أزمة المحروقات.. مهندس بترول يوضّح أسباب الأزمة
Yekiti Media
إضراب الحافلات عن العمل، إغلاق الأفران، عزوف الفلاحين عن الزراعة، و طوابير السيارات الطويلة أمام الكازيات، كلها باتت حديث الناس في ظلّ الأزمة المفتعلة من قبل إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي في مناطق سيطرتها بكُـردستان سوريا وشمال سوريا، والخوف من المستقبل “الغامض” القادم، والسؤال الأكثر إلحاحاً و طرحاً، هل سترفع هذه الإدارة دعمها عن المحروقات…؟.
ففــي الأيام الماضية شهدت أغلب خطوط نقل الفوكسات بين مدن وبلدات كُـردستان سوريا إضراب سائقي الفوكسات عن العمل، من ديرك إلى قامشلو، من قامشلو إلى عامودا والدرباسية، من تل تمر إلى الحسكة، كما وتوقّفت لأيام فوكسات نقل الركاب بين أحياء الحسكة ومركز المدينة، بسبب تخفيض مخصصاتهم من المازوت.
العديد من الأفران الحجرية المنتجة للخبز “السميك” أغلقت أبوابها، العديد من الفلاحين عزفوا عن زراعة الخضروات، يقول الناشط ريدي أوسو لموقعنا : المشكلة هنا وبحسب متابعتنا اليومية للقضية أنّ إدارة أمر الواقع تقول للسائقين، هناك مازوت حر، لمَ لا تقومون بشرائه، ولتكن التسعيرة بحسب ما ترونه مناسباً.. ! الأمر ذاته ينطبق على الأفران، فترى رغيف الخبز هنا بـ 3000 ل.س و هناك بـ 4000 ل.س و آخرون يبيعونه بالسعر القديم 2000 ل.س، وبعضهم الأخر ترك العمل.
بخصوص الزراعة، يسرد أوسو قائلاً: الزراعة، هي العصب الحيوي لمنطقة الجزيرة عموماً، باتت في حالة يرثى لهــا، فبالرغم من السعر المتدني لمحصولي القمح والشعير، و الجمود الخطير لباقي المحاصيل، قطعت هذه الإدارة الدعم عن الجرارات، وعن الكثير من الآبار و الحصادات، إلى ماذا تسعى هذه الإدارة..؟؟ الأيام القادم كفيلة برد الجواب.
إسماعيل رشيد مهندس بترول، كان يعمل سابقاً في حقول النفط بالشدادي جنوبي الحسكة يقول ليكيتي ميديا: إنّ عدم توفر مادة المازوت وتقليص مخصصات النقل والآبار الزراعية من قبل إدارة PYD، هو مؤشر خطير ومقدمة لرفع الدعم عن هذه المادة الحيوية والتي تنعكس بشكل سلبي على مجمل القطاعات.
و زاد: هذه المادة متوفرة ويتمّ تسويقها وبيعها للنظام وفصائل المعارضة المسلحة وطوابير الصهاريج يومياً واضحة للعيان وهي متجهة لتلك المناطق، في وقت يتمّ إضراب سائقي النقل عن العمل بين فترة واخرى، وأعتقد نحن أمام حالة عزوف المزارعين عن تشغيل آبارهم أو تقليص المساحات المروية، وهذا سينعكس على التهجير والبحث عن لقمة العيش ..
وأكّد على أنّ الحقول النفطية في مناطق سيطرة إدارة PYD لم تتوقّف والإنتاج فائض عن حاجة المنطقة ، ولكنها تحرم شعبنا من هذه المادة مقابل بيعها لمناطق خارج سيطرتها لكسب المزيد من الأموال .
و اختتم قائلاً: إدارة PYD بممارساتها وسياساتها اللامسؤولة تعمل على تدمير البنية المجتمعية والتحتية وبالتالي تغيير ديمغرافية المنطقة ، وللأسف فإنّ هذه الإدارة ماضية وفق متطلبات مصالحها وأجنداتها الخاصة وشعبنا يدفع الفاتورة .
يشار إلى أنّ إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي و قوات سوريا الديمقراطية تسيطر على حقول النفط والغاز في الشدادي والرميلان وعودة و الهول ودير الزور.
أما أبو محمد وهو سائق “فوكس” فيؤكّد لموقعنا أنّ أي خطوة باتجاه رفع الدعم عن المازوت سيكون لها عواقب وخيمة، الآن السعر المخصص لنا هو 525 ل.س وأجرتنا من ديرك إلى قامشلو 10000 ل.س، و إذا ما افترضنا شراء المازوت بسعر 4700 ل.س ، فكم ستكون الأجرة المناسبة لنا… ؟
تجدر الإشارة إلى إن مناطق كُـردستان سوريا تعيش على وقع أزمات عديدة وفشل وفساد إداري ترهق كاهل المواطنين .
أزمة الطاقة في الجزيرة، هل هي مسألة تقنية أم سياسية؟ مقالة لعضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي، فرحان مرعي في جريدة يكيتي العدد 323 للمزيد (أضغط هنا)