشلو من مسقط رأسه في مدينة تل ديك حيث ورى الثرى يوم الخميس 19/8/2016بحضور كبير للجماهير الكردية وحركته الوطنية وأقيم تخليدا وتكريما للراحل عشرات مجالس  العزاء في كردستان سوريا وكوردستان العراق وكردستان تركيا وفي الدول الأوربية .
لروحك الرحمة أبا ديرسم …. كون على يقين ستبقى ذكرى عطرة في ذاكرتنا في مخيلتنا نستلهم منك قيم النضال والإرث العظيم الذي خلفه لنا نبراسك المعطاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى