آراء

ليس للكـرد اصـدقاء سـوى الجبال

دوران ملكي

 
نرددها كلما ألم بنا من سوء أو انتكاسة لأنه لم يصدق مع الكورد أحداً سوى الجبال المعطاءة والحامية لهم على مر التاريخ المليء بالثورات والانتكاسات وهي التي حافظت على صيرورة بقائهم بالحفاظ على الجمر بين الرماد لتندلع من جديد متى ما سنحت الظروف بذلك وهكذا تندلع ثورة من جمرة من ثورة خمدت وكأنه بركان يثور من وقت إلى أخر ولم يفقد الكورد الأمل طالما هذه الجبال شامخة وهي ارض مباركه تحافظ على الكورد كما حافظت على الخليقة ثاني مرة في عهد نوح عليه السلام.
يعاود التاريخ نفسه في كل مرة قد سلف والكرد يتطلعون إلى غدٍ أفضل وإن الدنيا قد تتغير ويحلمون بأصدقاء جدد يخففون حملهم عن أوتاد جبالهم وتكون شفيعاً لأجيالهم بغدٍ أفضل يدخلون الدنيا من أوسع أبوابها ويعلنون للعالم ما يمكن ان يقدمه ابناء جودي والأرارات.
هذا ما أردناه وما فعلناه عندما قدمنا الغالي والنفيس خدمة للبشرية في مواجهة أشرس إرهابٍ عرفه البشرية والمتمثل في الدولة الإسلامية في العراق والشام( داعش) ولم يقتصر تمدده على الجغرافيا الضيقة بل أمتد إلى جميع أصقاع العالم مهدداً جميع الديانات من سماوية وغيرها.
تصدت لها البشمركة البطلة وسجلت أروع ملاحم البطولة على الأرض في الحلف العالمي ضد الإرهاب واذكرها للتاريخ إنه لم يصدق أحداً في حربه ضد الإرهاب مثلما صدق الكورد فكان الأمل أن يقدر العالم الحر حجم التضحيات الكبيرة للأمة الكوردية في سوريا والعراق وأن لا يتركوا الشعب الكوردي وحيداً في مواجهة المنتقمين الذين كانوا يدعمون الإرهاب وفلول داعش الذين نزعوا القناع والحشد الشيعي والباسدار الإيراني وقوات الحرس الثوري وبقية المليشيات الإيرانية في الشتات وهم الذين أسسوا داعش ودعموه بالسلاح في الموصل بعد هرب الجيش العراقي وتسليم أسلحته ل(داعش) بأمر من قاسم سليماني ونوري المالكي.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل فعلاً إن الغرب لا يدركون ما قامت به إيران وحزب الله والنظام السوري من دعم للإرهاب عبر تأسيس جماعات مسلحة من بقايا النظام البعثي في العراق وتدريبهم في سوريا لمحاربة القوات الأمريكية(2003-2008) وجلب القاعدة عن طريق إيران بعد لملمة فلولهم الهاربة من أفغانستان واستغلالهم لمعارك الفلوجة لأجل توريط السنة العرب وتحويلهم إلى حاضنه للإرهاب وكانت النتيجة انسحاب القوات الأمريكية تاركاً فراغاً ليتمدد الحرس الثوري الإيراني مما نتج عنه توقيف العملية الديمقراطية ووقف العمل بالدستور.
أم إنه انحطاط سياسي آلم بالساسة الامريكان وبجهاز مخابراتهم ولم يعد يستطيعون تميز الصالح من الطالح ويتحولون إلى أهدافٍ لدول مثل إيران والنظام السوري والمخابرات الروسية وتتعالى عليهم الجرذان والثعابين وتهددهم في عقر دارهم.

أين معاهدهم الإستراتيجية أني أراهم متخلفين عن الحدث وكأن عدوى الشرق ألمت بهم.

كثيراً ما أرددها إن الأمريكان باتوا يعتمدون على مبدأ ركوب الموجه وتحويل النتائج لصالحهم ويحدث هذا غالباً اذا لم تكن القيادة تستطيع تقدير الحدث أو التنبؤ به.
تأسس (داعش) في العراق وسوريا واضطرت الإدارة الأمريكية إلى زرع عناصر ضمن التنظيم الإرهابي حتى يستطيع حصد النتائج وحاولت تأسيس قوات على الأرض لمواجهتها إلا إنها فشلت واستفاد (داعش) من أسلحتها حتى اعتمدت على القوات الكردية كأصدق الفصائل في مواجهة الإرهاب.
كما يقال المؤمن لا يلدغ من الجحر نفسه مرتين فعلى ما يبدو إن السياسيين الجدد.
يخرجون من متاهة ليدخلوا بالأخرى ويركضون وراء السراب كجعل حيدر العبادي الذي هو صنيعة إيرانية شيعية ويتلقى أوامره من قم والحوزات الدينية في نجف والكربلاء بطلاً وطنياً وديمقراطياً سوف يوقع الاتفاقات النفطية ويصنع لهم موطأ قدم من جديد.
الأحداث الأخيرة التي كافأ بها الأمريكان الشعب الكردي من مواجهة الاستفتاء والسماح للقوات العراقية بمهاجمة المناطق المتنازع عليها كانتقام من الرئيس مسعود البرزاني والقيادات الكردستانية المتحالفة معه لعدم إطاعته أوامر الأمريكان بتأجيل الاستفتاء دعماً للعبادي مع العلم إن هذه المناطق سلمتها القيادة العراقية المتمثلة في نوري المالكي إلى (داعش) للنيل من الكرد وكردستان.
أدركت إيران ما تقوم به الإدارة الأمريكية من محاولات سرقة العبادي قامت بتحشيد أعداد كبيرة من الباسدار الإيراني ضمن الميليشيات الشيعية والتي تأتمر بأمرها وبالتواطوء مع بعض القيادات من حزب الإتحاد الوطني الكردستاني وغيرها للنيل وإحراج الأمريكان أولاً وإنذار العبادي ثانياً والنيل من الرئيس مسعود برزاني ثالثاً وتصفية الخصوم السياسيين للمتواطئين الطالبانين وكسر هيبة البشمركة وتهديد عموم كردستان.
أدركت الإدارة الأمريكية حجم الخطأ سارعت إلى عقد الاجتماعات في أمريكا والعراق ودعت إلى وقف العمليات القتالية بشكلٍ فوري وهددت الحشد الشعبي بالخروج من العراق على أنها مليشيات إيرانية إلا إن إيران حصدت النتائج بحصولها على الطريق البري لهلالها الشيعي طالما هذا الطموح يراودها منذ زمن وكان الرئيس مسعود البرزاني يقف عثرة أمامه.
خسر الأمريكان أهم حليف في حربه ضد الإرهاب إذ إن القيادة الكردستانية لم تعد تثق بهم كشركاء حقيقيين وأنهم ليسو إلا دعاة مصالح ولا يهمهم أحداً سوى مصالحهم مع العلم ان القيادة الكردستانية لم تسامح حتى الآن هنري كيسنجر رئيس الدبلوماسية الأمريكية في فترة السبعينات من القرن الماضي ولن تسامحهم الآن على السماح للدول الغاصبة بالمساس بكرامة الكورد وإرادتهم وطموحهم ولنرى ماذا ستجني من العبادي الذي هو أشبه بالماء مهما خض يبقى ماء.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى