أخبار - سورياشريط آخر الأخبار

اكتمال اتفاق «البلدات الأربع» في سورية… وإطلاق الرهائن القطريين في العراق

#يكيتي_ميديا_Yekiti_media
قالت وسائل إعلام سورية رسمية و «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سورية استؤنف أمس الجمعة بعد تعليقه لمدة 48 ساعة. وترافق استئناف الإجلاء مع إعلان المعارضة السورية أن حكومة دمشق ستفرج فوراً عن 500 من المعتقلين لديها، فيما أعلنت بغداد إطلاق 26 شخصاً من فريق صيد قطري كانوا محتجزين على الأرجح لدى جماعة شيعية في العراق منذ العام 2015 وكانوا جزءاً من «اتفاق البلدات الأربع» بين فصائل سورية مسلحة من جهة وبين إيران و «حزب الله» اللبناني من جهة ثانية.
وبثّت قناة الإخبارية السورية أن خمس حافلات تحمل مقاتلين معارضين وأقاربهم من بلدتين قرب العاصمة غادرت نقطة عبور، خارج مدينة حلب حيث كانت تنتظر للتحرك إلى أراض تسيطر عليها المعارضة. وأضافت القناة أن في الوقت نفسه وصلت عشر حافلات محملة بالركاب من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تحاصرهما المعارضة في إدلب إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها الحكومة.
وتقطعت السبل بآلاف ممن تم إجلاؤهم من البلدتين الشيعيتين في نقطة تجمع أخرى قريبة لمدة يومين، حيث وقع تفجير استهدف قافلة حافلات الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل العشرات.
وقال «المرصد السوري» إن تعليق الإجلاء لمدة 48 ساعة يرجع إلى مطالبة المعارضة الحكومة بالإفراج عن 750 سجيناً في إطار الاتفاق. لكن «رويترز» نقلت عن مسؤول في المعارضة السورية المسلحة إنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة السورية تطلق بمقتضاه سراح 500 سجين سيعبرون إلى مناطق المعارضة خلال ساعات (أمس الجمعة) في إطار اتفاق مبادلة بين الطرفين. وقال محمد أبو زيد الناطق باسم جماعة «أحرار الشام» إن المفاوضات اكتملت وإن السجناء سيصلون إلى منطقة تسيطر عليها المعارضة خارج مدينة حلب في غضون ساعات، وهو ما يُفترض أن يكون تم بحلول مساء أمس.
وفي بغداد، أعلنت وزارة الداخلية العراقية أنها تسلّمت الصيادين المخطوفين وعددهم 26 شخصاً، من دون ذكر الجهة التي كانت تختطفهم. وأكد وهاب الطائي المستشار الإعلامي لوزير الداخلية، في بيان، أن الوزارة «تسلمت الصيادين القطريين الـ26 وهي تقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من المستمسكات (وثائقهم) الرسمية وجوازات سفرهم وكذلك التصوير وأخذ البصمة لكل صياد» قبل تسليمهم إلى المسؤولين القطريين.
وقال مسؤول عراقي رفيع لـ «الحياة» إن «عملية تبادل تمت اليوم (امس) تمثلت في إطلاق 13 عراقياً كانوا محتجزين لدى فصائل سورية معارضة للنظام وتُعتبر قريبة من الدوحة، بالإضافة إلى تأمين وصول العوائل الشيعية من كفريا والفوعة الى مناطق أخرى في مقابل الإفراج عن 26 قطرياً كانوا قد خُطفوا جنوب العراق نهاية عام 2015». وأضاف أن «العملية تمت بجهود من الحكومة العراقية وقوى سياسية محلية» إضافة إلى إيران ودولة غربية.
وذكرت قناة «الميادين» القريبة من «حزب الله» اللبناني ان «المختطفين القطريين في العراق تم اطلاق سراحهم بمفاوضات توسط فيها تشكيل عراقي مسلح». ونقلت عن مصدر انه «تم إطلاق سراح القطريين المختطفين بالعراق بالتزامن مع دخول أهالي كفريا والفوعة إلى حلب». وأشارت إلى أن «كتائب حزب الله العراق» كانت هي الوسيط بين الجهة المحتجزة للصيادين القطريين وبين المفاوضين القطريين.
وفي الدوحة، أكدت قناة «الجزيرة» الإخبارية أن مسلحين مجهولين في العراق أفرجوا أمس عن 26 رهينة بينهم أفراد من الأسرة الحاكمة القطرية بعد احتجازهم لمدة 16 شهراً. وقالت «الجزيرة»، التي تتخذ من الدوحة مقراً، إن وزارة الداخلية العراقية تسلمت الرجال. ولم تفصح عن مزيد من التفاصيل عن الإفراج عن الصيادين الذين احتجزوا في كانون الأول (ديسمبر) عام 2015 خلال رحلة صيد قرب الحدود مع السعودية.
واحتجز حوالى 100 مسلح مجموعة الصيادين القطريين الذين يضمّون أفراداً من الأسرة الحاكمة القطرية وأشخاصاً من جنسيات أخرى من مخيم في صحراء جنوب العراق لصيد الصقور. وأطلق لاحقاً سراح أحد أفراد الأسرة الحاكمة وآخر يحمل الجنسية الباكستانية.
وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن قطر ساهمت في الوساطة في إبرام صفقة إجلاء مدنيين ومقاتلين من أربع بلدات محاصرة في سورية قبل أيام، في مقابل إطلاق سراح بقية الصيادين.
وقال ديبلوماسي عربي في الدوحة إن أشهراً من المفاوضات دارت في شأن الخطف بين إيران وقطر وجماعة «حزب الله» الشيعية اللبنانية. وأضاف الديبلوماسي أن المفاوضات في شأن إجلاء المدنيين والمقاتلين في سورية، والتي شارك فيها مسؤولون إيرانيون ومن جماعة «أحرار الشام» السورية المعارضة، أجريت في قطر أثناء زيارة وزير الخارجية الإيراني في الثامن من آذار (مارس).
وأشار إلى أن المفاوضات ربطت إتمام الصفقة في سورية بإطلاق الرهائن القطريين. ولم يرد مسؤولون قطريون على الفور على طلبات للتعليق.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن عملية خطف الصيادين التي أجريت في منطقة نائية تسيطر عليها فصائل مسلحة تعمل عن قرب مع إيران المجاورة واتهمت الدوحة بالتدخل في الشؤون العراقية.
وتسود مشاعر عداء في العراق، خصوصاً في الجنوب حيث الغالبية الشيعية، حيال قطر لموقفها في الحرب في سورية ويعتقدون أنها تآمرت لصعود نجم المتشددين الإسلاميين. وتنفي الدوحة دعم جماعات إسلامية متطرفة. والدوحة مشاركة في تحالف تقوده الولايات المتحدة يحارب المتشددين في العراق وسورية.
ودعت قطر العراق إلى العمل على إطلاق سراح الرهائن نظراً إلى أن بغداد منحتهم إذناً بالصيد هناك.
لكن وزارة الداخلية العراقية قالت إن الصيادين لم يلتزموا بتعليمات الحكومة بالبقاء ضمن مناطق آمنة من الصحراء.
وغالباً ما يقوم الصيادون من دول الخليج برحلات إلى الصحراء العراقية خلال الشتاء، لشراء الصقور وصيد طيور الحبارى النادرة.
الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى