اجتماع طارئ لمجلس الأمن يناقش الضربة الأمريكية وسط تنديد بجرائم النظام السوري
عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا اليوم بعد الضربة التي نفذتها الولايات المتحدة على مطار “الشعيرات” في سوريا، ردا على هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة “خان شيخون” بمحافظة إدلب السورية، أسفر عن مقتل 86 مدنيا، بينهم ثلاثون طفلا، و20 امرأة.
واعتبر مندوب فرنسا لدى مجلس الأمن الدولي، في كلمته، أن الضربة الأمريكية تشكل “ردة فعل مشروعة على الهجوم”.. وقال “في الوقت ذاته هي إشارة ملائمة للمستقبل، تؤكد أن استعمال مثل هذه الأسلحة لن يسمح به.. بشار الأسد مسؤول بشكل كامل عما حصل”.
وأضاف “النظام السوري انتهك بشكل منتظم ومتكرر واجباته المتعلقة بالقانون الإنساني الدولي.. وقد أصبح أساسيا أن نردعه عن هذا التصرف، لا يمكننا ألا نعاقب، وهذا كان موقفنا بعد هجوم “الغوطة”، ولن نغيره”.
من جانبه، قال ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة، إن الضربة الأمريكية تعد “إنذارا” للنظام السوري بعد هجوم مميت بغاز سام.. واصفا الضربة الأمريكية بأنها “رد متناسب مع أفعال لا توصف”.
وأضاف رايكروفت، في كلمته، “لو لم تستخدم روسيا حق النقض (الفيتو) سبع مرات في مجلس الأمن، في تحد لآراء الأعضاء الآخرين في هذا المجلس، لكان الأسد قد واجه عقوبات وواجه العدالة”.. مؤكدا أن بلاده “تدعم الضربة الأمريكية على مطار “الشعيرات””.
وشدد على أن بريطانيا ستستمر في العمل مع شركائها في مجلس الأمن للتأكد من أن المسؤولين عن هجوم “خان شيخون” سيحالون إلى العدالة.
بدوره، أعرب جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، عن الأمل في أن يتحد مجلس الأمن، ويقوم بمسؤوليته المتعلقة بالسلم والأمن الدوليين للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في “خان شيخون”.. مشددا على مسؤولية المجتمع الدولي في محاسبة المسؤولين عن الهجمات الكيميائية، وضمان عدم تكرار استخدامها كأداة في الحروب.
وقال “من المهم أن يوجه مجلس الأمن رسالة جماعية قوية مفادها عدم التسامح مع أي استخدام للأسلحة كيميائية، وأن ذلك سيؤدي إلى العواقب”.. مؤكدا ضرورة أن تكون حماية المدنيين والمساءلة على رأس أجندة السلم والأمن، وأن الحماية الحقيقية لن تكفل في سوريا إذا واصلت الحكومة السورية ارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ضد مواطنيها.
من جانبه، قالت نيكي هيلي مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن “الأسد فعل هذا لأنه ظن أنه يستطيع الإفلات به.. وعلم أن روسيا ستقف في ظهره، وهذا تغير الليلة الماضية” وأضافت هيلي، في كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي،: “مستعدون لفعل المزيد؛ لكننا نأمل ألا يكون ذلك ضروريا.. يتعين علينا الآن الانتقال لمرحلة جديدة في سوريا .. إلى مسعى صوب حل سياسي لهذا الصراع المروع”.