جان بابير ليكيتي ميديا: سأعلن ثورتي بلسان القلم وعين الكاميرا 

إعداد وحوار . محمد ديب عثمان

جان بابير كاتب وشاعر وروائي كرُدي من مدينة كوباني عاش طفولته متنقلاً بين مدينة كوباني وريفها وعاشر فولكلورها وعاصرها من ثم انتقل للعيش في مدينة دمشق, له العديد من الأعمال الروائية والشعرية وعمل في مجالات فنية عدة كالإخراج والإعلام ..
س1 بدايةً ..حبّذا  لو أطلعتَنا على جوانب من حياتك الشخصيّة والأدبيّة وبعضاً أعمالك وجوانب فنيّة أخرى كالإخراج والإعلام .
باعتقادي أنّ الشخص كيف يعيش و أين يسكن وماذا يفعل ؟ إنّما هي إشاراتُ استفهامٍ ليست بالحمراء توقفني لألتفت يميناً وشمالاً ، ما سأقف عليه بالفعل في هذا السؤال المتعدد الجوانب هو : ماذا قدّمت و ما الذي أطمح في تقديمهِ للمتلقّي والمُشاهد والمُستمع، قدّمتُ أعمالاً في الرواية، أعتزّ بكلّ ما كتبته و أحترم ما أكتبه و أضعه فوق رأسي لتطول قامتى به، لا أضعه تحت قدمي لأقف عليه و أرتفع مؤقتاً حيث الخطوة التالية سترجع بي إلى ما كنتُ عليه لو حدث و فعلتُ ذلك، أي إذا وقفتُ بقدمي على ما قدّمتُه، أنا أحتضن كتاباتي بشغف الحبيبية، و أمنحها من روحي وذاتي الكثير ، ثمّ أجد الفنون كلّها متداخلة، إنّ الإعلام المرئي يأخذنا إلى السينما، والصحافة تأخذنا إلى الأدب، بما معناه أنّ كل هذه الأجناس متداخلة ومتشعّبة و ليس بإمكانها العيش منفصلةً و منعزلة، كما حال الإنسان يبكي، يضحك، يغضب، تعود تلك الحالات كلّها للكائن، و  الكائن هنا حبري، يملك مشهده البصريّ الخاص وزواياه الخاصّة ويسمع ويقرأ ، لن أشتكي بأنّي لم آخذ فرصتي بل سأقول لم أجتهد أكثر لأصل إلى ما أريد، في النهاية ما يهمّ المتلقّي هو ما أقدّمه، هل تمسّ جوانب من حياتهم ؟، هل استطعتُ أن أُلبِس أحلامهم لجُملي ونصوصي و أقترض رؤاهم البصريّة في زاوية كاميرتي أم لا ؟
س2 كثيراً ما كنتَ تُتَّهم بالتمرّد على المجتمع، أكانت اتّهامات باطلة أم أنّك ترى أنّ التمرّد على التقاليد واجب الكتّاب والمثقفين .
سأُعلن ثورتي بلسان القلم و عين الكاميرا…… لم يعد للثورةِ معنى، لقد تكلّست فيها جميع مواضع الشرف ، هذا الوضع يليق بالقطيع و كأنّه صُمِّم خصّيصاً على مقاييس رعونتهم  ،
لو كانت لوحات الألم والرصاص في جسد الوطن  تتحدث كما جمل رواياتي لحدّثَتكَ عمّا فعلَته بنا الثورات اللولبيّة و ما اقترفَتهُ بحقّ آمالنا و أحلامنا ،  تخدش الرؤى البصريّة لأشباه البشر ..
الاتّهام .. ليت الاتّهامات كلّها على هذه الشاكلة تُنصِفني، بالطبع سأحتفي بهذا الوسام الذي يجعلني أقف في وجه الفجّ من الثمار و أترقّب نضجها، و أرمي العكّاز من يدَي الاعوجاج ليستقيم الطريق في مشيَته ،كيف يرى المرء كلّ هذا الخراب والعطب في المجتمع و لا ينصب له الكمائن !، لذا … لا ضيرَ في طرح الألغام من حقول المعرفة النمطيّة السائدة، الحياة ليست قوالب جاهزة، و ليس هنالك من شيءٍ متساوٍ في الحياة لأنّها ليست مربعاً متساوي الأضلاع ،قد تكون شكلاً هندسيّاً  متداعي الأطراف ومنكسر الزوايا .
الذي ﻻ يستطيع أن يخرج من الشرنقة لن يتعلم الطيران، ولن تعانق أجنحته الحرّية، کیف یتحدث عن لون السماء؟
س3 ماذا حمل لك النزوح أو اللجوء من المعاني . إن أخذنا النزوح عن كوباني مثلاً
الهجرة هي أن تحمل المكان الذي وُلِدتَ فيه في قلبك وتمضي و تحمل عبء الذكريات ولا تستطيع الفكاك والنجاة منها، و أن تنغرس أوتاد خيمة اللجوء بقوة المكان الأول لتُحدِث تصدّعاً في أعماق أعماقك، ما عدتَ أنت، ما بين المكان الأول الذي حملته والمكان الذي يحملك شرخٌ و مسافة وطنٍ مذبوحٍ من الشمال إلى الجنوب و مصلوب من الشرق إلى الغرب، إرفع جراحك المكابرة إلى أقرب سوق نخاسة تُباع فيها الأرض و يُباع فيها الإنسان، ذاكرة الأمكنة تنصبُ لك الكمائن، ترى في المخيّلة أكثر ممّا تشاهد عيناك، أيعقل أنّي تركتُ عيناً هناك في كوباني، تسكن خيمةً ويسكنكَ الوطن، تستجدي كفافَ يومك، يأويك العراء و يلتحفك .
تلازمكَ صفةٌ جديدة …. لاااااااااااااجئ
س4 ما مدى تأثير الخلاف السياسي على الكتّاب و ما التجربة التي خُضتَها في هذا الجانب .
من لا يدعو إلى وحدةَ دمه و يصونه حتماً هو ليس من ذلك الدم، هو لقيطٌ يزني بدمه، و بالطبع هذا يُحدث شرخاً عميقاً في الروح
س5لو رتّبنا الأدب العالمي على مراتب حسب غزارته وجودته فما المرتبة التي يحتلّها الأدب الكوردي، و ما خاصيّة هذا الأدب وما هي سُبل الرقيّ بالأدب الكوردي ؟ .
_باختصارٍ شديد مازال الأدب و المشهد الثقافيّ الكردي يحبو و لم يقف بعد على قدميه .
 
يُذكر أنّه صدر لجان بابير:
-شطحات في الجحيم (شعر) 1998 دمشق.
GEWIRIYA HELBESTE ZA-شعر2001 بيروت.
– الأوتاد (رواية) 2002 بيروت.
-قرارات الخطيئة ( ما يشبه النصوص) نص مشترك .
-ثلاثيّة گورستان : كورستان فوضى الفوضى (رواية) 2005 گورستان صرير الأحد غرفة الأربعاء (رواية) 2007 .
-طفلٌ يلعب في حديقة الآخرين (شعر) 2012.
_عقد قران في القصيدة مشترك مع خديجة بلوش
2013 دار الرؤى تونس .
_متن الغجر مشترك مع تارا إيبو
 
كما عمل على العديد من الأفلام الوثائقيّة منها (لالش) و (جيكرخوين لم يرحل) و فيلم صامت بعنوان (الخطوة)
_فيلم نفرستان
_وفيلمين قصيرين بعنوان الحلم و الآخر الزمن .
ودخل موسوعة الشعر العربيّ الحديث في سوريا عام  2005 وتمّ تكريمه مؤخراً من قِبل فرع دهوك لاتّحاد كتّاب كوردستان.
والآن يدير جريدة سبا . ورايو سبا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى