الذكرى السنوية السادسة لتحرير كوباني…دروس وعِبر
د. محمد جمعان
في مثل هذا اليوم وقبل ست سنواتٍ – عام 2015 تمّ تحرير كوباني من هجوم داعش الهمجي.
قيل و كُتِب الكثير عن هذه الهجمة و الملحمة و المؤامرة و لكن أرى أنه لا زال الكثير من الغموض يحوم حولها. و لا بدّ في قادم الأيام أن يُكشَف الكثير من ملابسات تلك الحوادث ، لأننا نحن تعوّدنا من الأنظمة وحتى الديانات في عالمنا و بالأخصّ في مشرقنا أنهم لا يسمحون بنشر أي شيءٍ إلّا ما يخدمهم.
بالعودة إلى ذلك الهجوم الذي دُبّر و نُفّذ من قوىً ظلامية وشوفينية وعنصرية كان قد خُطِّط لها بشكلٍ محكَم ، حيث كلّف هذا الهجوم المدينة و قراها الكثير و الكثير من الأرواح التي استُبيحت، و تلك الأرواح لم تكن تُهدَر بهذا العدد الكبير أو تمّ الإعداد و التحضير لها من قِبل مسؤلي إدارة المنطقة في الوقت اللازم ، أو على الأقل إخطار الأهالي بأنّ هجوماً وشيكاً سيحدث أو أنّ الداعشيين قادمون و لذلك دُمِّرت القرى والمدينة و قُتل وجُرح الآلاف من الأهالي و نزح أغلبية السكان إلى باكور/ تركيا.
و في هذه المناسبة لابدّ من الوقوف إجلالاً و إكباراً لأرواح ضحايا هذه الهجمة و بعدها هجوم الجمعة السوداء المريبة و التي لا زالت أسبابها، و كيف حصلت غير واضحة ، إذ كيف وصل هؤلاء المجرمون الى داخل المدينة من خلال العشرات من القرى الكُردية المحرّرة ، حيث عبروا أكثر من 60 كيلو متر و لم يتعرّض لهم أحد ؟ أسئلة ستبقى في ذمة المسؤولين…
و بهذه المناسبة العزيزة و التي تُعدّ بنفس الوقت يوم استذكارٍ بشهدائنا و أعزائنا و فلذات أكبادنا فلا بدّ من الشعور بالفخر و الاعتزاز و الانتصار، ولا بدّ لنا اليوم من التذكير بالتضحيات العظيمة لقوة البيشمرگة التي لبّت النداء وعادت إلى مناطق تمركزها بعد إنتهاء مهمّتها وكذلك تضحيات قوات ي ب ك مع أهالي كوباني الذين دافعوا عن مدينتهم ببسالة و بدعم جوي من قوى التحالف. الذين أفشلوا خطة كبيرة و التي كان هدفها الأساسي هو كسر إرادة شعبٍ يناضل في سبيل حريته و العيش بكرامته على أرضه التاريخية.
مدينتي كوباني الفقيرة بمواردها و إمكاناتها المادية و ذلك لأسبابٍ كثيرة منها: المنطقة محصورة بين الحدود التركية و نهر الفرات و كذلك إفقارها المتعمّد من قبل الأنظمة المتعاقبة في دمشق ، لكنّ كوباني غنية بأمجادها و تاريخها و دورها الرائد و المشهود لها في دعم و مؤازرة جميع ثورات شعب كُردستان و كذلك تقديم الشهداء واحداً تلو الآخر في سبيل الدفاع عن الأرض و الوطن السوري.
كوباني فقيرة مادياً و لكنها غنية ، بثروةٍ نادرة العطاء و السخاء من بطولاتٍ قلّ مثيلها من قبل أبنائها و بناتها الذين لم يبخلوا يوماً في سبيل التضحية و الفداء و تلبية النداء القومي والوطني.
أبناء كوباني كانوا و لازالوا يلبّون نداء أخوتهم من كافة أجزاء كُردستان و لم يبخلوا أبداً في سبيل التضحية لتلك النداءات.
صفات الإنسان الكوباني الرائعة و الخلاقة كثيرة جداً و لا يمكن ذكرها في هكذا عجالة و لكنني فقط أذكر أنه شهم ووفي لمبادئه و لا يبخل لضيفه و بالأخصّ إذا كان الضيف مناضل قومي ، إنه يهمل أو ينسى أفراد عائلته لكي يطعم أخاه الآخر.
منذ أجيال انطلق الكوباني الفقير للبحث عن رزقه في جميع المدن السورية الى لبنان و مصر و حتى السودان و الى جميع بقاع الأرض أما في الفترة الأخيرة فهذا أصبح عادياً لدى الإنسان السوري.
وبهذه المناسبة أفتخر بأن أنقل هذا التصريح من قبل :
⭕ المتحدث باسم #التحالف_الدولي، واين #ماروتو في يغرّد بالكُردية على صفحته الرسمية على #تويتر”: اليوم هو يوم #تحرير_كوباني. في 26 كانون الثاني 2015 ، #المقاتلون_الكُرد حرّروا كوباني، بدعم جوي من التحالف الدولي وأظهروا للعالم #هزيمة_داعش. بالإضافة إلى ذلك، تم إفشال هدفهم (داعش) الاستراتيجي. نهنئ الكُرد الذين أصبحوا اليوم نموذجًا للشريك (المتمكن) والجدير بالثقة.
إيفان حسيب :
و بهذه المناسبة العزيزة على أهل كوباني أهنئ أبناء بلدتي بإعادة فتح مكاتب انكسي – المتأخر ، و اعضائها من : يكيتي و پ د ك س و الآخرون .
كوباني ستبقى رمزاً للشهامة و العطاء بالرغم من أنها لم تكافأ ابداً بقدر ما تستحقّها لا من قبل النظام سابقا و لا من قبل الحركةالوطنية الكُردية.
و لا بدّ لي أن أهنئ الشعب الكُردي في كلّ مكانٍ و الكوباني بالاخصّ بهذا اليوم العظيم يوم الانتصار على الهمجية ، أعداء الحرية و الشرف و الإخاء.
كوباني ستبقى رمزاً للانتصار الكُردي و مثالاً سيُذكر دائماً بأنّ الكُرد انتصروا حينما توحّدوا في كوباني .