الامم المتحدة تدعو الى هدنة انسانية في حلب مع احتدام المعارك

يكيتي ميديا_YEkiti Media

دعت الامم المتحدة الى هدنة انسانية في مدينة حلب السورية مبدية خشيتها على مصير المدنيين المعرضين للحصار في وقت يستعد كل من الجيش والفصائل الجهادية والمقاتلة لحسم المعركة لصالحه.
ودارت اشتباكات عنيفة الثلاثاء عند اطراف مدينة حلب الجنوبية الغربية، ويأتي ذلك بعد ايام قليلة على نجاح الاخيرة في فك الحصار عن احياء حلب الشرقية وتضييق الخناق على الاحياء الغربية.
واثارت التطورات الاخيرة في حلب الخشية على حوالى 1,5 مليون شخص في المدينة. ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان وخبراء عدد سكان الاحياء الشرقية بـ250 الف شخص مقابل مليون و200 الف نسمة في الاحياء الغربية.

وبعد ابداء خشيتها على مصير سكان حلب، اكدت الامم المتحدة في بيان انها “مستعدة لمساعدة المدنيين في حلب، المدينة التي توحدها المعاناة”.
وطالب منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في سوريا يعقوب الحلو والمنسق الاقليمي كيفن كينيدي “في الحد الادنى بوقف تام لاطلاق النار او بهدنة انسانية اسبوعية من 48 ساعة للوصول الى الملايين من الناس الذين هم بامس الحاجة في كل ارجاء حلب واعادة تموين مخزونهم من الطعام والادوية الذي تدنى الى مستوى الخطر”.
والحقت اعمال العنف، بحسب الامم المتحدة، اضرارا بالمستشفيات والعيادات وشبكتي المياه والكهرباء في المدينة.
واوضح صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ان سكان مدينة حلب بالكامل محرومون من المياه الجارية منذ اربعة ايام، واصفا الوضع بـ”الكارثي”.
-“الاطفال بخطر”-
وقالت هناء سنجر ممثلة اليونيسف في سوريا ان انقطاع المياه في الصيف يعرض الاطفال “لامراض خطيرة”.
واكدت “ان اعادة المياه لا يمكن ان تنتظر انتهاء المعارك، وحياة الاطفال في خطر”.
وبحسب اليونيسيف فان المحطة الكهربائية التي تغذي المضخات الهيدروليكية في حلب اصيبت باضرار في 31 تموز/يوليو جراء المعارك.
وتشهد مدينة حلب منذ العام 2012 معارك بين قوات النظام في الاحياء الغربية وفصائل المعارضة في الجهة الشرقية. واشتد القتال والقصف في الاسابيع الاخيرة مع مشاركة فصائل جهادية في المعارك ويسعى كل من الطرفين لحسم المعركة.
وفي 17 تموز/يوليو تمكنت قوات النظام من فرض حصار كامل على الاحياء الشرقية، بعدما سيطرت على طريق الكاستيلو آخر منفذ اليها. وكان السكان اول المتضررين فارتفعت اسعار المواد الغذائية قبل ان تبدأ بالاختفاء من الاسواق.
ومنذ 31 تموز/يوليو اطلقت الفصائل المقاتلة والجهادية سلسلة هجمات بهدف فك الحصار، ونجحت في مسعاها في السادس من آب/اغسطس وتمكنت ايضا من قطع طريق الراموسة، اهم طريق امداد الى الاحياء الغربية لتصبح هذه بدورها بحكم شبه المحاصرة لولا ادخال مساعدات اليها من طريق الكاستيلو في شمال المدينة.
وبرغم تمكن كل طرف من استخدام الطريقين اللذين باتا يسيطران عليهما لادخال الماء والمؤن ومستلزمات اخرى الى الاحياء الواقعة تحت سيطرته، فان المدنيين غير قادرين على استخدامهما لخطورتهما.
-التوتر سيد الموقف-
واكدت الامم المتحدة ان “تكتيك الحصار يشكل جريمة حرب عندما يستخدم عمدا لحرمان السكان من الطعام والمواد الاخرى الاساسية لبقائهم”.
وقال احمد، احد سكان الاحياء الغربية، ان “التوتر هو سيد الموقف”، مشيرا الى ان “محطات البنزين مغلقة والمواد الغذائية قليلة”.
واضاف “هناك انباء عن حشد الجيش لقوات على جبهة الراموسة وكانما يتم التحضير لعملية”.
واستقدم طرفا النزاع خلال اليومين الماضيين تعزيزات من مئات المقاتلين الى حلب وريفها.
ويدعم قوات النظام مقاتلون سوريون وعراقيون وايرانيون ومن حزب الله اللبناني.
وتدور معارك عنيفة الثلاثاء عند اطراف المدينة الجنوبية، من دون ان يحقق اي من الطرفين خرقا جديدا، وفق ما اكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن.
واستهدفت قوات النظام، بحسب قوله، المواقع التي سيطرت عليها الفصائل خلال الايام الماضية وتحديدا الراموسة والكليات العسكرية، كما تعرضت الاحياء الشرقية لقصف جوي عنيف، اسفر عن مقتل “تسعة مدنيين” في حصيلة جديدة للمرصد.
واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان “الجيش يتابع استهدافه للمجموعات الارهابية في مناطق تواجدها في الكليات وجنوب غرب حلب حيث تمكن من حشرهم في جيوب نارية”.
ورأى الخبير في الشؤون السورية في معهد الشرق الاوسط للدراسات تشارلز ليستر ان “المعركة من اجل حلب هي الاكثر رمزية واستراتيجية من اي معركة اخرى في سوريا”.
واضاف “برغم ان سيطرة المعارضة على كامل المدينة تبقى غير مرجحة، فان تمكنها من فك الحصار بعث برسالة قوية حول قدرة المعارضة على التحمل”.
وبعد التقدم الذي حققته، اعلنت الفصائل الجهادية والمقاتلة الاحد اطلاق معركة للسيطرة على كامل مدينة حلب.
الا ان ياسر عبد الرحيم، القيادي في “غرفة عمليات فتح حلب”، قال لفرانس برس “المعركة الكبيرة لم تبدأ بعد”. واضاف “نحن ننتظر المزيد من التعزيزات”.
وفي شرق سوريا، ارتفعت حصيلة قتلى “القصف الجوي السوري على بلدة المحيميدة في ريف دير الزور الغربي الى 15 مدنيا، بينهم ثلاثة اطفال، بالاضافة الى عشرات الجرحى”، وفق المرصد السوري الذي كان افاد سابقا عن مقتل ستة مدنيين.
ويسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على كامل محافظة دير الزور باستثناء اجزاء من مدينة دير الزور ومطارها العسكري.
وتشهد سوريا نزاعا داميا بدأ في اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية ضد النظام، تطورت لاحقا الى نزاع متشعب الاطراف، اسفر عن مقتل اكثر من 290 الف شخص وتسبب بدمار هائل في البنى التحتية وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
AFP

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى