آراء

(PKK) كردياً و عالمياً بين القاعدة والأستثناء

عبدالغني علي يحيى
في مستهل نضالها، تقدمت الحركات القومية الكردية سيما في كردستان العراق، وكذلك الحركات القومية المماثلة لها في العالم بمطالب متواضعة مثل : الحكم الذاتي، الحكم الذاتي الحقيقي، الفيدرالية، والأن و بعد المرور بتلك الصيغ وبنجاح، يطالب الكرد العراقيون بالأستقلال. على الضد من ذلك فأن حزب العمال الكردستاني PKK تقدم في بداية ظهوره بمطالب تجاوزت ذلك التدرج في الصيغ صعودا إلى الاستقلال ولم ينادي باستقلال كردستان تركيا، فحسب بل انه يتحاشئ ذكر هذا المصطلح في ادبياته، بل راح يدعو إلى استقلال كردستان الكبرى وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أشدد على مصطلح كردستان تركيا أو العراق أو سوريا أو ايران، فالأصح هو استخدام هذا المصطلح وليس شرق وغرب وشمال و جنوب كردستان، لأن استخدام مصطلح كردستان كذا و كذا من الدول الأربع المحتلة لكردستان يدين احتلالها لكردستان ناهيكم من أنه وصمة عار في جبينها تذكرنا بالصومال الفرنسي أو البريطاني أو بغينيا الهولندية والبريطانية ..الخ أو الكونغو البلجيكية، ثم ان المصطلحات هذه لم تمنع من حصول الصومال والكونغو..الخ على استقلالها.لذا فأن العودة الى استعمال مصطلح كردستان العراق..الخ هو الاصح واقترح على الاحزاب والشخصيات السياسية الكردية الاقلاع عن المصطلحات: شمال و جنوب و غرب و شرق كردستان، و متى ما اصبحت كردستان الكبرى دولة مستقلة، أنذاك يكون اللجوء الى مصطلحات شمال و جنوب..الخ صحيحا، مثلما نقول بالغرب الامريكي وشمال فرنسا..الخ. ان PKK هو الذي روج لشمال وغرب و..الخ لكردستان في حين عاد فيما بعد لا إلى المطالب والصيغ القومية المتواضعة وانما التخلي عنها جميعا واخذ يلخص مطالبه ب (الحريات) و (الديمقراطية)..الخ من المطالب والشعارات التقليدية للمعارضات، في وقت نرى فيه ان الصيغ التي اوردناها هي شعار الحركات القومية في كردستان والعالم.
ان احلال مصطلح شرق وغرب..الخ تمييع للنضال القومي الكردي ومؤامرة عليه.
وخلافا للصيغ القومية المتواضعة والكبيرة فأن PKK قام بطرح صيغة غريبة على الحركات التحررية الكردية و العالمية أيضا، الصيغة (الكانتونات)!! لاجل معارضة الصيغ القومية التقليدية، وبلاشك فان القوميون الكرد يقفون بالمرصاد لصيغته الشاذة هذه و المدانة.
كل القوى الكردستانية اطلقت تسمية البيشمركه على قواتها المسلحة، ولقد حققت البيشمركه منذ تأسيسها في جمهورية كردستان، انتصارات باهرة في كردستان العراق بالاخص وفي العالم الخارجي قيمت كمقاتل ضد الأرهاب نيابة عن العالم.هنا ايضا شذ PKK عن الحركات القومية الكردية واطلق تسمية (كريلا) على مقاتلية في كردستان تركيا و شرفانان في كردستان سوريا وكأن البيشمركه تعني عيبا أو تبعث على الصغار و الدونية.
ثم ان جميع الحركات الكردية التحررية تبنت العلم الكردستاني الحالي، علم جمهورية كردستان. واعترفت به علما للأمة الكردية،إلا ان PKK هنا أيضا، أصر على المخالفة ورفع علما غريبا من نوعه تفتقر الوانه إلى الدلالات، ترى اما كان الاحرى ب PKK التمسك بالأجماع ألكردستاني وعدم الخروج عليه في موضوعة العلم؟ و الا يعني رفعه لعلم غريب لمعارضته لعلم الشعب الكردي؟
لقد تمكنت القوى الثورية في العالم من توسيع رقعة المناطق الحررة في بلدانها اثناء حروب التحرير وارتقت بحربها من حرب العصابات إلى الحروب الجبهوية عدا PKK الذي لم يتمكن من تحرير ولو شبر واحد من ارض كردستان تركيا رغم مضي 31 سنة على اعلانه (للكفاح المسلح) علما ان طبيعة الأرض الكردية في كردستان تركيا تساعد على شن حروب جبهوية جنبا إلى جنب حرب العصابات وهي اوسع بكثير من ارض كردستان العراق.
اما العمل الجبهوي الحزبي والسياسي الذي عرفت بها اكثرية الحركات التحررية في العالم، وضم كل الفصائل الثورية. انظر إلى جبهة التحرير الجزائرية وجبهة التحرير الفيتنامية و الجبهة الكردستانية..الخ، فانه غير وارد في معجم PKK فهو يحارب كل القوى الكردستانية في كردستان تركيا و كذلك في كردستان سوريا و ايران والعراق بدل التعاون معها و الدخول في جبهات معها ايضا. ان حزبا يرفض احزابا اخرى مناضلة في مرحلة التحرر الوطني ، الا يتحول في رايكم ابها القراء الكرام، الى حزب دكتاتوري فاشي في حال تسلمه للسلطة؟
يهم الحركات التحررية الكردية وغير الكردية تحرير أوسع الاجزاء من وطنها المحتل، في حين نلقى العكس لدى PKK فهو بدلا من ان يفكر بتحرير ولو شبرا من ارض كردستان تركيا، نراه يخطط للهيمنة على كردستان العراق وانتزاع اجزاء منها من حكومتها الكردستانية فها هو يدعو الى كنتنة قنديل وسنجار و هفتنين في كردستان العراق، وعلى ذكر هفتنين، اعلن قبل فترة من الان على تحويل هذه المنطقة التي تقع في قضاء زاخو و تشكل 45% من مساحته وتتكون من 60 قرية تقطنها عشيرة السندي الكردية، تحوبلها إلى إقليم خاضع له ل: PKK. وعلى قدر علمي ان سكان المنطقة هذه رفعوا السلاح بوجه هذه المؤامرة الاقليمية و قرروا التصدي لها .
في بداية تأسيسه طلع علينا PKK كحزب ماركسي ليننى وقومي كردي في أن، اي انه اوحى بانه يجمع بين صفتين قومية وطبقية والحركات في الماضي اما كانت قومية أو طبقية، ولكن بتخلي PKK عن الاستقلال لكردستان الكبرى فان المبادي الماركسية اختفت منذ عقود في ادبياته. عليه لا نتجنى على هذه الحزب اذا قلنا انه لم يكن لا قوميا ولا ماركسيا.
ومن حالات PKK الشاذة والجالبة للانتباه هي تجنيده للعشرات من الفتيات وعرضهن بشكل يومي على شاشات فضائياته وهذا ما لم يفعله اي حزب ثوري او حركة ثورية كردية و غير كردية في العالم و كما نعلم فأن مشاهد الفتيات المسلحات و المرتديات للخاكي لم تجلب ل PKK عطف العالم و مساندته كما ان هذه المشاهد لم تحقق اي نصر ل PKK . ولم تضفي العصرنة والحداثه عليه او تظهره كنصير لحقوق المرأة او تخرجه من لا ئحة الأرهاب.
ان نشيد (ئه ى رقيب) هو النشيد القومي للأمة الكردية وتتبناه الاكثرية الساحقة من الأمة الكردية او تعلمون ان PKK وحده من بين الاحزاب العلمانية الكردية لا يقر بهذا النشيد؟
رفض PKK ويرفض طلب الحزب الديمقراطي الكردستاني له بمغادرة اقليم كردستان العراق، غالبا مايكون رفضه مشفوعا بالتحدي والتهديد للحزب الديمقراطي و حكومة الاقليم غير أن الطريف في الامر ان الحكومة التركية عندما اعلنت عن العملية السياسة في بلادها بزعم حل القضية الكردية طالبت في الوقت عينه بمغادرة PKK لكردستان تركيا وامتثل الاخير صاغرا وبشكل جد مهين للأمر التركي.
في الختام، على PKK التوقف عن التغريد خارج السرب الكردي، و نبذ كومة الاستثناءات يغادر التي ذكرناها والموجهة اصلا ضد ارادة الامة الكردية و اجماعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى