أخبار - دولية

جهود مكثفة لتجاوز عقبات انعقاد جنيف 3

يكيتي ميديا – Yekiti media
تتضاءل فرص انعقاد مؤتمر جنيف 3 للتفاوض بين وفدي المعارضة السورية ونظام بشار الأسد في الموعد المحدد له يوم 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، جراء استمرار الخلاف على وفد المعارضة وإصرار موسكو على إدخال شخصيات قريبة من النظام إلى الوفد.
ولم تفلح التحركات المكثفة التي أجراها المبعوث الأممي إلى سورية “ستافان دي ميستورا” خلال الأيام القليلة الماضية في إقناع وفد المعارضة السورية المنبثق عن مؤتمر الرياض في تغيير تركيبته والنزول عند رغبة موسكو، كما أن الاجتماع الذي جمع وزيرا الخارجية الأمريكي “جون كيري” ونظيره الروسي “سيرغي لافروف” لم يؤدي إلى نتائج من شأنها إنجاح العملية التفاوضية المنشودة.
ويجري الحديث عن موعد جديد محتمل لـ جنيف 3، حيث يتوقع أن ينعقد في 27 أو 28 الشهر الجاري، سيما وأن “دي ميستورا” قال أمس على هامش مؤتمر “دافوس” إنه “من المحتمل أن تأجيل مباحثات جنيف لفترة وجيزة”.
ويبدو أن وفد المعارضة السورية المنبثق عن مؤتمر الرياض تمكن هذه المرة من فرض نفسه رقماً صعباً في المفاوضات المرتقبة، ويجمع محللون وسياسيون على أنه نجح في فرض مطالبه ووجهة نظره مستفيداً من نقاط عدة، أبرزها أن الوفد نشأ في توافق بين المعارضة السياسية والعسكرية وضم شخصيات من الطرفين، كما أن الوفد جاء بعد مؤتمر الرياض الذي عقد يومي 9 و10 الشهر الماضي بتوافق دولي خلال الاجتماعات الأخيرة في فيينا.
ويخوض وفد المعارضة مواجهة مع المحاولات الروسية في ضم شخصيات يراها الشعب السوري أقرب للنظام منها للمعارضة، مثل رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي صالح مسلم، ورئيس تيار “قمح” هيثم مناع، الذي هاجم مراراً وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض واتهم بعض أعضائه بارتكاب جرائم حرب، مقترباً بذلك من رواية روسيا في حديثها عن وجود “جماعات إرهابية” ضمن الوفد.
وتتحدث مصادر دبلوماسية غربية عن أن الاجتماع الأخير بين “كيري” و”لافروف” تركز على ضرورة إشراك رئيس الحزب الكردي مسلم، أو من يمثله في الحزب، وتقول المصادر إنه “أكثر شخصية تمسكت بها موسكو للمشاركة في الوفد”.
ومن الواضح أن وفد المعارضة الذي يترأسه العميد أسعد الزعبي يرفض هذا المسعى الروسي ويشدد على أنه الجهة الوحيدة التي يمكن للنظام التفاوض معها، وهو موقف يتلقى دعماً من السعودية وفرنسا وتركيا على وجه الخصوص.
وأحرج وفد المعارضة كلاً من روسيا ونظام الأسد بإصراره على ضرورة تطبيق ما نص عليه القرار الأممي رقم 2254 وما تضمنه من المادتين 12 و13 حول ضرورة إثبات النظام حسن نواياه عبر فك الحصار عن المناطق، وإدخال المساعدات والإفراج عن المعتقلين وغيرها من إجراءات بناء الثقة، ويشترط الوفد للمشاركة في المفاوضات تطبيق هذه الخطوات. لكن يبدو جلياً أن روسيا ونظام الأسد لم يلتزمان حتى الآن بهذا وهو ما يعد سبباً رئيسياً أخراً في تأخير عقد المفاوضات بوقتها المحدد.
وتتحدث مصادر إعلامية عن ضغوط أمريكية على المنسق العام لـ”الهيئة العليا للمفاوضات” رياض حجاب، لإمكانية تغير شخصيات في وفد المعارضة مثل محمد علوش من “جيش الإسلام” الذي عين كبيراً للمفاوضين في وفد المعارضة، إذ تقول ترفض موسكو مشاركة “جيش الإسلام” بوصفه “جهة إرهابية” حسب قولها.
وتشير صحيفة الحياة اللندنية نقلاً عن مصادرها أن وزير الخارجية الأمريكي “كيري” يحمل في جعبته مقترحاً خلال لقائه اليوم مع حجاب، ينص على إدخال شخصيات من القائمة الروسية إلى وفد المعارضة المنبثق عن مؤتمر الرياض، الأمر الذي لم يتضح بعد ما إذا كان حجاب سيقبل به.
تحرك “كيري” أشارت إليه أمس الجمعة مصادر غربية في حديثها لوكالة “آكي” الإيطالية، التي قالت إن “الوفد المفاوض الأساسي الذي أقرّته الهيئة العامة للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض غير نهائي، ورجّحت أن يتم تعديله وتغيير بعض أعضائه قبل بدء المفاوضات”.
وأضافت أنه “من المرجّح أن تقوم الهيئة العامة للمفاوضات بتعديل الوفد المفاوض الذي أعلنت عنه في العشرين من الشهر الجاري، وهناك اتصالات حثيثة بين الولايات المتحدة والسعودية لإقناع المعارضة السورية بتغيير وفدها ليتم المصادقة عليه واعتماده من قبل مجموعة العمل الدولية الخاصة بسورية”، وفق قولها.
وستحمل الساعات القادمة تطورات من شأنها أن توضح أكثر إمكانية عقد جنيف 3 في موعده المحدد، كما أنها ستكشف مدى نجاح المفاوضات في ظل وقائع تشير إلى فشلها نتيجة تعنت النظام وروسيا وتفضيلهما الحل العسكري على السياسي.
وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى