آراء

الرئيس بارزاني يقود مسيرة إستقلال كوردستان

نوري بريمو
بمناسبة إعلاء العلم الكوردستان في سماء شنكال “سنجار” وتحريرها من رجس غزاة العصر “إرهابيي داعش” الذين هربوا منها كالعلوج بلا رجعة، لابد من تقديم أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى رئيس كوردستان السيد مسعود بارزاني الذي شارك وأشرف على عميلة التحرير بنفسه، وإلى البيشمركة البواسل والكورد الأيزديين وعموم بنات وأبناء شعبنا الكوردي وكل الشعوب المحبة للحياة والحرية والمناصرة لحقوق الإنسان والأمم، وإلى كل دول التحالف التي ساهمت في هذا التحرير المبارك وخاصة أمريكا التي وقفت وتقف إلى جانب الشعب الكوردي في هذه المحنة وفي مواجهة مختلف المتربصين بحاضر وبمستقبل الكورد وكوردستان.
وبهذا الصدد وليس من قبيل تقديم النصح وإنما من باب إبداء الرأي بشأن سبل وكيفيات مواصلة الإنتصارات والإنجازات وإنجاح العملية السياسية في إقليم كوردستان الفدرالي حالياً والسائر صوب الإستقلال مستقبلاً، أكاد أجزم بأن لسان حال الشارع الكوردستاني يؤكد بأنه لا سبيل أمام جميع الأطراف الكوردستانية سوى الاحتكام للغة الحوار التي من شأنها الإتيان بمناخات داخلية صحية لجهة المكاشفة بالواجبات وإبراز الاستحقاقات وتعزيز الروح الوحدوية بين الأطياف بشكل طوعي على طريق تطوير الفدرالية التي يمكننا اعتبارها بيت الأمان الكوردستاني في ظل هذا الراهن المشوب بمختلف الشوائب الإقليمية الملوثة بجراثيم التدخل في الشؤون وتعكير صفوة حياة أهل كوردستان التي لم تسلم يوماً من شرور مختلف أشرار الجوار الإقليمي.
وبما أن سيادة الرئيس مسعود بارزاني قد أثبت بأنه راعي مشروعنا القومي الديموقراطي وصمام أمان بيتنا الكوردستاني، فلا أجد أي حرج إذاً في أن ألفت أنظار المعنيين بأمر الإقليم إلى أنّ البيت الكوردستاني قد أضحى بحاجة ماسة إلى تعزيزه وتنقية أجوائه عبر شحذ الهمم وتوفير مستلزمات التآلف والإنكباب الايجابي على إنجاح العملية السياسية للسير جمعا في مسيرة الدمقرَطة التي عنوانها سدّ الدروب في وجه داعش وأخواتها وأمثالها المتربصين بنا ليلا ونهاراً.
وحين يصبح التلاقي وتوحيد الصفوف هاجس الجميع، ويغدو التوافق سيد الموقف بين شركاء الأمس والراهن والمستقبل، فلا خوف إذاً على أحوال كوردستان اليوم والغد، ولا خيبة في تحقيق أي مأمول كوردي كان حلما فيما مضى وصار معتركا نضاليا حاليا وقد يضحو حقيقة آتية بلا ريب، لكن هذه الحقيقة المقبلة (أي دولة كوردستان) منوطة بمدى التزام أهلها بفضائل الإحتكام إلى جادة صواب إحترام الحقيقة الراسخة التي تفرض على الجميع الخوض بلاتردد السير في مسيرة تعزيز موقع رئاسة إقليم كوردستان التي تعتبر اليوم صمام الأمان الكوردستاني.
وبهذا الخصوص فإن الاتعاظ بدروس التاريخ واحترام إرادة شعبنا الكوردي السائر بالجملة مع الرئيس بارزاني، هو واجب وطني لا يحتمل أي تأجيل، لأن من شأنه أن يؤدي بمركبنا إلى بر أمان إعلان إستقلال كوردستان.
ولعل الشاهد الأكثر دلالة على أن مسيرة الرئيس مسعود بارزاني تتحرك بحركة متقدمة بإنتظام صوب التحرر والإستقلال، هو جملة الأنجازات والنجاحات التي يحققها هذا الزعيم بشكل يومي وعلى شتى الأصعد، لكن أبرزها هو نجاحه في حماية تخوم كوردستان وتحرير شنكال وكوباني والحبل على الجرار، في الوقت الذي لا تستطيع فيه جيوش عرمرمة لبعض الدول (كالجيش العراقي والجيش والسوري وغيرهما مثلا) من تخليص أية مدينة أو بلدة عراقية أو سورية من بين مخالب الإرهابيين، فالموصل والرقة والرمادي والفلوجة وديرالزور وغيرها يئنون من وطأة الإحتلال الداعشي الذي طال أمده وتراكمت أثقاله وأعباءه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى