آراء

الخطاب العنصري جلب الويلات للشعوب العربية

حسن صالح

حسب العهود والمواثيق الدولية, والشرائع السماوية, فإن الناس متساوون, أحرار, خلقهم الله ليتعارفوا ويزرعوا الخير والمحبة ويحفظوا حقوق وكرامة بعضهم, ليستحقوا أن يكونوا بشراً ذوي عقول راجحة, وليعيشوا سعداء, وبعكس ذلك فإن الظلم والعدوان والفسق والفجور, تحول الحياة إلى جحيم وتدمر القيم وتؤدي إلى التخلف والشقاء.
مأساة الشعوب العربية أنها ابتليت بعقلية عنصرية متسلطة, تبغي الخير لنفسها, وترفضه لغيرها .
وقد تجلى ذلك في الخطاب القومي أو الديني للحكام العرب, الذين أدوا بشعوبهم إلى التهلكة, وخلقوا دوماً أعداء وهميين ليستمروا في السلطة ويتحكموا في الثروة, وهذا أدى إلى استمرار التخلف, وبات العرب في مؤخرة دول العالم سواء في أوربا وأمريكا أو في قارة آسيا, أو حتى في العديد من دول أفريقيا.
استمرار الخطاب الاستعلائي التجاري, اصطدم بالواقع المرير للعالم العربي, وشيئاً فشيئاً وبسبب التفكير العالمي الجديد, وانهيار الأنظمة الدكتاتورية والشمولية, وحصول ثورة الإعلام, جعل من المستحيل على الشعوب العربية أن تقبل الهوان والذل وشظف العيش, لاسيما وأنها تأكدت أن الخطاب السلطوي المزيف لم يجلب سوى الويلات, فثارت الشعوب على طغاتها وبدأت تباشير الربيع العربي.
غير أن الخطاب القومي الكلاسيكي العنصري لم ينطفئ حتى في عهد الثورات, مما أدى إلى تخندق المكونات الطائفية والمذهبية والدينية, والشعوب غير العربية دفاعاً عن حقوقها. فبعد أن خدعت في البداية بشعارات الحرية والكرامة, تأكد لديها أن الممارسة شيء آخر, فهناك الكثير من الشخصيات التي تدعي الثورية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان, تمارس نفس سلوك الأنظمة الدكتاتورية والتسلطية التي تاجرت بالشعارات القومية والدينية, وتسببت في ضياع الحقوق واستمرار التخلف.
أقول للعنصريين وما أكثرهم (ومنهم على سبيل المثال اسعد الزعبي وميشيل كيلو…) إنكم تضرون بمصالح شعوبكم العربية وإن العدالة الحقيقية لن تتحقق على أيديكم, وإن الظروف الإقليمية والدولية قد تبدلت تماماً لصالح التغيير الإيجابي, وإن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء.
كفاكم سيراً بشعوبكم نحو الهلاك, عودوا إلى رشدكم واعملوا بصدق من أجل حقوق شعوبكم والشعوب المجاورة, لاسيما شعبنا الكردي الذي هو شعب عريق وشجاع ومتحضر وظلم كثيراً, ولن يقبل حقوقه إلا كاملة شئتم أم أبيتم, نحن الكرد لاسيما المجلس الوطني الكردي نطرح الفدرالية كحل حضاري لسوريا المستقبل, نجحت فيه نصف شعوب العالم, وإذا استمر رفضكم لحقوق شعبنا فإن خيار حق تقرير المصير, خيار مشروع ومتاح بعد مرور مئة عام على اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة.
قامشلو 16/4/2016
حسن صالح
نائب سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى