من الصحافة العالمية

تنظيم الدولة الإسلامية إختبار لعلاقة كُرد العراق مع تركيا 


ترجمة : تمر حسين ابراهيم

كتب دوريان جونس ، مقالا في صوت امريكا سلط فيه الضوء على العلاقات بين إقليم كُردستان و تركيا و ما الأثر الذي تركه هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على هذه العلاقات ، كما تحدث عن دور مُستقبلي قد تلعبه ايران إن ساءت العلاقة بين الطرفين . و ورد في المقال :
إن نقص دعم انقرة لكُرد العراق في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية المُسلح قد القى بظلاله على علاقاتهم الوثيقة الخاصة .
شهدت الأعوام القليلة الماضية شراكة سياسية و اقتصادية وثيقة بين كُردستان العراق و تركيا ، لكن فشل انقرة في تقديم دعم عسكري لكُرد العراق يُثير التساؤل التالي : هل تكون العلاقة ضحيَة للأزمة ؟
إن إحتمالية غزو قوات تنظيم الدولة الإسلامية لإقليم كُردستان المُتمتع بالحكم الذاتي قد شكَل إختبارا حقيقيا للتحالف المُوجود بين كُرد العراق و جيرانهم الأقوياء . و في هذا الصدد يقول الكاتب السياسي في جريدة ملييت التركية ، علي آيدين تاس باس ، و الذي عاد للتَو من اربيل ، عاصمة إقليم كُردستان ، بأنه هناك خيبة أمل عميقة مع انقرة و يضيف قائلا :
” لقد اصابتهم خيبة أمل من حجم المُساعدة التي يتلقُونها من انقرة . في الواقع كانت اربيل على وشك السقوط و المعنويات كانت مُنخفضة ، عندما تحدث الكُرد مع تركيا بشأن تطورات الأحداث ، فإن ما سمعوه من الجانب التركي كان ” نرغب بالمجيء و مُساعدتكم على نحو قويَ لكن لدينا 49 رهينة ” و هذا لا يُظهر فقط وجود أزمة ، لكن الأتراك قد أوضحوا بأن هذا التحالف الإستراتيجي قد فشل في أول إختبار استراتيجي له و لذا فإنه ليس تحالفا إستراتيجيا ” .
علاقات مُتطورة
هناك 49 دبلومسيا تركيا خطفوا مع عائلاتهم على يد قوات تنظيم الدولة الإسلامية التي هاجمت مدينة الموصل العراقية . لكن الكاتب علي آيدين تاس باس يقول بأن بعض كُرد العراق يتسائلون علنا إن كانت انقرة تستخدم الرهائن كذريعة لعدم التحرك في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية .
يقول مُراقبون بأن حالة الإحباط المُوجودة هي في جزأ منها نتيجة التَحول الهام الذي جرى في العلاقات بين الطرفين في السنوات القليلة الماضية ، و التي شهدت توجه القيادة الكُردية العراقية و انقرة من حالة التنافس و الريبة إلى علاقة سياسية و اقتصادية مُزدهرة .
إن التحول الذي جرى في العلاقات بين انقرة و إقليم كُردستان العراق هي بسبب الجهود التي بذلها على نحو خاص ، مسعود بارزاني ، رئيس إقليم كُردستان العراق.
و بحسب المحللة السياسية ، نوراي ميرت، من جامعة استنبول فإن الهجوم الذي قام به مُسلحو تنظيم الدولة الإسلامية قد أضرَ بسمعة كل من حكومة إقليم كردستان و الرئيس بارزاني . و تقول الباحثة :
” لقد أساء هذا القتال لسمعة حكومة إقليم كردستان كثيرا على الصعيدين العسكري و السياسي ، و على نحو خاص حزب بارزاني الذي يملك تحالفا وثيقا مع تركيا كما أن نفس الأمر قد أثر على الرئيس بارزاني .لذا كان لقضية تنظيم الدولة الإسلامية تأثير هائل على العلاقات الكُردية – التركية عموما و على علاقات الرئيس بارزاني – التركية على نحو خاص . و شكلَ هذا التقدم لتنظيم الدولة الإسلامية تغيُرا حقيقيا لجميع الموازين و التحالفات في المنطقة ” .
قبل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية صرح الرئيس بارزاني بأن كُرد العراق سيعقدون إستفتاءا بشأن الإنفصال . لكن إنهيار القوات الكُردية العراقية و فشل تركيا الملمُوس بالتدخل قد احبطت العزيمة بشأن أية آمال تتعلق بالإستقلال في المستقبل القريب بحسب مُراقبين .
لقد سارعت ايران و التي لها حدود مع إقليم كُردستان العراق إلى استغلال أي مأزق بين إقليم كُردستان العراق و انقرة حيث يقول الكاتب علي آيدين تاس باس في هذا الشأن :
” لقد كانت ايران حاضرة و مُستعدة لتقديم المُساعدة ، لكل َما يحتاجوه الكُرد . كانوا حاضرين في أرض المعركة و لم يتوقف الأمر عند ذلك فقد كان قاسم سليماني قائد فيلق القدس مُتواجدا في ساحة المعركة يُقاتل مع الكُرد و رؤيته في هذا المشهد يعني بأن هذه الحادثة تُشير لعودة ايران ”
لا تزال هنالك علاقات اقتصادية قوية بين كُردستان العراق و تركيا و ذلك يعني بأن الطرفين سيُحافظان على علاقات سياسية وثيقة .
لكن مُحللين يقولون بأنه على الأرجح أن اربيل ستبحث عن المزيد من الحلفاء كي لا تبقى مُعتمدة على انقرة لوحدها و هي مسألة ستكون مُوضع اهتمام لدى كل من ايران و الحكومة العراقية الجديدة.
يقول نفس المُراقبون بأن ذلك سيُشكل ضربة بالنسبة لانقرة ، لأن كُرد العراق هم الكيان الوحيد الذي تملك انقرة علاقات وثيقة معه في المنطقة .
http://www.voanews.com/content/islamic-state-tests-turkey-iraqi-kurd-tie/2447851.html

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى