آراء

ما بعد التحالف الدولي على داعش

زارا صالح
المشهد السياسي في المنطقة وبالتحديد العراق وسوريا قد دخل مرحلة جديدة بعد تشكيل اكبر تحالف دولي وعربي لمحاربة ارهاب داعش وهذا ما يمكن قراءته على ضوء السيناريوهات القادمة التي ستفرضها الاستراتيجية الجديدة خاصة فيما يتعلق بالموقف التركي بعد تحرير الرهائن الأتراك في صفقة غامضة بين داعش وحكومة اردوغان مما يثير الكثير من الشبهات حول هذه العلاقة ومدى تورط تركيا في العلاقة ودعم داعش ومن ثم التحول في الموقف وطلب فرض منطقة عازلة وحظر جوي لمسافة ٣٠ كم في العمق السوري.
الكورد ومن هذه الخاصرة الكوبانية سيكونون جزء من السيناريو والمدخل اليها كورديا وهذا ما يدعو الساسة الكورد اي المجلسين الوقوف بجدية سياسيا وعسكريا على هذا التحول في مسار تناول المسألة السورية وعنوانه الأبرز سيكون القوة العسكرية على الارض ستفرض كلمتها ولن يكون هناك فسحة للسوريين لممارسة السياسة لانها باتت في ملف الدول الكبرى والتي ستغير خريطة المنطقة وتحالفاتها القادمة . الكورد لايملكون الوقت لأي ضياع للوقت اذا كانوا فعلا يرغبون ان يكون لهم حصة من كعكة كوردستان سوريا ، وهنا الموقف لايحتمل اي صراع كما السابق بين المجلسين وخاصة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي نراه اليوم يناشد ( الاردوغانيين الأعداء التاريخين ) لطلب الدعم والسلاح من اجل كوباني في حين انه يمارس سلطة استبدادية بحق شقيقه وشريكه الكوردي وعليه فان المراجعة ضرورية كما يفعل اليوم حيث نراه ينسق مع الجيش الحر في أماكن اخرى ، وهل من الصعوبة قبول الاخ الكوردي صاحب المصير المشترك؟ التجربة اثبتت بانه فقط الكورد معا يمكنهما الدفاع عن مناطقهم من خلال تنسيق عسكري وسياسي.
من جانبه المجلس الوطني الكوردي ما يزال يمارس السياسة في وقت الحرب في حين لاوزن له، لذا عليه الخروج من مستنقع البيانات ووعود ( البيشمركة) والمشاركة فعليا في حصته العسكرية للدفاع عن مناطقه وإذا لم يستطع القيام بهذه الخطوة تحت حجة منع ب ي د لذلك بات غير مقنع . اذا عليها اما العمل الفعلي او الكف عن سياسة اللوم وقضية مشاركته العسكرية ووعوده وهذا يضعه طبعا وعلى ضوء واقع الحال خارج اطر اللعبة القادمة في سوريا وكوردستان .
الأوضاع تتسارع في تغيرها ولكن الكورد ما يزالون يراوحون في مكانهم كوباني تنادي الجميع وعليها ان تقربهم وتكون أساسا لخطوتهم القادمة بعد ان أعدت بقية الفصائل المعتدلة حقائبها وسوف تتلقى الدعم العسكري من دول التحالف وإذا بقي الوضع الكوردي بلوحته الحالية سوف نخرج من المولد بدون حمص والجميع سوف يخسر وان أية قراءة خاطئة لهذه المرحلة ستكلف الكورد مصيرا وقضية في لحظة الفرصة التاريخية لدخول معادلة الحسابات في التحالف الدولي ومشروعه القادم ذو العنوان الأبرز ( داعش ) الاسم الذي سيغير خريطة المنطقة كاملة….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى