أخبار - دولية

التدخل الروسي في سوريا.. خطة قاسم سليماني لإنقاذ الأسد

يكيتي ميديا – Yekiti media
متى تم الإعداد للعملية التي تقوم بها روسيا في سوريا؟ هذا سؤال يطرح نفسه اليوم بعد أن بدأت روسيا بقصف مواقع المعارضة في سوريا، القصف الذي كانت قد أعلنت موسكو أن الهدف منه مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، لكن سرعان ما تغير الموقف الروسي المعلن، حيث قال المتحدث باسم الكرملين يوم الاثنين إن العمليات الروسية في سوريا تهدف إلى دعم الجيش السوري.
يأتي هذا متزامنا مع التقارير التي تتحدث عن نية النظام السوري بالقيام بعملية برية واسعة بمساعدة حلفائه في المنطقة، ومنهم إيران و”حزب الله” اللبناني، حيث تحدثت وكالة “رويترز” قبل أيام نقلا عن مصادر لبنانية عن وصول مئات الجنود الإيرانيين إلى سوريا للانضمام إلى هجوم بري كبير لدعم نظام بشار الأسد.
وهذه هي أولى علامات الهجوم البري، حيث قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جيش النظام وفصائل متحالفة معه نفذوا الأربعاء 7 أكتوبر هجمات برية على مواقع لمقاتلي المعارضة في سوريا بدعم من ضربات جوية روسية، فيما بدا أنه أول هجوم كبير منسق بين الطرفين منذ بداية تدخل روسيا.
سليماني في موسكو
حول التخطيط للعمليات، تحدثت وكالة رويترز للأنباء عن زيارة قام بها قاسم سليماني إلى موسكو في يوليو الماضي، الزيارة التي تعد الخطوة الأولى في التخطيط للتدخل العسكري الروسي لدعم نظام الأسد في سوريا.
سليماني هو قائد “فيلق القدس” ذراع القوات الخاصة للحرس الثوري الإيراني، والمسؤول بشكل مباشر أمام الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي.
وبحسب الوكالة تقول مصادر إقليمية رفيعة إن “سليماني يشرف بالفعل على عمليات برية في سوريا ضد مقاتلي المعارضة، ويلعب الآن دورا رئيسيا في التخطيط للعملية الجديدة التي تساندها روسيا وإيران”.
وأوجزت رحلته إلى موسكو الوضع المتدهور للمعارك في سوريا، حيث يتقدم مسلحو المعارضة باتجاه الساحل ليشكلوا بذلك خطرا على المنطقة التي تعد معقلا رئيسيا للأسد وطائفته العلوية، وتشكل أيضا خطرا على القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
وقال مسؤول إقليمي بارز: “طرح سليماني خريطة سوريا على الطاولة. الروس كانوا مرتبكين كثيرا وشعروا بأن الأمور في انحدار وأن النظام أضحى في خطر حقيقي.
يومها أكد الجانب الإيراني أنه لا يزال هناك فرص وقدرة على استعادة زمام المبادرة. وقتها لعب سليماني دورا في إقناعهم مؤكدا أنهم لم يخسروا كل الأوراق”.
ويقول ثلاثة من كبار المسؤولين في المنطقة إن رحلة سليماني إلى موسكو في يوليو سبقتها اتصالات روسية إيرانية رفيعة المستوى، أسفرت عن اتفاق سياسي يقضي بضرورة ضخ دعم جديد للأسد الذي مني بخسائر متلاحقة.
ويبدو أن المسؤولين الثلاث في حديثهم مع وكالة رويترز، يشيرون إلى مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي زار طهران في الرابع من الماضي، وأجرى مقابلات مع المسؤولين الإيرانيين، لا سيما رجل “الحرس الثوري” في الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان.
وكان بوغدانوف، مبعوث الرئاسة الروسية إلى الشرق الأوسط، قد توصل مع المسؤولين الإيرانيين آنذاك إلى وضع أسس التحالف الجديد بين طهران وموسكو لمواجهة “داعش” في سوريا.
وتقول التقارير إن الإيرانيين والروس توصلوا إلى تصور مشترك وخلاصات أمنية وسياسية للعمل معاً، للمرة الأولى في سوريا. ويدرك الإيرانيون أن العملية الروسية، ستشاركهم أعباء المعركة المقبلة التي يجري التحضير لها في سوريا.
وتشير روايات المسؤولين الثلاث إلى أن التخطيط للتدخل بدأ يتبلور منذ أشهر مع تراكم هزائم الأسد. ويعني ذلك أن طهران وموسكو كانتا تناقشان طرق دعم الأسد في الوقت الذي كان فيه المسؤولون الغربيون يتحدثون عما كانوا يعتقدون أنها مرونة جديدة في موقف موسكو من مستقبله.
وقبل التحركات الأخيرة ساعدت إيران الأسد عسكريا من خلال رفده بمقاتلين شيعة يخوضون المعارك إلى جانب جيش النظام، وإيفاد ضباط من الحرس الثوري الإيراني كمستشارين وقد قتل عدد منهم.
وكانت روسيا قد زودت جيش النظام بالأسلحة وحمت دمشق دبلوماسيا من المحاولات الغربية لفرض عقوبات على الأسد في الأمم المتحدة.
لكن، مع ذلك لم يمنع دعمها المعارضين المسلحين من تقليص سيطرة الأسد على سوريا إلى حوالي خمس الأراضي السورية في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات، والتي تشير التقديرات إلى أنها أدت إلى مقتل 250 ألف شخص.
اجتماع وزير الخارجية الروسي وخامنئي
قال مسؤول كبير في المنطقة طلب عدم نشر اسمه لوكالة “رويترز”، إن “القرار الإيراني الروسي المشترك بمزيد من التدخل في سوريا، تم اتخاذه خلال اجتماع بين وزير الخارجية الروسي والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قبل بضعة أشهر.
وقال المسؤول إن “سليماني المعين من قبل خامنئي لإدارة الجانب الإيراني من العملية سافر إلى موسكو لمناقشة التفاصيل. كما سافر أيضا إلى سوريا مرات عدة منذ ذلك الحين”.
وتقول الحكومة الروسية إن تدخلها في سوريا جاء نتيجة لطلب رسمي من الأسد الذي تحدث في يوليو الماضي عن مشاكل يواجهها جيشه، بعبارات شديدة الوضوح عندما قال إن الجيش يواجه نقصا في الطاقة البشرية.
وبحسب التقرير فإن خامنئي أرسل أيضا مبعوثا رفيع المستوى إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال له بوتين “حسنا سنتدخل أرسل قاسم سليماني. وهكذا ذهب سليماني إلى موسكو لشرح خريطة المسرح”.
وبدأت الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في مطار باللاذقية بتصعيد الضربات الجوية ضد المعارضين المسلحين في سوريا الأسبوع الماضي.
وتقول موسكو إنها تستهدف داعش، لكن العديد من الضربات الجوية الروسية تستهدف قوات المعارضة منهم جماعات مدعومة من الغرب ومدربة على يد الاستخبارات الأميركية.
قوات إيرانية في سوريا
كان قد ذكر مصدران لبنانيان لـ “رويترز” أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا في الأيام العشرة الأخيرة مع أسلحة لشن هجوم بري كبير. وسيدعمهم أيضا حلفاؤهم من “حزب الله” اللبناني الشيعي ومقاتلون شيعة من العراق بينما سيقدم الروس دعماً جوياً.
وقال أحد المصدرين: “طليعة القوات البرية الإيرانية بدأت في الوصول إلى سوريا.. جنود وضباط للمشاركة بوجه خاص في هذه المعركة. إنهم ليسوا مستشارين.. نعني مئات مع معداتهم وأسلحتهم. وسيتبعهم المزيد”.
العربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى