آراء

التعلق بحبال من نار

فاضل ميراني

غاية المقال المقتضب هذا هو إكمال العنوان ب( حتى لا يتم) بعد أن يثبت المتن أن التوجه الأدائي في السياسة عليه أن يخطط و يعمل لتفادي وقوع المحذور، ذلك أن أغلبية أنظمة الشرق التي يداخلها عدم استقرار مكشوف أم مستور، تشبه في نماذجها التي زالت متشبثا بحبل أو أكثر من حبل من نار.

الحبال تُرمى في الإنقاذ، ولكنها حبال متينة، يلقي بها متمرسون، مدربون على الإنقاذ، غير أن السؤال: لم يصل الفرد -و هو استعارة عن نظام- لمكان تحفه المخاطر فلا يكون أمامه إلا انتظار مغيث؟

نظرة ضيقة

أن حدث هذا- وهو أمر وارد و مفهوم للإنسان الاعتيادي- فلا يصح أن يحدث مع نظام، لكنه حدث، اذ النظرة الضيقة و فوات الاتجاه الصواب، و تراكم الفوائد على الأخطاء، و الأداء الذي يخلق فجوات تمس مصالح دوام النظام، كلها مواد قابلة للاحتراق وسط بيئة مغلقة بوسائل أمان قديمة أو غير مجدية، فأن حدث الإنقاذ- إن حدث- فسيكون بتدلية حبل للنجاة، وسياسيا لا يرمى مثل هذا الحبل من الخارج قربة لله، بل تسبقه توقعات أثمان و فوائد كان يمكن إنفاقها فتحول دون الحريق و حصاره.

بعض حبال النجاة التي يعدها النظام لنفسه تكون نقيعة بالوقود، فإذا تشبث الذي صار ضحية اقتراب النار و ارتفع متمسكا بها فوجئ باللهب و قد هبّ ينتظره في الأعلى أو يحرقه فيسقط.

إن تأمين النظام باحتياط شعبي متوازن، و بجهاز إداري على اتصال دؤوب بحاجات مواطنيه، محدّث لقوانينه، محترِمٍ لها، غير لاعب بوهم إيجاد توازنات دون حساب ضررها على رعايا الدولة، أمين على تحري العدالة بكل الممكن من وجوه تطبيقها، مثل هذا النظام لن يجد نفسه محاصرا بحريق، فأن وقع فأطفاؤه سيكون شغل كل فرد أحس بالانتماء.

بعكسه فمن لم تنهه النار خنقه دخانها.

مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى