محليات - نشاطات

التدخين في الحافلات والأماكن العامة… “أزمة صحية” وسط غياب قرارات منعها

Yekiti Media

يشكّّل التدخين في الحافلات والأماكن العامة واحدة من أبرز المشكلات الصحية والاجتماعية التي يواجهها المواطنون يومياً، حيث يتعرّض المارة والركاب لاستنشاق دخان السجائر بشكل قسري، في ظل غياب الوعي المجتمعي وضعف الرقابة على هذه الممارسات.

لا توجد قرارات صريحة من إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي بمنع التدخين في الأماكن العامة، لا سيما في حافلات النقل الجماعي،، وتختصر القرارات الصادرة خلال أزمة كورونا عام 2020 بمنع التدخين لمنع انتقال الفيروس، و قرار أخر يطالب المدرّسين بمنع التدخين أمام الطلاب. القانون المعتمد في عموم البلاد يعود في حقبة النظام البائد وفق المرسوم الرئاسي السوري (رقم 62 لسنة 2009)

ظاهرة متنامية 

رغم التحذيرات الصحية واللافتات المنتشرة في بعض الأماكن، ما زالت هذه الظاهرة تتكرر بشكل يومي، خصوصاً في الحافلات ووسائل النقل المغلقة، حيث يتكدس الركاب في مساحات ضيقة، ويتحوّل الهواء إلى خليطٍ من الغازات السامة. الأمر الذي يثير امتعاض المواطنين، خاصةً الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي الذين يتعرّضون لمضاعفات فورية عند استنشاق الدخان.

بالصدد، قال عثمان الأحمد، وهو سائق سرفيس خط جل آغا/ قامشلو ليكيتي ميديا: بشكل عام نعاني من مشكلة التدخين داخل السيارة ، حيث نضطرّ  إلى المجادلة مع بعض الركاب المدخنين  داخل السيارة، وهنا نضطر إلى منعهم، وأحياناً نقوم بإيقاف السيارة وإجبار الراكب على إطفاء “السيكارة” أو الطلب منه بإطفائها.

وأشار إلى أنّ العديد من الركاب يعانون من الأمراض الصدرية التحسسية ، وهنا تكون المعاناة مضاعفة ومباشرة.

أما أبو عدنان فيقول : إنّ سائقي بعض السيارات القديمة يسمحون للركاب بالتدخين وهذا ما يضعنا في مواجهات مباشرة مع ركاب يدخنون في سيارتنا الجديدة، ويشير أبو عدنان وهو سائق سيارة نقل ركاب صغيرة “فوكس” أنه و لأكثر من مرة قام بإجبار المدخنين على إطفاء “السيكارة”.

ولفت إلى وجود حالات سلبية أخرى لدى بعض الركاب لاسيما لدى فئة الشباب “المراهقين” وهي نزع أحذيتهم وغيرها من العادات السلبية.

أضرار صحية جسيمة 

يرى أطباء مختصون أنّ التدخين في الأماكن العامة لا يضرّ بالمدخنين فقط، بل يهدّد غير المدخنين بما يُعرف بـ “التدخين السلبي”، والذي يرفع احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسرطان والتهابات الرئة، فضلاً عن تأثيره على المناعة. وتشير دراسات طبية إلى أنّ الأطفال يتأثّرون بشكلٍ مضاعف، فقد يُصابون بالربو أو تأخر في نمو الرئة نتيجة التعرض المستمر للدخان.

مطالبات مجتمعية 

تتصاعد المطالب من المواطنين بضرورة تخصيص أماكن محددة للمدخنين بعيداً عن التجمعات، إلى جانب إطلاق حملات وطنية للتشجيع على الإقلاع عن التدخين، لما يحمله ذلك من فوائد صحية واقتصادية على المجتمع بأسره.

تجدر الإشارة إلى أنّ التدخين في الحافلات والأماكن العامة لم يعد مجرد سلوك فردي، بل تحوّل إلى قضية عامة تمسّ الصحة والبيئة والمجتمع. وبين غياب الوعي وضعف الرقابة، يبقى الحل في تفعيل القوانين وتشديد الرقابة، بالتوازي مع تعزيز ثقافة احترام حقوق الآخرين والحرص على بيئة صحية خالية من الدخان.

الصور مراسة من مجموعة متابعين ليكيتي ميديا

مسن يدخن في عيادة طبيب إخصائي
شباب يدخنون في حافلة نقل ركاب (فوكس)
سيدة تدخن في حافلة نقل ركاب “فوكس”
نزع أحذية من قبل مراهقين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى