الخطة الروسية حول سورية: دمج قوات النظام مع الجيش الحر وإجراء انتخابات رئاسية
لم ينجح الاجتماع الرباعي الذي جمع وزراء خارجية السعودية، وروسيا، وتركيا، وأمريكا، في فيينا، أمس، في تحقيق خرق حيال مشكلة بقاء الأسد في السلطة من عدمه، ولم يخف الوزراء ذلك، حيث قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن “الخلافات لا تزال قائمة حول موعد رحيل الأسد”.
وعلى الرغم من التكتم الذي أحيط بالاجتماع، إلا أن مصادر تركية وأخرى في المعارضة السورية كشفت لصحيفة “الشرق الأوسط”، بعض التفاصيل الواردة في الاقتراح الروسي حيال سورية. وتقضي الخطة الروسية “تجميد القتال مع الجيش السوري الحر وفك الحصارات المتبادلة، وإجراء انتخابات برلمانية وحكومة انتقالية وانتخابات رئاسية، من دون أن تضع روزنامة واضحة للتسلسل الزمني لهذه الخطوات، كما تقضي في مرحلة لاحقة بضم الميليشيات الحليفة للنظام إلى الجيش النظامي، ثم دمجه مع الجيش الحر”.
وقالت المصادر بحسب الصحيفة ذاتها إن “الإطار الزمني الذي اقترحه الروس يمتد من 15 شهراً إلى 18 شهراً من تاريخ توقيع الاتفاق”، مضيفةً أن النقاش تفرع إلى حد بحث موضوع الوزارات السيادية وعدم مطالبة النظام بها، فطمأن الروس إلى أنها يمكن أن تكون توافقية، ومن التكنوقراط.
ولفتت المصادر إلى أن بعض الدول المعنية بالملف السوري، رأت في الطرح الروسي “عرضاً قابلاً للنقاش”، لكنها تحفظت على الفترة الزمنية المقترحة، فالجانب التركي رأى أن الفترة الزمنية المطروحة كبيرة، وقد تكلف السوريين المزيد من الدماء، بالإضافة إلى موجات جديدة من اللاجئين إلى تركيا المثقلة بأكثر من مليوني لاجئ دفعت من أجلهم نحو 8 مليارات دولار.
وأوضحت المصادر أن دولة أخرى داعمة للمعارضة السورية رأت أن الضمانات بسير الأسد بهذه الخطة يجب أن تسبق البحث في المهلة الزمنية، وأشارت إلى أن الرد الروسي كان أن بوتين يتعهد شخصيا، ومستعد لتوقيع تعهد خطي بشأنه.
وأشارت المصادر إلى أن الأطراف العربية والأتراك رأوا في الموضوع اختبارًا للنيات الروسية، وطالبوا بخطوات تثبت جدية الروس في السير بهذا المشروع. ونقلت المصادر عن وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” قوله إن “بلاده لا ترى مشكلة في إكمال الأسد ولايته، فيما لو تم إقرار مسألة التعديل الدستوري ونقل الصلاحيات. وطالب هؤلاء بسحب العناصر الأجنبية فورا من الأراضي السورية، ورفع يد طهران فورا عن سورية، لأن وجود الإيرانيين على الأرض العربية عمل عدواني، واحتلال لأرض عربية”.
وتضيف المصادر نفسها أن “لافروف” تحدث أمس عن عدم أهمية استمرار الأسد في السلطة، في حال تم إقرار تعديلات دستورية تعطي الحكومة الانتقالية صلاحيات واسعة. لكن الجبير قال في تصريحات صحفية إن الروس ما يزالون يتحدثون عن انتخابات يكون للأسد دوراً فيها. مؤكداً في الوقت نفسه إصرار الرياض على رحيل الأسد وعدم لعبه أي دور في مستقبل سورية.
من جانبه رفض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أي حل يكون للأسد دوراً فيه، مشدداً على أن الحل ينبغي أن ينهي دور الأسد تماماً، وقال عضو الائتلاف سمير النشار إن “المعارضة توافق على استئناف الحوار، انطلاقًا مما توصلت إليه المحادثات في مؤتمر جنيف 2”. مضيفاً أن “معايير الموافقة على التفاوض، مرتبطة باتفاق جنيف1 الذي ينص بيانه على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، ومعنى ذلك أنه حين يتم تشكيل هذا الجسم الانتقالي، فإنه لا دور للأسد ولا صلاحيات خلال هذه المرحلة”.
الشرق الأوسط