
أزمة التعليم في كوباني.. غياب المدارس والمعاهد يدفع الطلاب للهجرة التعليمية
Yekiti Media
رغم ما حققته مدينة كوباني من صمود في وجه الحرب والدمار، فإن قطاع التعليم فيها لا يزال يواجه تحديات عميقة تُثقل كاهل الطلاب وذويهم، وتدفع بالكثيرين إلى البحث عن بدائل خارج حدود المدينة.
في ظل غياب مدارس تتبع المنهاج السوري ومنع ترخيص المعاهد التعليمية الخاصة من قبل الإدارة الذاتية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، يلجأ عدد كبير من طلاب كوباني إلى السفر لمسافات طويلة باتجاه مناطق مثل حلب و دمشق، طلبًا للتعليم وفرصة الحصول على شهادات معترف بها رسميًا.
انتشار الدورات الخاصة… وتكاليف تثقل كاهل الأهالي
في غياب المعاهد والمدارس النظامية التي تعتمد المنهاج الرسمي، أصبحت الدورات الخاصة الخيار الوحيد أمام الطلاب الذين يرغبون بمتابعة تعليمهم والحصول على شهادة تُمكّنهم من دخول الجامعات لاحقًا. لكن هذه الدورات، وعلى الرغم من ضرورتها، تُكلف الأسر مبالغ كبيرة قد لا يقدر الكثيرون على تحمّلها.
يكيتي ميديا التقى عددًا من ذوي الطلاب والمعلمين العاملين في هذا المجال، وسلّط الضوء على الصعوبات التي تواجههم.
معلمون أمام عبء تعليمي كبير
أوضح عدد من المعلمين أن الطلاب يلجؤون إلى الدورات الخاصة نتيجة غياب المدارس والمعاهد المرخصة، وأن أغلبهم يفتقرون إلى الأساس العلمي المطلوب، ما يفرض على المعلمين بدء التعليم من نقطة الصفر.
كما أشاروا إلى أن الظروف الحالية تفرض ضغطًا كبيرًا عليهم، نتيجة الأعداد الكبيرة من الطلاب والطلب المتزايد على دروس الخصوصي.
أهالٍ يشتكون من ارتفاع التكاليف
من جهتها، تحدّثت السيدة زينب مصطفى، وهي والدة لطالبين في المرحلتين الإعدادية والثانوية، عن معاناتها مع التكاليف الباهظة للدورات الخاصة. وقالت:
“ابني في الصف التاسع لديه 8 مواد، وأدفع شهريًا نحو 80 دولارًا فقط للدروس. أما ابني الآخر فهو طالب بكلوريا علمي، يدرس 9 مواد وتكلفني الدروس شهريًا أكثر من 90 دولارًا، دون احتساب المصاريف الأخرى من تنقل وكتب وقرطاسية”.
طلاب الريف أكثر تضررًا
أوضح بعض الطلاب أن أغلب الدورات الخاصة موجودة في مناطق متفرقة داخل المدينة، ما يضطرهم إلى التنقل بين مواقع بعيدة، ويشكل عبئًا يوميًا، خاصة للطلاب القادمين من الريف الذين يعانون من صعوبة الوصول وارتفاع تكاليف النقل.
ويؤكد ناشطون تربويون أن أزمة التعليم في كوباني، يضع الطلاب في حالة من القلق والإرباك الدراسي والمعنوي، ويدفع بعض العائلات لاتخاذ قرار صعب بنقل أبنائهم إلى مدن أخرى.
خاتمة
في الوقت الذي تُعاني فيه كوباني من نزيف شبابي واضح، وارتفاع معدلات الهجرة، يأتي ضعف التعليم وغياب الاعتراف الرسمي كأحد أبرز العوامل الدافعة لذلك. ويبدو أن إيجاد حلول واقعية، تبدأ من السماح بترخيص المعاهد، ودعم الدورات بدلًا من التضييق عليها، أصبح ضرورة ملحّة لا يمكن تأجيلها أكثر.