آراء

ملثمون من كوكب المريخ

محمــود ليـــاني
من منطق عدم الاتهام لحين إثبات الأدلة ودون الانجرار وراء الخلافات الفكرية ، يفرض علينا واجبنا الإنساني قبل كلّ شيء على الوقوف أمام الاعمال التخريبية التي تلاحق أمن وسلم مدننا وترهب شعبنا الذي بات الخوف يلاحقه من كلّ حدبٍ وصوبٍ .
هناك أمثلة كثيرة من تلك الحوادث التي شكّلت هاجساً كبيراً للعديد من أبناء شعبنا وقُيّدت جميعها ” ضد مجهول ” أو كما بات معروفاً في وسطنا الشعبي ” ملثمون ” !.
هنا لا أريد الخوض في تفاصيل جميع تلك الحالات الكثيرة بل سأتطرّق إلى ما حدث قبل لحظات في بلدة كركي لكي ، حيث الساعة الثانية بعد منتصف الليل استفاق أهالي البلدة وسط صوت انفجار قوي هزّ المدينة لتبدء حالة الذعر بينهم ، وبعد تناقل الأخبار فيما بينهم يكتشفون أنّ ما حدث هو حادثة أصبحت عرضية ومألوفة لديهم !
التفجير أمام مكتب المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي بالبلدة عبارة عن عبوة ناسفة ، تلك العبوات التي لم يعرف شعبنا عنها شيئا سابقاً سوى في نشرات الأخبار.
إذاً ما حدث هو عملية إرهابية بكامل المقايس لأنّ ما تمّ استهدافه هو مكتب لنشاطات سياسية مدنية فقط .
الحدث ومجرياته
( للمرة الخامسة أو أكثر ) تمّ تطويق المنطقة من قِبل آسايش pyd ، وبدأت إجراءات التحقيق هنا يتحتم علينا ذكر بعض النقاط :
أولاً : بلدة كركي لكي صغيرة يحدّها من جميع المنافذ حواجز للآسايش يتمّ الكشف عن جميع السيارات والتدقيق في البطاقات الشخصية ومحتوى حمولة السيارة إن كانت محملة .
ثانياً : يوجد خندق بعمق مترين وبعرض متر من الجهات الأربعة ، أي يستحيل هروب الفاعل .
ثالثاً : أمام مكتب المجلس تحديداً توجد دورية للقوات الجوهرية بشكل مستمر ، سوى الأيام التي يستدب فيها الأمن والأمان ( تفجيرات ) .
رابعاً : مكان الجريمة يقع في منطقة مكشوفة للعيان والفاعل أمامه طريقين فقط ليسلكهما بعد القيام بجريمته ، أحداهما الطريق العام وهذا مستحيل لإنه سينكشف بسهولة ، إذاً يبقى أمامه الطريق الآخر لأنّ ما تبقى هي أرض زراعية ، وبيت القصيد هنا يجب أن يكون الفاعل لقمة سهلة للآسايش إذ اأرادت القبض عليه .
خامساً : في جميع المرات التي تمّ استهداف المكتب يتم استعمال قنابل مولوتوف وهي عبارة عن عبوات سريعة الإنفجار هذا يؤكد أنّ! الفاعل لن يستطيع الهروب مسافة بعيدة عن مكان الجريمة ، ليعود بنا الحدث إلى النقطة الرابعة وهي الطريق الذي سيسلكه الفاعل .
إنّ ما يتجلى من النقاط المذكورة آنفاً يؤكد سهولة القبض على أولئك الملثمين الذين يعيثون في الأرض فساداً دون وضع رادع من قوة تدّعي ليل نهار بحمايتها لتلك المناطق .
فإن كانت pyd هي من تقوم بتلك الاعمال فهذه مصيبة وإن لم تكن هي فالمصيبة أعظم كيف لسلطتها التي تقبض على كل شيء بيد من حديد لا تستطيع وضع حد لمثل هذه التصرفات ، إذاً هي المتهمة لحين إثباتها العكس .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى