آراء

ايران و السعودية حربٌ باردة بنكهة طائفية

كاوا رشيد
مايجري في الشرق الأوسط هي بأختصار وبدون تردد بالوصف حرب باردة بجغرافية إقليمية تتنافس فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية و هو صراع على القوة والنفوذ في المنطقة و تستعملان كافة الوسائل في سبيل ذلك .
من البديهي ان تدرك شعوب المنطقة بان هذا الصراع ذو منشأ تاريخي عميق طائفي ( سني – شيعي ) نتجت الحرب الباردة الإقليمية الجديدة , وما يحدث في اليمن و مرورا في العراق و سوريا هي ساحات ساخنة خرجت من إطار الثورة الشعبية الداعية للتغيير و الديمقراطية الى صراعات من اجل مزيد من النفوذ بين السعودية و ايران وكلا الطرفين بواسطة ادواتهما يعتبران اللاعبيين الاساسين ما يجري هناك مستغلة حالة التشرذم و الانقسام و شراء النفوس عبر اموالها .
و بما ان القوى العسكرية لم تكن في يوم ما حلا في إنهاء الصراعات الطائفية و الأيديولوجية في العالم ، لذا اعتقد بأن الصراع في الدول كسوريا و العراق و اليمن هي طويلة الامد ولن يكون فيها طرف منتصر و اخر خاسر الا مفهومي الدولة و المواطنة بمعناهما العميق بالاضافة الى الضحايا البشرية من كافة الأطراف .
والى جانب صراعهما المفضوح في تلك الدول تحاول كلا الطرفان كسب الدعم الخارجي و إكسائها بغطاء شرعي لكسب دعم خارجي له ضد الاخر ، كمحاولة ايران إبراز هوية الوهابية و التطرّف ودعم القاعدة و اخواتها و مثلها السعودية التي تحاول إبراز دور ايران التخريبي في الدول العربية على انها طائفية و فوق شرعية الدولة كحزب الله في لبنان و الحوثيين في اليمن .
وتبذل طرفا الصراع اعطاء الشرعية لاهدافها التوسعية ووضعت مبالغ مالية ضخمة في سبيل تحقيق ذلك عير بناء و دعم مراكز اعلامية كبيرة كقنوات فضائية و بلغة منافستها في سبيل فضحها .
و كنتيجة طبيعية يكون الدور العالمي الغربي ان يستفيد من صراع الطرفين و تنميتها ايضا لخلق فرصة عدم الاستقرار و إيجاد فوضى خلاقة و سبيلا في سبيل حماية مصالحها في المنطقة , و بالتأكيد وقبل كل شي تسليح الطرفين عبر صفقات كبيرة لبيع اسلحتها القديمة منها و الجديدة .
البحث في أسباب وجود هكذا صراع او معالجتها او الحد منها صعبة جدا يعني عبارة عن نار تم إيقادها من جديد و بدأت تفتك بالجميع الظالم و المظلوم وحتى من لا يمسه تاريخ الصراع بأي شيء .
ولكن تبقى باب الأسئلة مشروعة بالنسبة للمتابعين للوضع و اللذين يتأملون و يتمنون الخير للمنطقة و وقف نزيف دم الأبرياء وبناء نظام سياسي مستقر يحفظ فيه حقوق كل مكونات المنطقة على أساس المصير المشترك وانا من هؤلاء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى