ابراهيم برو لارا نيوز: الإدارة الذاتية تهدف لإنهاء الحياة السياسية في كردستان سوريا
اعداد وحوار زارا سيدا
يتحدث سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا ابراهيم برو عن «المضايقات» التي يتعرض لها حزب يكيتي من قبيل إغلاق مكتبهم في سري كانيه/رأس العين شمال شرقي سوريا، ونفي القيادي في الحزب بدران مستو إلى تركيا بعد اعتقاله، ومن ثم منعه (ابراهيم برو) من العودة عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق إلى المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية في سوريا.
موضحاً لـ ARA News «إن أي عمل سياسي جاد وهادف سواء يكشف للكرد حقيقة ما يجري في كردستان سوريا من مؤامرة كبيرة من قبل النظام والقوى (الإرهابية) وتنفيذ جميع أجندات النظام من قبل أدواته الكردية ومنها حملة الضغط على حزبنا كوننا أحد أطراف المجلس الوطني الكردي الذي لديه تاريخ طويل في مواجهة النظام عبر نشاطات سياسية وجماهيرية».
برو يجد كذلك أن تلك الضغوطات والممارسات «تهدف إلى افراغ المنطقة الكردية من الكرد عبر الحصار المفروض من قبل النظام السوري والتركي والمجموعات الإرهابية، والحصار المفروض أيضا من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي ‹PYD› عبر اغلاقه معبر سيمالكا ومنع وصول الإعانات الى الشعب الكردي، وإصدار الفرامانات التي تمنع الحركة السياسية من المشاركة في الدفاع عن كردستان سوريا في وقت يصدر قرار بتجنيد إجباري ونفي النشطاء السياسيين والإعلاميين».
الهيئة الكردية العليا واللجنة التخصيصية
يعتبر الكثير من السياسيين المستقلين أن «إعلان الإدارة الذاتية جاء بمثابة إعلان نعوة الهيئة الكردية العليا»، متسائلين «ألم يفقه المجلس الكردي ذلك، أم أن دعواته لتفعليها ذر للرماد في العيون هرباً من المسؤولية”، في هذا السياق تحدث برو بأن «ما يقوم به ‹PYD› حالياً بالتنصل من الاتفاقيات الموقعة بين المجلس الكردي ومجلس الشعب في غربي كردستان يضعف الأمل في إحياء الهيئة الكردية العليا».
معبراً عن اعتقاده بأن «جميع القرارات والفرمانات التي تصدر عن الإدارة الذاتية المعلنة من قبلهم تهدف إلى انهاء الحياة السياسية في كردستان سوريا، ورغم ذلك هناك إصرار من قبل المجلس الوطني الكردي على التفاهم مع مجلس الشعب في غربي كردستان لأن المصلحة القومية العليا للشعب الكردي تتطلب توحيد الخطاب السياسي الكردي».
برو انتقل للحديث عن اللجنة التخصصية مبيناً أنه «في البداية كان هناك بعض الأحزاب الكردية التي تمتلك القوة العسكرية، إلا أنPYD عبر أجنحته العسكرية وبدعم من النظام اعتقلت بعض النشطاء في هذا المجال، وصادرت كل قطعة سلاح تستخدم في الدفاع عن كردستان سوريا، وألغت كل ما من شأنه تشكيل قوة عسكرية للمجلس الكردي».
كما أضاف “رغم هجرة الكثير من الشباب الذين تطوعوا من أجل هذه الخدمة، إلا أنه بتفعيل اللجنة التخصصية سيتم تشكيل قوة وطنية تخصصية بعيدة عن الأجندات الحزبية، لأن القوة العسكرة الحالية ‹YPG› تابعة لطرف سياسي واحد»، برو أكد كذلك أنه بتفعيل اللجنة التخصصية «سيكون قرار الحرب والسلم بيد قيادة سياسية مشتركة، ستفسح المجال أمام مناصري كافة الأحزاب والمستقلين أن يكونوا جزءاً من هذه القوة العسكرية».
أما فيما يخص تجربة حزب يكيتي الذي كان له أكثر من (كتيبة) مسلحة في العام الماضي منها «كتيبة الشهيد تحسين ممو»، يصرح برو «كنّا أحد الأطراف الرئيسية في تشكيل قوة عسكرية للدفاع عن كردستان سوريا، رغم قناعاتنا وإيماننا بالعمل السياسي، نؤكد بأن القوة العسكرية في هذه المرحلة حاجة ضرورية للدفاع عن كردستان سوريا في ظل ما تتعرض له سوريا من فوضى وانتشار قوى عسكرية مختلفة الأشكال (دينية، قومية، مذهبية)».
كما يؤكد أيضاً «لدينا الامكانات للاستمرار في العمل السياسي وكذلك في العمل على تشكيل قوة عسكرية وفق اللجنة التخصصية مهما كان وضع المجلس الوطني الكردي».
المجلس الوطني الكردي بين الائتلاف و ‹PYD›
كون المجلس الوطني الكردي في سوريا جزء بشكل أو بآخر من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، والذي «يخون PYD»، لكن المجلس الكردي يطالب بتفعيل العلاقة مع ‹PYD› وتشكيل قوة عسكرية مشتركة معه على أساس شراكة سياسية”.
مشيراً إلى «إن ‹PYD› حتى هذه اللحظة يحاور ويلتقي مع الائتلاف السوري، ويطالب بتوحيد المعارضة وهو أيضاً جزء من هيئة التنسيق الوطنية، كما إننا جزء من الائتلاف، لكن وحدة الصف الكردي وفق مشروع قومي كردي واضح هي من أولويات مهامنا في هذه المرحلة».
هل ينضم يكيتي إلى الإدارة الذاتية
يقول برو نحن «مستعدون دائماً لإقامة علاقات جيدة مع جميع الأطراف»، لكن ما يتعلق بالانضمام إلى الإدارة الذاتية «لا يعبر مطلقاً عن موقف حزبنا»، موضحاً الأسباب وراء هذا الرفض «الإدارة المعلنة لا تمت بأية صلة بالطموح الكردي، فهي مجردة من أية إشارة تعبر عن الخصوصية الكردية سواء من خلال عقدها الاجتماعي وتسميتها الخالية من اسم الكرد وكردستان، مروراً بالقسم والقوة العسكرية وجميع مؤسساتها التي تتبرأ من الخصوصية الكردية».
أما بعض اشارات مناصري ‹PYD› إلى آراء لرفاق قيادين حول الإدارة الذاتية «هي تفسير خاطئ فليس لدى الحزب أي مبادرة للانضمام إلى الإدارة الذاتية، وإن تقاطع موقف أحد الرفاق القيادين مع مواقف مجلس الشعب في غربي كردستان، لا يعني وجود أي تنسيق أو اتفاق مسبق في المواقف».
على العكس من ذلك يؤكد برو أنه في هذه المرحلة أيضاً «إن خطابنا السياسي يعبر عن معاناة شعبنا وسنوجه دعواتنا إلى جميع الأحزاب الكردستانية وكذلك الهيئات الدولية بتحمل المسؤولية والتدخل والضغط للحد من التهديدات والاجراءات والقرارات التي تتخذها الإدارة المعلنة من قبل‹PYD› بحق الشعب الكردي وحركته السياسية، كذلك ندعو جميع المثقفين والسياسيين الكرد الذين يقيمون في الخارج بالاطلاع على حقيقة ما يجري في كردستان سوريا من تفرد وتسلط وهيمنة من قبل ‹PYD› وأجنحته العسكرية بحق الشعب الكردي وحركته السياسية».
ومؤكداً «سنظل ندافع عن قضية الشعب الكردي مثلما دافعنا في السنوات التي سبقت الثورة السورية في وجه النظام السوري، ودفعنا ضريبتها باعتقال العشرات من القيادات والكوادر الحزبية وتعرضنا لشتى أنواع التعذيب والفصل من الوظائف».
يختتم ابراهيم برو سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا حديثه لـ ARA News بأن لدى الحزب «موقف واضح نعبر عنه عبر المجلس الوطني الكردي بأننا أصحاب مشروع قومي كردي والمطالبة بالحقوق القومية لشعبنا الكردي في سوريا من خلال سوريا فيدرالية تضمن حقوق الكرد في إقليم كردي موحد، وكنا دائما في جميع اللقاءات مع قوى المعارضة السورية وفي أي محفل آخر نطالب بالخصوصية الكردية ولا يمكن أبداً أن نتنازل عنها سواء أمام ضغوطات النظام أو أي قوى من المعارضة أو الإدارة الذاتية المعلنة».