آراء

قراءة في كلمة الرئيس الكوردستاني مسعود البارزاني ” الظهور التاريخي لقائدٍ تاريخي “

عنايت ديكو
في ذرى جبال كوردستان الرئيس الكوردستاني ” مسعود البارزاني يَصدح … فيُهدد … ويُحدّد .!
* قراءة في كلمة الرئيس الكوردستاني مسعود البارزاني
– معروفٌ عن السيد ” مسعود البارزاني ” بأنه رزينٌ وحكيمٌ وهادئ في طروحاته واستقراءه وقراءته للواقع . لكن ما قاله اليوم من على منصة ” باشيقة ” الكوردستانية كان مختلف تماماً عن ما عوّدَنا عليه السيد البارزاني . فلأول مرة يُهدد ويُحدد . يُهدد العدو والقوى المتعاونة والمتعاملة معه … ويُحدد ملامح مشروعه الوطني الكوردستاني .
– هنا نستطيع أن نحصر كلمته في ” 5 ” نقاط جوهرية وهي :
1- النقطة الأولى : اقترب البارزاني من شعبه الايزيدي الكوردستاني فصافحهم وخاطبهم بالقلب والعقل والإيمان وأهداهم ” بشرى التحرير ” من ظلمات ” داعش ” وغيرهم ، حيث قال لهم وبالحرف الواحد : أقبّل أياديكم وعيونكم أيها الآباء … ويا أيتها الأمهات . فها قد عدتم الى حضن كوردستان ، سنعيش هنا أحباء وإخوة وأقرباء مع بعضنا البعض ولا خوف بعد الآن ، ولا منّة لأحدٍ منا على أحد ، فالذين حموا الأرض والعرض وحرّروا هذه المناطق الكوردستانية هم هؤلاء البيشمركة الأبطال الذين لا يركعون . وقال أيضا : هنا ومن “باشيقة ” المُحررة ، نحن فخورون بتحرير أراضينا والتي نستطيع أن نقول عنها بأنها تحررت وبشكل ” شبه كامل ” ولا خوف على هذه المناطق وعلى هذه الاراضي الجميلة المباركة … الملّا سيرفع آذانه في المساجد … والقسيس سيرفع صلواته وسيقرع أجراس الكنيسة … والشيخ الايزيدي سيصلي لإلهه وسيناجي ربه بكل حرية هنا … لماذا … ؟ لأنها هي أرض كوردستان …. أرضُ الأخوة والتسامح والعيش المشترك .
– وبعد ما صدح البارزاني بهذه ” البشرى السارة ” بتحريرٍ شامل للأراضي الكوردستانية ، وجّه بوصلته الحادّة بإتجاه مطالب شعبه الكوردستاني ، وقال : البيشمركة هم الذين حرّروا هذه الارض شبراً شبر ، ولن يخرجوا منها أبداً مهما كانت الاسباب والضغوطات والنتائج . وهذه الدماء التي سالت هنا ، هي ضمانٌ للحفاظ على الحدود وحماية كوردستان . والبيشمركة ستكون العين الساهرة بعد اليوم لأن المعركة لم ولن تنتهي!
2- النقطة الثانية : حاول البارزاني في كلمته هذه وبنبرةٍ يُرافقها الكبرياء والاعتزاز وبنشوة الانتصار ، أن يدعم سياساته ونجاحات البيشمركة على الارض ببعض ما تمت الاتفاقية عليها ، فقال : نحن وفي زيارتنا الأخيرة الى بغداد ناقشنا كل المسائل العالقة … وكونوا مطمئنين . فقلنا لهم في بغداد يا أيها الأخوة … إذا لم ولن نستطيع أن نعيش سويا مع بعضنا البعض كشركاءٍ حقيقيين في العراق ؟ فمن الأفضل لنا ولكم أن نعيش كجيران متحابين ومتعاونين ومتجانسين جنباً الى جنب ، والأخوة في بغداد كانوا متفهمين لمواقفنا ورؤيتنا هذه .
3- النقطة الثالثة : لقد كانت نبرته في هذه النقطة أشدّ صرامةً وقوة ، حيث قال : ليَفهم الجميع هذه الرسالة من االكوردستانيين داخلياً وخارجياً … فالذين وضعوا لنا … وزرعوا لنا هؤلاء الدواعش كقنابل سياسية وكأحجار وكعوائق وكجدران أمامنا وأمام سير هذا الشعب بإتجاه الاستقلال !… أقول لهم : أنتم واهمون …. لقد ذهبتم انتم مع دواعشكم وقد تم إزالتكم بفضل قهرمانية البيشمركة الأبطال.
4- النقطة الرابعة : في هذه الجزئية من كلامهِ … تطرّق السيد ” البارزاني ” الى الداخل الكوردستاني على وجه التحديد وخاطب أخوته من المعارضين والمختلقين معه ، وقال لهم : ماذا جَنيتهم في سياساتكم ومخططاتكم أيها الأخوة ؟ لقد وضَعتم الحجر والمصاعب أمام مطالب هذا الشعب ؟ فماذا استفدتم ؟ … وماذا جَنيتم في الأخير ؟ …. فتعالوا لنبني هذا الوطن معاً بإخلاصٍ وقوة.
– النقطة الرابعة : كانت موجهة الى بعض الجهات الدولية ، والتي لها أجنداتها الخاصة وخاصة عندما ترى البيشمركة تحقق الانتصار تلو الآخر ، فتوجه البارزاني اليهم وقال : هناك من قام ويقوم بدعم الدواعشة والى اليوم ، وهناك من كان يأويهم ويُطعمهم ويشربهم ويأمن لهم المأوى والحماية هنا وفي هذه النقطة وعلى هذه الارض التي نحن عليها الآن ، فكيف لنا إن نستقبل هؤلاء الجحشوك والدواعشة بحجة النازحين الأبرياء ، فهؤلاء كانوا مجرمين وخونة ، لقد ذبحوا شعبنا وبناتنا ونسائنا… فكيف تريدون مننا أن نستقبلهم ونأويهم ؟؟؟ فلن نسمح لهم بالعبور الى كوردستان … أبدا ومطلقاً … ولن نعطي أية أهمية لهذه الجهات التي تصدر البيانات والتقارير والتي لا تعتمد الحيادية في عملها وهي منحازة بأكثريتها وغير دقيقة …. وليقولوا ما يقولون …. حتى يشبعوا .
5- النقطة الخامسة : وهنا تطرق السيد البارزاني الى إبراز دور البيشمركة كقوة كوردستانية يُحسب لها الف حساب ، ولقد أعطى أهميتين مختلفتين للبيشمركة … أهمية خارجية وقال فيها : بأن البيشمركة هي صمام الأمان وهي التي دافعت وحرّرت الارض وستبقى جاهزة لأي طارئ وهي رأس الحربة ضد الإرهاب الدولي ونحن متعاونون مع حلفائنا لمحاربة الارهاب … وأهمية داخلية قال فيها : بأن البيشمركة قد خرجت من طور والولاءات الحزبايتية والتنظيمية ودخلت مرحلة الولاء للوطن فقط …. وما شاهدناه في تحريرها للأراضي الكوردستانية يعكس هذا الدور الوطني لهؤلاء الابطال البيشمركة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى