ظاهرة الانتقام من الشعب الكردي لدى pyd

يكيتي ميديا_Yekiti Media
عند خروجي من السجن منتصف عام 2011, سررت كثيراً بيوميات الثورة السورية في كردستان سوريا, وتفاءلت بقرب يوم التحرير والخلاص من كابوس النظام, وسرعان ما انخرطت في المظاهرات في قامشلو, فلاحظت عدم مشاركة pyd, وبعد أشهر فوجئنا بحضور صالح مسلم شخصياً أمام جامع قاسمو ومعه عدد قليل من جماعته, حيث بدأت مرحلة جديدة وموقف خطير ضد الثورة السورية وضد الشعارات القومية الكردية, كما لاحظت ظاهرة مثيرة للإهتمام, وهي حضور مجموعة صغيرة ملثمة من عناصر pyd تدخل ضمن صفوف المظاهرات, ليس لمناصرة المتظاهرين الكرد وإنما لترهيبهم, حيث كان هؤلاء يرفعون لافتات خاصة عليها عبارة ” شباب الانتقام ” وبالتدريج شرعوا في عرقلة وتخريب المظاهرات والانتقام من المتظاهرين.
وبسهولة اكتشفنا فيما بعد حصول اتفاق بينهم وبين النظام المجرم, حيث لاحظ شعبنا الكردي بالعين المجردة, كيف صار تسليم السيطرة على المناطق الكردية لـ: pyd وهو استلمها علناً, ولكنه لم يقر بهذا إعلامياً, بل ادعى زوراً وبهتاناً, بأنه بدأ بثورة خاصة به, وفي الحقيقة لم تكن ثورة تحررية وإنما ثورة مضادة للمشروع القومي الكردي وللثورة السورية عموماً .
وهكذا استمر مسلسل الانتقام من الشعب الكردي في كافة المناطق, بقوة السلاح وبدون رحمه عبر كافة أشكال الإعتداء..
في عامنا الحالي 2016 شمل الانتقام خطف وضرب وتعذيب الإعلاميين مثل جنكين عليكو (درباسية) وروني محمد (ديرك) واعتقال القيادي الجريء عبد الرحمن آبو (عفرين) من pdk-s وإغلاق بعض مكاتب المجلس الوطني الكردي وأحزابه ومحاولة حرق بعضها, ومؤخراً بدأت ظاهرة خطيرة جداً تمثلت في الهجوم المباغت ليلاً على المنازل الآمنة في ريف عامودا وكوجرات, وترهيب المدنيين عبر التفتيش والعبث بالمحتويات وسلب بعضها واعتقال الشباب لسوقهم إلى معارك بعيدة عن الملصحة القومية العليا لشعبنا.. وعندما عبر البعض بالاحتجاج السلمي عن رفضهم لإنتهاك حرمة البيوت, عمد pyd إلى الانتقام منهم وترهيب الشارع الكردي, عبر المداهمة ليلاً واعتقال أربعة مناضلين بارزين في عامودا (أنور ناسو – عبد الإله عوجي – عبد المحسن خلف – رضوان حمو) من قادة وكوادر حزب يكيتي, وعشية مظاهرة عامودا الأخيرة جرى خطف رئيس المجلس المحلي لـ ENKS بعامودا (وهو من قيادة تيار المستقبل الكردي) السيد يونس أسعد وضربه بوحشية وتكسير أعضائه ثم رميه عند قرية خانيك, بسبب مواقفه الجريئة, وكانت الغاية الأساسية من هذا الاعتداء البعيد عن القيم الإنسانية, هي ترهيب الأهالي كي لا يشاركوا في المظاهرة. والجدير بالذكر أن عامودا هي رمز للنضال والتصدي الحازم للنظام وتحطيم تماثيله, وقد قام مسلحو PYD بارتكاب مجزرة بحق متظاهرين سلميين في عامودا, قبل نحو ثلاثة أعوام, وتعتبر الاعتداءات الأخيرة على عامودا استمراراً لسياسة الانتقام.
إن تظاهرة عامودا الجماهيرية القوية قبل يومين, كانت رسالة صريحة لـ pyd, بأن ENKS سيتصدى بكافة الوسائل السلمية في المناطق الكردية وفي الساحة الدولية لفضح هذه السياسات والممارسات المخزية.
وكما تهاوى الطغاة الكبار في الماضي والحاضر, فإن أصحاب ظاهرة الانتقام من شعبهم سينهارون لا محالة.
قامشلو 2 حزيران 2016
حسن صالح
نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى