
* البحث عن الأمل في بلدٍ أنهكته الحروب*…
بقلم : كلستان مرعي
في بلدي يبكي الموت على الحياة،
في بلدي رحيل….
وداع دون قبلات، في بلدي كثرت الجلطات….
في بلدي هجرَ من هجر ورحل من رحل
ومات من مات…
لقد صرنا في بلد الأزمات..
في بلدي صار الناس تحلم بالكهرباء
وتبحث عن الماء
في بلدي صرنا غرباء
بعد أن كان بلد الخير والحب والعطاء….
ولكن لا يمكن أن نتحكّم بالأحداث و وبالمآسي والجراحات التي تلازمنا ونحن نحاول أن نجد في عتمة الحزن شيئاً من الأمل الذي ينتظرُ من يمسح عنه الدمعة وغبار الغربة،وكلما حاولنا الاقتراب منه يهرب منا ويلبس طاقية الإخفاء ولا نجد له عنواناً كأنه يشعر
بالخطر من الاقتراب منه فيتلاشى….
أطارد الأمل والفرح من عمق الحزن أطارده في العيون والقلوب المشروخة في نزف الجراحات في حرقة قلوب الثكالى وأنات الأرامل، في دمعة يتيم لا يجد الدفء والحنان،في جوع فقير لا يجد ما يسدّ رمق جوعه ،وبرد مشرد لا يجد مأوى وحيرة نازح في أرقام الخيام،في حلم حبيب رسم أحلاماً وردية وقد صارت سراباً في ظلّ القمع والظلم،
في ظل هذه الضبابية الرمادية المشروخة ،في ظل الجوع والعطش والخراب والطغيان والقتل أين يسكن الأمل… والفرح.؟.
وتستمرّ لعبة الأمل والفرح على الفقراء والبؤساء.
في ظلّ هذا البؤس الإنساني يتجلى الحزن على ملامح البشر، على الورود والأزهار على الشجر والنهر،ويعكس رؤاه على أمواج البحر وعلى براءة الأطفال…..
لا يفزعكم حروفي هذا هو واقع بلدي بل تلك هي الحقيقة دون كذب أو افتراء….
كم هي أليمة مشاعرنا.. ما أحوجنا أن يرحل الظّلام وينبثق النور والأمان والاستقرار إلى بلد يصرٌّ أن يعود إليه جزء” من هويته المفقودة
بعد أن طحنته رحى الحروب……
المقالة منشورة في جريدة يكيتي العدد 336






