آراء

مجزرة قامشلو واخذ العبر

حسن صالح
كنت في الشارع العام بقلب مدينة قامشلو المنكوبة,عندما سمعت دوي التفجير,وقد علا دخان ابيض ثم اسود ,وسمعنا اصوات سيارات النجدة,وذهول المواطنين وقلقهم وكان ماكان.
حاولنا مشاهدة موقع الجريمة المروعة,ثم منعنا الاسايش من.الاقتراب بحجة البحث في الانقاض عن المفقودين,وقد لاحظت اصحاب البيوت والمحلات وهم يتفقدون اشيائهم.التي تاثرت حتى مسافة لاتقل عن 300متر .
صباح.اليوم الثاني قمنا بشكل جماعي بزيارة خيم العزاء حيث زرنا صباحا8خيم ومساء 5خيم وفي اليوم الثالث 4خيم وقد بلغ عدد الضحايا من.الشهداء الذين عزينا ذويهم في الخيم 37شهيدا وهناك نحو 9مفقودين تحولوا الى اشلاء كما ان هناك ضحايا اخرين لانعرف عنهم شيئا وبذلك يكون العدد شبه المؤكد لايقل عنذ 44شهيد اما الجرحى فحوالي 180والجدير بالذكر ان جميعهم مدنيون باستثناء شخص.واحد زرنا خيمته وكان من الاسايش.
في الخيم تحدثت عن المجزرة وعن استهداف الأنظمة الغاصبة لكردستان,وأدواتها الإرهابية لشعبنا الكردي في الاجزاء الأربعة,وضرورة وحدة الصف والموقف القومي ووحدة بيشمركه روج وقوات الحماية وحق شعبنا في.تقرير المصير وبأن أراده شعبنا لن تقهر مهما كانت قوى الشر طاغية,وان لنا أصدقاء والمجتمع الدولي يساندنا ولاينقصنا سوى تهيئة العامل الذاتي.
في زيارتنا كنا نلاحظ تلهف ذوي الضحايا الى ضرورة توحيد الجهود ومواجهة المعتدين وتجاوز الخلافات,غير انني لم المس اي تجاوب من طرف pydفحتى الأدوية التي ارسلها اقليم كردستان مشكورا (4طن) استولى عليها بمفرده ورفض التعاون مع ممثلي المجلس الوطني الكردي لتوزيعها على المشافي .
كما انه لم.يصدر منه اي موقف ايجابي اعلاميا,فقط توعد مسؤولو pydبالانتقام واخذ المزيد من.شباب قامشلو الى ساحات الوغى البعيدة دون الاكتراث بان الأولوية يجب ان تكون لحماية المناطق الكردية الأساسية.
السوال الذي يطرحه الشارع الكردي المكلوم,هو كيف تمكنت الشاحنة الضخمة من المرور من جهة الهلالية الى مكان الحدث,علما بان حواجز pydلاتعد ولا تحصى, ومواقعه الأمنية منتشرة بين.المدنيين العزل,في حصار لامثيل له,الشكوك كثيرة ولا اجابات, ثم لماذا الاحتماء بالمدنيين الامنين,فالمراكز الأمنية والعسكرية ينبغي ان.تكون بعيدة عن السكان ومساكنهم.
ورغم هول المأساة لست متشائما,فالمارد الكردي خرج من قمقمه,ولم يعد بامكان الأعداء ايقاف الصحوة الكردية وان أرادة شعبنا لن تقهر لاسيما ان الظروف الموضوعية لصالحنا وان مصادر الإرهاب المتعددة ومن بينها داعش وأخواتها وايران واتباعها,ستهزم في نهاية المطاف (بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين).
اناشد الجاليات الكردية في كل مكان ان تحتج وتتظاهر, وتكثر من دق ابواب المنظمات واصحاب القرار في العالم,وافهامها بان تقرير مصير الشعب الكردي في أجزاء كردستان,سيخدم السلم الدولي والاستقرار ومكافحة الإرهاب,كما ادعوها الى تقديم.العون لضحايا مجزرة قامشلو,واناشد القوى السياسية الكردستانية ان توحد صفوفها انطلاقا من المشروع القومي بعيدا عن الطروحات الطوباوية التضليلية, واناشد القوى العظمى ان تقف الى جانب.شعبنا الذي يتعرض للإرهاب وحملات الابادة,وان تسارع الى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية شعبنا في كردستان سوريا وأرى ان على مجلس الامن القيام بواجبه في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى