أخبار - سوريا

الائتلاف يرى «المبادرة الروسية» نزعا للشرعية عنه.. و«التنسيق»: الحوار دون شروط

يكيتي ميديا – Yekiti Media
يعتبر «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» أن المبادرة الروسية حول عقد مؤتمر في موسكو يجمع بين أطياف المعارضة هي محاولة لنزع الشرعية عنه، بينما ترى «هيئة التنسيق الوطنية» أحد أطراف «معارضة الداخل»، أن «توحيد الصفوف والبرنامج» ومن ثم الحوار من دون شروط، من شأنه أن يوصل إلى حل للأزمة السورية.
وفي حين أشارت بعض المعلومات إلى أن النظام يدفع باتجاه مشاركة رئيس الائتلاف الوطني الأسبق معاذ الخطيب في المؤتمر كممثل لما يعرف بـ«معارضة الخارج»، وتجاوز قرارات الائتلاف، نفى نزار الحراكي، عضو الائتلاف المقرب من الخطيب، هذا الأمر، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن قرار الأخير لن يكون منفردا أو مختلفا عن موقف الائتلاف. وأضاف «هناك محاولات من بعض القوى خاصة تلك المحسوبة على النظام لإقحام اسم الخطيب في أي دائرة تتعلّق بالمفاوضات، وهو الأمر الذي لا يمت إلى الحقيقة بصلة»، معتبرا أن الهدف من هذه المحاولات هو «حرق» اسم الخطيب أو استغلاله.
وبينما لفت الحراكي إلى أن الائتلاف لم يتلق حتى الآن دعوة رسمية للمشاركة في «مؤتمر موسكو»، كما أنه لم يعلن موقفه النهائي والرسمي في هذا الإطار، اعتبر أن أي مفاوضات تستثني «الائتلاف» لن يكتب لها النجاح. وأكّد أن «المعارضة تقبل المشاركة في الحوار انطلاقا من شروط أساسية وحاسمة، وهي توصيل المساعدات ووقف إطلاق النار في جميع المناطق السورية، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال من السجون».
وتنص المبادرة الروسية على عقد مؤتمر في موسكو يجمع بين أطراف المعارضة، من داخل وخارج سوريا، وفي المرحلة الثانية يعقد مؤتمر في دمشق بين النظام وممثلي هذه المعارضة، على أن يتم البحث في المرحلة الانتقالية، وهو الأمر الذي اعتبره عضو الائتلاف أحمد رمضان «محاولة لإعادة تكوين المعارضة السورية وفق المزاج والمصلحة الروسية». وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد أبلغ وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال زيارة الأخير الأسبوع الماضي إلى دمشق، بأن سوريا تتعامل بإيجابية مع الجهود التي تبذلها موسكو لإيجاد حل للأزمة».
وقال رمضان في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لم نجد في لقاءات بوغدانوف أو غيره من المسؤولين الروس أي تغيير جوهري في الموقف الروسي أو إعادة التموضع في المنطقة. لا يزالون على موقفهم المتمسك والمدافع عن النظام». وهو ما أكّده الحراكي الذي التقى في موسكو قبل أسابيع مسؤولين روس ضمن وفد معارض ترأسه الخطيب، معتبرا أنه لا تغييرات إيجابية في مواقف روسيا.
وأضاف رمضان «ما تعمل عليه روسيا اليوم هو الإعداد لمؤتمر في موسكو يجمع أطرافا عدّة من المعارضة، بما فيها الأحزاب المحسوبة على روسيا كـ«هيئة التنسيق» و«تيار بناء الدولة» وجبهة التغيير والتحرير السورية برئاسة قدري جميل، والأحزاب التي أنشأها النظام، وتشكيل ممثلين منهم لعقد مؤتمر «موسكو 1» لحوار بين النظام وهذه المعارضة، ومن ثم تحميلهم مسؤولية إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي، وهو ما رفضه الائتلاف. ويضيف رمضان «هي محاولة روسية لتجاوز مرجعية مؤتمر جنيف ومجلس الأمن، وإذا كانت روسيا جادة في تحركاتها فعليها أن تمارس الضغط على الأسد لتطبيق قرارات مؤتمر جنيف ولا سيما تلك المتعلقة بانتقال السلطة وتشكيل هيئة حكم انتقالية».
في المقابل، رفض المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية»، حسن عبد العظيم، احتكار تمثيل المعارضة في فريق دون آخر، وفرض مصطلح ما يسمى بـ«المعارضة الموالية» وفق تعبيره. وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» وبناء على اللقاء الذي جمع ممثلي الهيئة مع بوغدانوف أخيرا «المطلوب من المعارضة السورية أن تجتمع في موسكو في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، للبحث في حل سياسي ومبدأ التغيير الوطني الديمقراطي، أي إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، لتكون الخطوة الثانية هي المشاركة في حوار مع النظام ينطلق بشكل أساسي من مقررات مؤتمر جنيف».
ولفت عبد العظيم إلى أن «ممثلي الهيئة أكدوا للخارجية الروسية ضرورة الحصول على ضمانات إقليمية ودولية للمشاركة في الحوار من شأنها الضغط على النظام لتنفيذ أي قرارات قد تتخذ، وحصلنا على وعود إيجابية في هذا الإطار». وحول «تنحي الأسد» وتشكيل هيئة حكم انتقالية، قال عبد العظيم «المسألة لم تعد في يد السوريين، والأزمة السورية باتت إقليمية ودولية، من هنا علينا التوحّد والدخول في حوار من دون شروط مسبقة ليتقرّر بعدها مصير الأسد». وأضاف «سبق للائتلاف الوطني أن حضر مؤتمر جنيف وكانت النتيجة سلبية، لأنّه لم تكن هناك أي جدية من المجموعة الدولية للتعامل مع الأزمة السورية والوصول إلى حل سياسي، كما أن انقسام المعارضة كان له دور أساسي في الفشل الذي انتهى إليه».
وعما إذا كان هناك أي تواصل مع الائتلاف الوطني، لا سيما مع رئيسه السابق معاذ الخطيب، قال عبد العظيم «وجهنا دعوة لكل قوى المعارضة بما فيها الائتلاف لتوحيد صفوف المعارضة وبرنامجنا التفاوضي، وتواصلنا مرات عدة مع رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب الذي زار موسكو أخيرا، لكن لم نصل معه حتى الآن إلى أي نتائج».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى