مع تصاعد وتيرة التصريحات “النارية”… كُـردستان سوريا إلى أين!
تتصاعد وتيرة التصريحات “الدولية” حــول كُـردستان سوريا، وشمال سوريا، الواقعة تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي، ووحدات حماية الشعب، وقوات سوريا الديمقراطية، مـع تصاعد المخاوف من اجتياح عسكري تركي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي سحب قــوات بلاده مــن سوريا.
تصاعد وتيرة التصريحات بـدأ أمس الخميس، مــع الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد تـرامـب مغادرة قوات بلاده مــن سوريا قريباً جداً خلال كلمة ألقاها في ريتشفيلد بولاية أوهايو، مضيفاً: سنعود قريباً إلى بلادنا، حيث موطننا وحين نريد أن نكون هناك. للمزيد (أضغط هنـا) وتزامن تصريح ترامب مع طرح الرئيس الفرنسي لمبادرة للوساطة بين قوات سوريا الديمقراطية، وحكومة أنقرة، بعد لقائه مع وفد من قوات سوريا الديمقراطية.
التصريح المفاجئ تبعه تصريح أشد غرابة منه عندما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بعد تصريحات ترامب حول خطط سحب القوات من سوريا أنها لا تعلم عن تغير سياسة الولايات المتحدة في هذه المسألة.
الكاتب والإعلامي الكُـردي حسين جلبي غــرد على تويتر تعليقاً على قــرار الرئيس الأمريكي قائلاً : الرئيس الأميركي دونالد ترامب: سنغادر سوريا قريباً جداً وسنترك الأطراف الأخرى “تهتم بالأمر”.
وأضاف: ما هو “الأمر” الذي يقصده ترامب، ومن هي الأطراف الأُخرى” التي يقصدها؟ هل يقصد به المنطقة التي تتواجد فيها القوات الأمريكية، ويقصد بالأطراف الأُخرى تركيا أم نظام الأسد، أم الطرفين معاً؟.
وزاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من وتيرة التصريحات خلال إلقائه كلمة أمام رؤساء مجالس المدن قائلاً: بدأنا الاستعدادات اللازمة من أجل تطهير كوباني وسري كانييه وكري سبي، والحسكة صوب الحدود العراقية من الإرهاب، بحسب تعبيره، مضيفاً :إن عمليات غصن الزيتون مستمرة لحين السيطرة على مدينة تل رفعت شمالي سوريا.
ورفض الرئيس التركي البيان الفرنسي بخصوص الوساطة بين أنقرة، وقـوات سوريا الديمقراطية “بقوله: من أنتم حتى تريدون التوسط بين تركيا وتنظيمات إرهابية؟ إن تاريخكم مازال ملوثا بالدماء”، مشيراً إلى أن “فرنسا تتخذ موقفاً خاطئاً ونحن نحزن لذلك ورأيت ماكرون الأسبوع الماضي وهو يتحدث عن أمور غريبة فاضطررت لرفع صوتي قليلاً كرد على ذلك”، معتبراً استضافة باريس لوفد قوات سوريا الديمقراطية عداءً لتركيا.
عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكُـردي، ورئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل فادي مـرعي قال في تصريح لــ <يكيتي ميديا> “باعتقادي حتى الآن لا يوجد بوادر لوقف إراقة الدماء والتهجير على الأقل في هذه المرحلة فضلاً على عدم وجود أية بوادر للحل السياسي في سوريا، وكل مايحصل هناك تفاهمات في الغرف المظلمة بين الدول العظمى وخاصة أمريكا وروسيا وغيرها ونظام بشار الأسد والمعارضة بعيدين كل البعد عن مايجري في تلك الغرف وكذلك الحركة السياسية الكُـردية أيضاً والنتيجة النهائية مزيد من الدمار والقتل والتهجير والمنطقة تتجه نحو مزيد من التوتر بين القوى المتصارعة في سوريا وخاصة بعد طرد سفراء الغرب من أوربا وأمريكا وبالعكس.
وقال مرعي: واشنطن لن تسحب قواتها من سوريا حتى الوصول إلى حل سياسي شامل في سوريا، وكل ما يقال غير ذلك فهو بعيد كل البعد عن الواقع لأن أمريكا صرحت نفس التصريح في العراق ولا تزال حتى هذه اللحظة، وسينعكس هذا الوضع سلباً على الوضع في سوريا من خلال حشد كل طرف لقواته إلى المنطقة لتثبيت مناطق نفوذه في سوريا، ويمكننا القول بأن الساحة السياسية للخلافات بين واشنطن وموسكو هي أوربا أما الساحة الميدانية لتصفية حساباتهم ستكون سوريا ولهذا السببب سندخل في دوامة جديدة من الصراعات مع الأسف وهي خارج قدراتنا كحركة كُـردية في سوريا.
وأضاف: الخاسر في هذه المعادلة هم الشعب السوري بعربه وكُـرده لأنهم يتحولون يوما بعد يوم إلى ضحايا الخلافات الإقليمية الدولية، اما فيما يخص المناطق الكُـردية باعتقادي تركيا لن تكتفي بالسيطرة على عفرين وستتجه شرقا لان الأمريكيين ينظرون الى تركيا كحليف استراتيجي يتجاوز مصالحهم بكثير عن علاقتهم ببعض الأحزاب الكُـردية في سوريا فيما يتعلق بمحاربة داعش.
وتابع: المنطقة الكُـردية أمام تطورات جديدة وعلى الأطراف السياسية الوقوف على المخاطر التي تحدق بِنَا بجدية حتى لا تتكرر تجربة عفرين في مناطق اخرى لذلك، أصبح مصير الجزء الكُـردستاني الملحق بسوريا مرهونٌ بالتفاهمات الدولية خصوصاً الروس والأمريكان وتركيا، ومؤخراً دخلت فرنسا على الخط، ومصير الجزء الكُردستاني الملحق بسوريا على مفترق الطرق.
يشار إلى إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى اتصالا هاتفيا الثلاثاء 27-3-2018 مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، حثه خلاله على “زيادة التعاون مع تركيا بشأن سوريا”، وذلك بحسب تصريحات البيت الأبيض.