أخبار - سوريا

مقتل كولونيل روسي في حلب وجيش النظام يسيطر على الأحياء القديمة

يكيتي ميديا Yekiti Media
سيطرت قوات النظام السوري صباح أمس على كل أحياء حلب القديمة بعدما انسحبت منها الفصائل ليلاً، ما يحصر عناصر المعارضة في بقعة صغيرة نسبياً في ما تبقى لهم من الأحياء الجنوبية الشرقية، وسط تقارير عن تجاوز عدد النازحين من الأحياء الشرقية 80 ألفاً منذ بدء الهجوم عليها في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر)، وأعلن الجيش الروسي عن مقتل ضابط روسي برتبة كولونيل هو رسلان غاليتسكي.
وجاء تقدم قوات النظام في حلب فيما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» بإطلاق صواريخ إسرائيلية أرض – أرض في محيط مطار مزة العسكري عند مدخل دمشق.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن معارك عنيفة كانت تدور أمس في عدة محاور بمدينة حلب، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف آخر، مشيراً إلى أنها «تتركز في محاور بأطراف باب النيرب الذي استكملت قوات النظام السيطرة عليه، ومحاور الصالحين والمرجة والمعادي، حيث تحاول قوات النظام مواصلة التقدم بعد سيطرتها على كامل حي باب النيرب وتقدمها في حي المرجة مجدداً وسيطرتها على أجزاء من حي المعادي بغطاء جوي وصاروخي مكثف».
وتابع: «تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين في محاور الإذاعة وبستان القصر والزبدية بالمدينة، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين».
وأورد «الإعلام الحربي» التابع لـميليشيا «حزب الله» اللبناني، حليف حكومة النظام، أن قوات الجيش النظام المتقدمة في اتجاه قلعة حلب التقت فعلاً مع عناصر حامية القلعة ودخلتها من مدخلها الرئيسي، مشيراً إلى أن ذلك حصل بعد «سيطرة جيش النظام السوري وحلفائه على حي باب النيرب جنوب غربي قلعة حلب… وكامل أحياء أغيور، باب الحديد، الفرافرة، الصفصافة والمنطقة المحيطة بقلعة حلب المسماة حلب القديمة»، مضيفاً أن مسلحي المعارضة «انسحبوا باتجاه جنوب حلب الشرقية: الكلاسة، بستان القصر، الأنصاري، المشهد، السكري، الصالحين، كرم الدعدع، النزهة وصولاً إلى الشيخ سعيد».
وكانت الأحياء القديمة تُعد قلب حلب ومقصد السياح والتجار قبل تحوّل المدينة مسرحاً للمعارك بين طرفي النزاع منذ العام 2012.
وبدأت قوات النظام بدعم من ميليشيات مسلحة موالية لها في منتصف تشرين الثاني هجوماً لاستعادة السيطرة على شرق المدينة وحققت تقدماً سريعاً فيها. وانسحب مقاتلو الفصائل، وفق مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، تحت وابل من القصف المدفعي العنيف لقوات النظام، بالإضافة إلى الغارات الجوية. وقال إن «العديد من العائلات تضطر إلى ترك جثث أبنائها تحت الأنقاض وتهرب من شدة القصف».
وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق حلب عن قصف عنيف يستهدف المنطقة. وباتت قوات النظام تسيطر على أكثر من 75 في المئة من مساحة الأحياء الشرقية.
ومن شأن خسارة حلب أن تشكّل نكسة كبيرة لمقاتلي المعارضة الذين كانوا قد سيطروا على الأحياء الشرقية منذ صيف العام 2012.
ودفعت الاشتباكات عشرات الآلاف من المدنيين إلى الفرار من أحياء المعارضة ومناطق الاشتباك. وأعلن «المرصد السوري» أن عدد النازحين منذ بدء الهجوم الى أحياء تحت سيطرة قوات النظام وأخرى تحت سيطرة الأكراد تجاوز 80 ألفاً. كما نزح آلاف آخرون، وفق «المرصد»، إلى أحياء لا تزال تحت سيطرة الفصائل.
وفي القسم الغربي من حلب، قالت مراسلة «فرانس برس» إن عشرات العائلات وصلت ليلاً بعد نزوحها من أحياء حلب القديمة. وقالت أم عبدو (30 عاماً) بعد خروجها مع زوجها وأولادها الخمسة ووالدتها وإخوتها من حي باب الحديد لـ «فرانس برس»: «لم ننم وكان الوضع صعباً جداً… كنا نعيش على أعصابنا منذ أربعة أيام».
وكانت تحضن ابنها الرضيع في حافلة تابعة للنظام أقلت النازحين الى مركز الإيواء الموقت في جبرين شرق مدينة حلب. وقالت: «كان المسلحون يحتمون بنا، لكن تمكن الجيش من إخراجنا».
ومنذ بدء الهجوم منتصف الشهر الماضي، أحصى «المرصد السوري» مقتل 369 مدنياً بينهم 45 طفلاً نتيجة القصف والغارات على شرق حلب، فيما قتل 92 مدنياً بينهم 34 طفلاً في غرب حلب نتيجة قصف من مقاتلي المعارضة.
وبين القتلى في حلب ضابط روسي برتبة كولونيل هو رسلان غاليتسكي أعلن الجيش الروسي وفاته متأثراً بجروح أصيب بها. وغاليتسكي هو أحد أرفع الضباط الذين يقتلون في سورية منذ بدء التدخل الروسي في ايلول (سبتمبر) 2015. وقد جرح قبل أيام في قصف مدفعي لمسلحي المعارضة في غرب حلب الذي تسيطر عليه القوات الحكومية.
AFP /الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى