آراء

الهجوم الداعشي على مناطق الربيعة وشنكال/سنجار وزمار

 الدكتور عبدالباسط سيدا
الهجوم الداعشي على مناطق الربيعة وشنكال/سنجار وزمار كان متوقعاً، وذلك بناء على المعلومات والاستنتاجات. فداعش هي حصيلة جهود تعاون أمني بين دول وقوى شتى في مقدمتها النظام السوري والإيراني وأطراف في النظام العراقي. وذلك لتحقيق مآرب شتى
على المدى الآني والمستقبلي. ويبدو أن بعض القوى من خارج دائرة هذا المثلث انجرّت إلى اللعبة لأسبابها الخاصة، الأمر الذي عقد الأمور، ومكّن المخططين الأساسين من تنفيذ أهدافهم من وراء الستار. خاصة فيما يتصل بسعيهم من أجل الإيقاع بين من المفروض أن يكونوا حلفاء في مواجهة المخطط الذي يستهدفهم جميعاً.
مشروع داعش التكفيري صُنع لمواجهة الثورة السورية. وقبل ذلك كان أداة بيد النظامين السوري والإيراني في العراق بعد سقوط النظام هناك. وواهم من يعتقد أن في مقدوره استخدام هذا المشروع وسيلة لبلوغ حقوقه المتناقضة أصلاً مع طبيعة المشروع الظلامي الإرهابي. ولنا تجربة مرة مريرة في إطار الثورة السورية مع محاولات كهذه من قبل بعضهم.
ما حدث في الأيام السابقة في المناطق المذكورة ،وفي شنكال على وجه التخصيص، أثار الكثير من التساؤلات حول الاستعدادات الميدانية واللوجستية ونظام الاتصالات والإعلام، وهي كلها أمور لا بد أن تعالج. استعدادا لمواجهات راهنة وقادمة. وفي هذه اللحظة بالذات يخوض البيشمركة معارك طاحنة مع داعش في ضواحي الموصل.
ليس سراً أن مشروع داعش يشمل مناطق محددة من العراق وسورية، وربما يتمدد لاحقاً نحو مناطق أخرى في دول مجاورة، إذا ما سارت الأمور وفق ما قد حدده المخططون.
مكونات المنطقة بأسرها مطالبة بالتحلّي بأقصى درجة الحكمة والتعقل، والابتعاد عن لغة التجييش والتشنج البينية القصيرة النظر. هذه المكونات جميعها مطالبة بالتواصل بعقل وقلب مفتوحين، والعمل المشترك لقطع دابر المخطط – الفتنة الذي يستهدف الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى