آراء

السيادة الكردستانية أولاَ و اخيراً

عبدالغني علي يحيى
شهدت السليمانية تجمعاً أحتج على وصول جنود اتراك إلى بعشيقة بدعوى أنه انتهاك لسيادة العراق. حصل ذلك تزامناً وتضامناً مع أحتجاجات مماثلة لمدن جنوبية عراقية بلغت حد إحراق العلم التركي، علماً ان اهانة العلم الكردستاني جرت قبل أسابيع في مدن جنوبية شيعية وتحديداً في كربلاء. ولسنا ندري لماذا لم يستنكر ذلك التجمع تواجد نحو (30) الف جندي ايراني في مناطق عراقية منها كردستان أيضاً، يشنون حرباً طائفية على السنة واخرى عنصرية ضد الكرد؟ وقبل نحو عامين تعرضت مناطق في السليمانية الى هجمات ايرانية طالت قرى فيها مخلفة وراءها الضرر والدمار. عدا هذا ألا يعني احتلال الحشد الشعبي لطوزخورماتو وقيامه بحرق عشرات الدور والحوانيت التي تعود للكرد، فقتله وتعذيبه واعتقاله للعشرات منهم انتهاكاً للسيادة الكردستانية؟ فضلاً عن تسليط التهديد هذه الأيام على كرد بغداد ومطالبتهم بمغادرتها. وعدا هذا أيضاً ألا يعتبر قطع مياه نهر سيروان من قبل ايران والذي يمتد الى داخل كردستان لمسافة 445 كم، وانهر اخرى كذلك ومن جانب ايران أيضاً انتهاكاً للسيادة الكردستانية، وكردستان منذ 1991 كيان شبه مستقل؟
ان الأحتجاج على تمركز جنود أتراك في بعشيقة كما نعلم تم بموافقة الحكومة العراقية الحالية التي ابقت على اتفاقيات عسكرية وقعت سابقاً بين بغداد وانقرة كأتفاقيات عام 1983 و 1995 واتفاقية وزيري داخلية العراق وتركيا عام 2007 واخيراً ما اتفق عليه الطرفان عام 2014، إنه، أي الأحتجاج يلتقي مع مصلحة بغداد المتذبذبة التي تمارس باستمرار خرقاً للسيادة الكردستانية منذ أعوام. عليه أما كان الاحرى بالمحتجين الكرد اولئك، ان يحذوا حذو اربيل ودهوك، ولايحتجوا على سيادة العراق الذي يدوس باقدامه سيادة كردستان، أما كان حرياً بهم ان يتركوا الامر لحكومة كردستان والرئيس مسعود البارزاني للبت فيه؟ فضلاً عن ما ذكرت، متى كان للعراق سيادة على اجوائه واراضيه أو حريصاً عليها؟ فالسيادة على محافظات اربيل والسليمانية و دهوك وكذلك المناطق الكردستانية التي حررتها البيشمركة من داعش هي سيادة كردستانية، لذا على الكرد ان يدافعوا عن هذه السيادة بوجه أي منتهك لها ولا اغالي اذا قلت ان انتهاك بغداد لسيادة كردستان يفوق بكثير انتهاك انقرة وطهران لها، ولو كانت بغداد تعد أجواء واراضي كردستان ضمن السيادة العراقية، لما كانت تسكت في العهدين البعثي والحالي على اعتداء العاصمتين المذكورتين على قرى واراضي واجواء جنوب كردستان، ولا اجانب الحقيقة اذا قلت: أن كلا النظامين الحالي والسابق اغتبطا ويغتبطان عند كل اعتداء ينزل بجنوب كردستان براً او جواً.
ان على الكرد أن ينحازوا الى انفسهم والى صيانه سيادتهم ويضعوا سيادة كردستان نصب أعينهم وفوق كل شيء وان يكفوا في أن يكونوا (ملكيين اكثر من الملك) فتجمع السليمانية كان دفاعاً عن سيادة الغير الذي ينتهك سيادة كردستان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى