أخبار - سورياشريط آخر الأخبار

كيانات «الحرس الثوري» الإيراني تحصد مكاسب اقتصادية في سورية

يكيتي ميديا- Yekiti Media
وقعت الحكومة الإيرانية وكيانات مقربة من «الحرس الثوري» الإيراني عقوداً اقتصادية كبيرة مع سورية في ما يبدو مكاسب مغرية مقابل مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة السيطرة على مناطق في بلاده من المعارضة.
ودانت جماعة معارضة اتفاقات جرى توقيعها مع إيران حليف دمشق الإقليمي الرئيسي في قطاعي الاتصالات والتعدين واصفة إياها «بالنهب» للشعب السوري وثروة البلاد من قبل «ميلشيات إرهابية إيرانية».
وينكمش الاقتصاد السوري بوتيرة سريعة في الوقت الذي يتراجع الناتج الصناعي والزراعي بعد حرب أهلية استمرت ست سنوات ويعيش نحو ثلثي السكان في ظل فقر مدقع.
وجرى توقيع خمسة مذكرات تفاهم خلال زيارة قام بها رئيس الوزراء السوري عماد خميس إلى طهران الثلثاء بما في ذلك رخصة حصلت عليها إيران لتصبح مشغلاً لاتصالات الهاتف المحمول في سوريا كما تم توقيع عقود لاستخراج الفوسفات.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية (سانا) عن خميس قوله إن الاتفاقيات تعكس العلاقة الخاصة بين البلدين. وقال خميس: «نقدر عالياً الدور الكبير لإيران في التصدي للإرهاب ووقوفها إلى جانب الشعب السوري في كل النواحي السياسية والميدانية والاقتصادية».
وستعطي دمشق لإيران خمسة آلاف هكتار من الأراضي للزراعة وألف هكتار لإنشاء مرافئ للنفط والغاز وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية (ايرنا). كما جرى توقيع اتفاق لتقديم أراض لتربية الماشية.
ويقول محللون إن «الحرس الثوري» الإيراني وهي قوات عسكرية تدير إمبراطورية صناعية في إيران سيستفيد من الصفقات بخاصة عقد تشغيل الهاتف المحمول. ويتحكم الحرس بدرجة كبيرة بقطاع الاتصالات في إيران.
وقال كريم سجادبور الباحث الأول في برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي للسلام الدولي: «الاتصالات قطاع حساس للغاية. سيسمح لإيران بمراقبة وثيقة للاتصالات السورية».
وقُتل ألف جندي نشرهم الحرس الثوري الإيراني في سوريا على الخطوط الأمامية للقتال في السنوات الأخيرة.
وبعيداً من المساندة العسكرية فإن سورية مدينة مالياً بشكل متزايد لإيران. وفتحت طهران خطوط ائتمان لسوريا بقيمة 3.5 بليون دولار في 2013 وزادتها بقيمة بليون دولار في 2015 وهو ما يقول اقتصاديون إنه ساعد الاقتصاد السوري على الاستمرار.
ونقلت «سانا» عن اسحاق جهانغيري النائب الأول للرئيس الإيراني قوله إن طهران مستعدة لتنفيذ خط ائتماني جديد بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني لدعم التجارة.
ووقعت طهران ودمشق أيضاً مذكرة تفاهم للتعاون في استخراج الفوسفات من منجم الشرقية السوري وفقاً لـ «ايرنا».
وسورية من بين أكبر مصدري صخر الفوسفات في العالم – وهي المادة الخام التي تستخدم في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية – على رغم أن الحرب أضرت بقدرتها على الاستخراج وتسويق الإمدادات.
وفي 2015 استولى «داعش» على منجم الشرقية أحد أكبر المناجم في البلاد والواقع على بعد 50 كيلومتراً جنوب غربي مدينة تدمر التاريخية وفقاً لما ذكره «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
واستطاعت القوات الحكومية السورية مدعومة من «الحرس الثوري» طرد التنظيم من تدمر في آذار (مارس) 2016 لكن مسلحي التنظيم استعادوا السيطرة على المدينة نهاية العام.
اقتصاد مزقته الحرب
ودعا خميس في اجتماع عقده الأربعاء مع علي أكبر ولايتي المستشار البارز للزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار في سورية «حيث تدمرت البنية التحتية بسبب الحرب».
وأبدت طهران بالفعل اهتماماً بمساعدة سورية في إعادة بناء الطرق والمطارات ومحطات الكهرباء والموانئ – وهو ما قد يصب في مصلحة «الحرس الثوري» الذي يمتلك أكبر شركات بقطاع التشييد في إيران. لكن ما أشادت به طهران ودمشق باعتباره «صفحة جديدة» في العلاقات الاقتصادية بين البلدين لم يلق ترحيباً من بعض السوريين.
ووصفت إحدى جماعات المعارضة السياسية الاتفاقيات بأنها «مدانة وغير شرعية ولا يمكن القبول بها تحت أي ظرف». وقال «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» في بيان نشره على موقعه الإلكتروني إن هذه الاتفاقات «انتهاكات إضافية لسيادة سورية ومحاولة لمكافأة قوة احتلال سافرة تتقاضى مكاسب ومغانم لقاء مشاركتها في سفك دماء السوريين والسعي لكسر إرادتهم».
وقالت «سانا» إن طهران ودمشق تسعيان لتوقيع اتفاق في غضون أسبوعين لتمهيد الطريق أمام استثمارات تقوم بها الشركات الإيرانية في ميناء سوري، لكنها لم تفصح عن اسم الميناء. وقال سجاد بور: «إيران تتعامل مع سورية على نحو متزايد باعتبارها إحدى محافظاتها…أنقذوا الأسد من السقوط والآن يبدو أنهم يشعرون بحقهم في مساعدة أنفسهم من خلال الاقتصاد السوري».
ونقلت الوكالة عن وزير الطاقة الإيراني قوله إن طهران مستعدة لتوقيع اتفاقية طويلة الأجل مع دمشق في قطاع الطاقة.
وتعمل شركات إيرانية بالفعل في عدد من مشروعات توليد الكهرباء البالغة قيمتها 660 مليون دولار في سوريا وفقاً لوسائل إعلام حكومية إيرانية.
وتهدف إيران إلى تصدير الكهرباء إلى سورية وإنشاء أكبر شبكة للكهرباء في العالم الإسلامي عبر ربط شبكة الكهرباء الإيرانية الوطنية مع شبكات العراق ولبنان.
الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى