من الصحافة العالمية

الكرد في”تركيا” ولحظة الانقلاب

محمد رمضان

ما حدث في ليلة 15يوليو “تموز” الجاري على أثر العملية الانقلابية التي قام به بعض الضباط من الجيش التركي ضد حكومة “حزب العدالة والتنمية” المنتخبة من الشعب وشخصية الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” واقعة لم تحدث بتاتا في الانقلابات التي حدث في الجمهورية التركية في الأعوام ’’ 1960-1971-1980-1993-1997’’و تختلف تماماً عما جرى في 15 تموز 2016 من حيث رفض الجماهيري بكافة مكونات الدولة التركية دون استثناء ضد الحكم العسكر بما فيها الأحزاب التركية بشقيه اليمين واليسار الرافضة للوضع البلاد تحت وصاية الجنرالات الجيش والمؤسسة العسكرية والعودة إلى فترة الثمانينات من القرن الماضي
ونزول المواطنون الكرد في المدن والبلدات الكردية في ولايات جنوب شرق تركيا في دياربكر كبرى المدن الكردية وهكاري وغيرها من المدن الأخرى إلى الشوارع والميادين دون سابق إنذار فورا سماع نبأ محاولة الانقلاب ضد  “طيب أردوغان”.
وبالتالي أن الحشد الشعبي الكردي الرافض للحكم العسكر لا يأتي من الفراغ أو مخطط له مسبقاً بل يأتي من خلال الجهود التي قام بها حزب العدالة والتنمية منذ وصوله إلى سدة الحكم في البلاد في سنوات الأخيرة الذي قام بإصلاحات اقتصادية وخدمية وصحية التي شهدتها تركيا بصورة عامة والمناطق الكردية بصورة خاصة بعكس الحكومات المتعاقبة التي مرت على البلاد التي اتصفت بممارسة الظلم والقتل وملاحقة النشطاء وهدم مئات من القرى الكردية على يد الحكومات السابقة ولا تزال المجازر التي ارتكبها الجيش التركي تحت الحكم العسكر راسخة في أذهان المكون الكردي على سبيل مثال لا الحصر مجزرة “ديرسم” التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء جلهم من نساء والأطفال واستحضروا الكرد ذاكرتهم المليئة بالمآسي في لحظات حاسمة قالوا كلمتهم لا للعسكر.
وأكد المتظاهرون الكرد من خلال وقوفهم في وجه جنرالات الجيش التركي  الذي أرادوا الإطاحة بالبرلمان المنتخب من الشعب التركي ذاته، إذ يأتي نزول الكرد إلى الشوارع والساحات تلبية لمطلب الرئيس “طيب أردوغان” ، الذي دعا من خلالها بالبقاء في الميادين ومن خلال هذه الوقفة عبروا عن تضامنهم ورفعوا عبارة كتبوه فيها ’’ ظننتم أنه انتهى دورنا بإدلاء أصواتنا، لا، نحن الآن في الساحات لنضحي في أرواحنا، أحفاد صلاح الدين الأيوبي معك سيدي الرئيس”.
يشار أن “بن علي يلدريم” رئيس الوزارة الحالي خلف “لداود أوغلو” الذي يعتبر اليد اليمنى للرئيس التركي، وهو من أصول كردية، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات “هاكان فيدان” ، الذي ينحدر من الأصول ذاتها، والذي لعب دوراً بارزاً  في إحباط عملية الانقلاب العسكري.
وكما أكد “صلاح الدين دمرتاش” زعيم الحزب الشعوب الديمقراطي أحد أهم كتل البرلمانية في البرلمان الحالي الذي يعتبر الجناح السياسي للحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا عبر برفضه المطلق العودة إلى حكم العسكر و وضع البلاد تحت قانون الطوارئ والأحكام العرفية ونوه بدوره رفض تنفيذ حكم إعدام بحق خارجين عن القانون على حد وصفه.
وهنا سؤال يطرح نفسه على المشهد التركي العام بما فيه على الرئيس  “رجب طيب أردوغان” كيف سيتعامل مع الملف الكردي ورد الجميل بما قام به الكرد بالوقوف إلى جانب شرعية حكومة العدالة والتنمية في وجه الانقلابين.
وأخيراً يمكن القول لابد بأن تعيد الحكومة التركية المتمثلة بحزب العدالة والتنمية تغير سياستها اتجاه الكرد والعودة إلى عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني المتوقفة منذ سنة تقريباً على خلفية الاتهامات المتبادلة بين الطرفين الكردي والتركي وهذا الدور يمكن أن يلعبه الرئيس إقليم كردستان العراق ’’ مسعود البرزاني ’’ بعودة الأمور إلى طبيعتها ويعم الأمن والاستقرار في تركيا وهذا ما سينعكس على الوضع في المنطقة برمتها بما فيها الحالة السورية المتأزمة.
 
أورينت.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى