آراء

الجندي المجهول المرحوم “يوسف حمزة” في ذكراه السابعة

نجم الدين كياض

لكلّ دولةٍ هناك تمثالُ لذلك الجندي المجهول الذي قاتل وحارب أعداء أمته. وضحّى بحياته في سبيل قضيةٍ آمن بها. وبناء النصب التذكارية لذلك الجندي المقاتل في ساحات المعركة ضد أعداء الأمة. ما هو إلا تكريمٌ لتضحياته الجليلة ووفاءً لروحه. *”صحيح لا اعرف من باع الوطن لكني أعرف من دفع ثمنه”*

لهذا بناء الاوطان وحمايتها دائماً يكون على حساب أولائك المخلصين الأوفياء ومن تضحياتهم الجسام،

أما في حالتنا الكُردية هناك جنود ومناضلون مجهولون يتحرّكون وفق ما تمليهم ضمائرهم في خدمة أبناء أمتهم في مجال السياسة. وفي وسط مجتمعٍ عانى ويعاني من اضطهادٍ قومي من قبل الأنظمة الدكتاتورية و الشوفينية الغاصبة لأرضنا، واضطهاد شعبنا الكُردي .

كما أنّ هؤلاء ولإخلاصهم لقضية آمنوا بها. هم يتحرّكون بين الناس لتنظيم خيرة أبنائه في إطار تنظيمٍ سياسي فولاذي. وفي ظلّ الحكومات المتعاقبة التي تولّت أمور الدولة، كما في سوريا، واضطهد شعبٍ يعيش على أرضه التاريخية والتي قُسمت أمته أجزاءً وفق إتفاقات دولية. وهذا ما دفع الشخصيات الكُردية الوطنية والثقافية إلى العمل بشكلٍ سري. وإنشاء تنظيمات سرية . تقوم بتنظيم الكُرد في إطار تلك الأحزاب السياسية؛ للعمل وتوحيد صفوفها وقوتها. بالاعتماد على الفئة السياسية والثقافية والوطنية والقومية. والهدف هو توعية وتحرير الإنسان الكُردي من التخلف ،ومحاربة العادات البالية، وتحقيق الحقوق القومية لشعبهم وفق الشرائع الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

كان هناك مَن يعمل والأكثرية، كجنودٍ مجهولين دون أن يطالب بالمقابل، والتضحية بذاتهِ ومصالحهِ الأسرية والعائلية. ووضع كلّ طاقاته في خدمة قضية شعبه المضطهد،

أحد هؤلاء المناضلين المخلصين الجندي المجهول المرحوم يوسف حمزة ، والذي قدّم جلّ حياته في خدمة شعبه دون أن يطالب بشيء ، ودونَ ان يتذمّر يوماً او يعترض على ما يُطلب منه لتثقيف الإنسان الكُردي وتعليم الخلايا الحزبية لغة الأم.

وقد أسميت ذلك المناضل المخلص والوفي بالجندي المجهول. الذي لم يكن يكلّ ولم يكن يملّ من أجل خدمة شعبه ومجتمعه الكُردي. دون إظهار ذاته أو التباهي بعمله الدؤوب في وسط المجتمع.

في كثيرٍ من الأحيان كان يتطلّب منه العمل والجهد الزائد ،ونتيجة قلة الكوادر السياسية والتنظيمية في نهاية الثمانينات والتسعينات القرن الماضي وبداية هذا القرن وفي ظروف بالغة الصعوبة ، أو قلة الخبرة لدى البعض الآخرين. كان يتمّ تكليف ذلك الجندي المجهول بالمهمات. بالرغم من أنه لم يكن يعرف قيادةة السيارة أو الدراجة النارية. لذا كان يكلّف شخصاً من هيئاته التنظيمية للقيام بالمهمة وإيصال ذلك الجندي المجهول إلى المكان المطلوب.

انتسب يوسف حمزة إلى التنظيم والحزب اليساري الكُردي في عام 1981 ،ثم عضواً في حزب الشغيلة الكُردية عام1982،كما وعضواً في الهيئة القيادية في منظمة كوباني لحزب الوحدة وبعدها اليكيتي الكُردي(الكُردستاني اليوم) في سوريا بعد تأسيسه عام 2000 وبقي وفياً لقضيته القومية والوطنية لآخر أيام عمره، الى أن وافته المنية في 15/6/2016 في مدينة أورفا ، ودُفن في مسقط رأسه في قرية كورك حبيب التابعة ل مدينة كوباني الجريحة.

لايمكن أن ننسى من كان له بصمة في صفحات قضيته وتاريخه المشرّف.

لروحه الرحمة والسلام والطمأنينة.

والنصر لقضيته التي آمن بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى