لقاءات وحوارات

القاصة الأردني جميلة عمايرة ليكيتي ميديا: أبدع الكتاب الكرُد بالفكر والكتابة والتأليف ، دون التخلي عن اللغة الأم ، او القيم الثقافية هي ما تميزهم عن غيرهم

اعداد وحوار: محمد رمضان

قُيل عن القاصة الأردنية “جميلة عمايرة” أنها تتمتع بجرأة عالية، وعندما تكتب تنتزع الرقيب من داخلها وتسرح في فضاءات أو مناطق واسعة يصعب على غيرها اختراقها، وتصوغ ما يجول في أعماق شخصياتها بأسلوب بسيط يفاجئ قراءها بنهايات غير متوقعة.
صدرت لها عدة مجموعات قصصية منها “صرخة البياض” و”الدرجات” وآخرها كانت “أبيض وأسود” ركزت فيها بجرأة على عالم المرأة وخاصة المسكوت عنه، كما أن قصصاً لها ترجمة للغة الكردية مثل ” الدرجات” ترجمها الشاعر والاعلامي عبد الله طاهر البرزنجي.
جميلة توفيق عمايرة مواليد زي/ السلط عام 1963. حصلت على دبلوم صحافة. وعملت في قسم المطبوعات والنشر بوزارة التربية والتعليم إلى أن تقاعدت عام 2001، وهي عضو هيئة تحرير مجلة “تايكي” المعنية بالإبداع النسوي، والتي تصدر عن أمانة عمان الكبرى، ومتفرغة للكتابة الإبداعية. وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين.

نص اللقاء كاملاً:

1- في بداية نود معرفة لمحة عن شخصيتك كقاصة وكاتبة

كما تشير الوثائق والشواهد التي نشرت بإعلان مولد كاتبة وقاصة بالعام 1964 على الملاْ ، حيث نشرت أولى الخطايا التي ارتكبتها هكذا بلا قصد وبلا معرفة مسبقة بالجنس الأدبي الذي كتبت به ومن خلاله ، فنشرت اولى هذه المجموعات وكانت بعنوان ” صرخة البياض ” بدعم من وزارة الثقافة الاردنية ضمن مشروع الكتاب الأول عن دار أزمنه للنشر والتوزيع ، ولا اعرف من سوء حظي او من حسنه أن الطبعة الأولى نفدت وأشار إليها كبار النقاد بالوطن العربي والكتاب والمهتمين حيث أعيدت طباعتها بالعام 1995 اي السنة التي تليها ، لتتوالى المجموعات القصصية بعدها ، حيث نشرت مجموعة ” سيدة الخريف ” 1999 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، ثم تليها مجموعة ” الدرجات ” عن دار أزمنه للنشر والتوزيع في عمان ، بالعام 2004 وبعدها مجموعة ” دم بارد ” وهي مختارات قصصية صدرت بالقاهرة عن دار ” ميريت للنشر والتوزيع بالعام 2005 ” ثم بعدها رواية ” بالأبيض والأسود ” عن دار الشروق / عمان العام 2007 ، ثم مجموعة ” إمرأة اللوحة ” عن دار أزمنة للنشر / عمان . والآن أنتظر صدور مجموعة جديدة بعنوان ” حرب لم تقع ” حيث ستكون بالأسواق والمعارض قريبا وذلك عن دار الشروق للنشر / عمان . و سستتوالى الخطايا .

2- لديك بعض القصص المترجمة إلى اللغة الكردية . ما سر ذلك

ليس هناك من سر دفين أخبئه وراء إعلان نشر بعض من قصصي للغة الكوردية التي أحبها ، بل أن الأمر يدعو للفرح والفخر بالأمر ، ذلك الأمر حدث من خلال الشاعر المبدع و الإعلامي اللامع د ” عبد الله طاهر البرزنجي ” في أربيل ” هولير ” حيث قرأ مجموعة ” الدرجات ” وأثارت إعجابه وهو الناقد الذكي والشاعر المبدع فنقل بعض من هذه القصص للغة الكوردية وهذه فرصة ثمينة لي كي أقرأ من قبل القراء والكتاب في كردستان العراق ، وفرصة سانحة كي أتقدم بالشكر والعرفان للشاعر د ” عبد الله طاهر البرزنجي ” وكلي أمل أن تسير الأمور وأكون في أربيل أثناء معرض الكتاب هذا العام . حيث يحظى المعرض بسمعة طيبة . في أوساط الكتاب والناشرين سواء بسواء .

3- هناك بعض الكتاب الكرد أغنوا المكتبة العربية بكتاباتهم – سليم بركات و احمد شوقي ما تعقيبك على ذلك ؟

ربما ليس هناك من تعقيب أن وجد في هذا الموضوع ، ذلك أن هذا الأمر ضارب في جذوره عميقا في الثقافة العربية التي أنصهر بها الجميع ، من خلال” اللغة ” والثقافة والعيش المشترك ، والمصير الواحد ، بيننا ، كعرب وكورد – كأبناء لهذه الجغرافيا ” الحزينة ” فأبدع الكتاب الكورد بالفكر والكتابة والتأليف ، دون التخلي عن اللغة الأم ، او القيم الثقافية التي تميزه عن غيره ، من هنا يجيء واحد يعد من مصادر ثراء و أغناء اللغة العربية الروائي والشاعر واللغوي ” سليم بركات ” الذي يكتب بلغة آسرة لا يجيدها سواه ، أيضا الروائي حليم يوسف والشاعر الكبير أحمد شوقي وغيرهم الكثير الكثير . في الوطن العربي والمشهد الثقافي العالمي بإسرة مثلما ينطبق الأمر على الصحافيين الكورد المبدعين

4-هناك في الأردن جمعية الكردية تسمى جمعية صلاح الدين هل هناك دور للجمعية في نشر ثقافة الكردية في الأردن

أجل في عمان جمعية كوردية منذ عشرات السنين وهي جمعية ثقافية اجتماعية تعنى بالشأن الثقافي الكوردي وتعمل على تعزيزه ورفده عن طريق النشرات واللغة الكوردية التي يتحدث بها عشرات المواطنين الاخوة الكورد الى جانب اللغة العربية ، وتقيم الحفلات والمناسبات الاجتماعية الكوردية وهي من الجمعيات التي تخظى بالإهتمام من المواطنين والمسؤولين على حد سواء

5-ما مدى محبتك للغة الكردية حين تتحدثين بها

لا اعرف كيف تم الأمر من جهة تعلم اللغة الكوردية ، كنت قد سجلت لدراسة مساق لغة أجنبية أثناء دراستي الجامعية وكان خياري اللغة الفرنسية ثم تحول الأمر لدراسة اللغة الكوردية التي كانت لغة غنية ومتعددة بلهجاتها ، لكن المشكلة التي واجهتني كانت بالتطبيق العملي لهذه اللغة اي التحدث بها خاصة وان اللغة ممارسة ربما يعود الأمر كما أخبرتك لأنه ليس هناك من لغة واحدة جامعة يتحدث بها الكوردي أينما أقام او تواجد

6-الثقافة الكردية واكبت تتطور الحداثة بينما السياسية هرولت بمكانة ما تعقيبك على ذلك

حقيقة لا أعرف لما هي الأسباب التي تقف وراء غنى الشأن الثقافي الكوردي رغم أن الكورد في سوريا كانو ضمن دائرة القمع من قبل السلطة الطاغية ” بشار الأسد ” ومن قبله أبيه المقبور حيث كان يمنع من التعليم باللغة الكوردية التي كانت ممنوعة حتى سرا في البيوت ، وكذلك الأمر ينسحب على الشأن السياسي بمعنى تكوين حزب كوردي مستقل سوى من حزب ” البعث الحاكم ” وحتى جمعية ثقافية كوردية أو صحيفة او إذاعة وكل ما يمت بصلة للفرد الكوردي من أعياد ومناسبات تخص الفرد الكوردي ، الا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد ذلك ان الفرد الكوردي يمتلك مقومات البقاء والمقاومة والمراس العنيد والذكاء فانخرط بكل ما من شأنه الثقافة والتعليم والصحافة فبرزت أسماء كوردية يشار لها بالبنان ، أن ثقافة الشعوب أقوى على البقاء من كل قوى الطغيان والشر الذي يسكن الإنسان ، وربما هذا القصور توقف على البعد السياسي من جهة الأحزاب التي نهضت معا من خلال الشأن الكوردي والعربي معا ، فتم إسكات صوتها كما حصل مع الراحل الحر ” مشعل تمو

7-ما هي كلمة الأخيرة توجهين إلى الشعب الكردي من خلال موقع يكيتي ميديا

كل أمنيات الخير والسعادة للأخوة والإشقاء هنا بالتوفيق والعطاء والتقدم والبناء ، وحيث ان التاريخ لم يسجل في طياته أن قبلت أمة من الأمم أن لا يكون لها مكان تحت الشمس في الكرة الأرضية ، فالكورد عاشوا معنا وعشنا معهم وبينهم نتقاسم الألم وشذى الورد المتفتحة في أعالي جبال كردستان الجميلة وسنبقى معا .
 

نتاج القاصة الاردنية جميلة عمايرة

صرخة البياض، قصص، دار أزمنة للنشر والتوزيع، عمّان، طبعتان (1993، 1995).
سيدة الخريف، قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1999.
الدرجات، قصص، دار أزمنة للنشر والتوزيع، عمان، 2004.
“بالأبيض والأسود”، رواية قصيرة (نوفيلا) دار الشروق للنشر والتوزيع، عمّان، 2007
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى