الرئيس بارزاني يرفض مقترح توليه منصب رئاسة العــراق
أعلن قيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني أن مفاوضات تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة يشوبها «غموض» وتفتقر إلى «الجرأة»، وأكد قيادات من الديمقراطي فض بارزاني مقترح توليه رئاسة جمهورية العـراق، فيما دعا السفير الفرنسي لدى العراق القوى الكُـردية إلى «توحيد خطابها لضمان مشاركة فعالة في حكومة بغداد».
وأجرى بارزاني في هولير/أربيل خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة لقاءات مع قادة اللوائح «السنية» الفائزة في الانتخابات الاتحادية وديبلوماسيين غربيين، ضمن المساعي الجارية لرسم ملامح الكتلة النيابية الأكبر التي ستكلف بتشكيل الحكومة.
وقال عضو وفد الحزب المفاوض شوان طه في تصريحات: «تبادلنا وجهات النظر والمواقف بما فيها شروط المشاركة مع الأطراف كافة، وأبلغنا الجميع بأن أولويتنا هي مشروع الحكومة»، مؤكداً أن «مشكلتنا ليست مع أشخاص».
وشدد على «ضرورة أن يقدم كل طرف الخطوط العريضة لآلية تنفيذ ما وعد به، لئلا نكرر الأخطاء ذاتها». وزاد: «الكل يتذكر ما حصل من تنصل في تنفيذ الاتفاقات والمشاريع التي أبرمت في دورات انتخابية سابقة».
وأشار طه إلى أن «صيغة المشروع الذي سيطرح هي المعيار لمدى قربنا أو بعدنا من أي طرف من الأطراف»، لافتاً إلى أن «هدفنا ليس تحقيق مكاسب بل مقاصد، ومنها مبادئ الشراكة الوطنية والتوافق بعيداً عن المحاصصة».
وقال: «ما زالت هناك حال من الضبابية وعدم الوضوح لدى الكتل الفائزة الكبرى، كما لا يوجد ورقة عمل محددة تسمح لنا بتحديد الطرف الأقرب إلينا».
ورداً على سؤال عما إذا كانت الحوارات قد تعثرت بفعل الانقسامات والتصادم بين البرلمان ومفوضية الانتخابات إزاء إلغاء نتائج الانتخابات، أو إعادة العد والفرز، أكد طه أن «المفاوضات الجارية تبدو خجولة وغير جريئة».
وقال: «إن مشكلة العراق ليست تسمية رئيس الوزراء، بل أننا نواجه أزمة كل يوم لتزيد الطينة بلة».
وأضاف: «اليوم نواجه كارثة نقص المياه التي تضاف إلى أزماتنا الاقتصادية والأمنية، ما يتطلب إلى تشكيل حكومة رشيدة قادرة حتى ولو جزئياً على تجاوز هذه المرحلة».
تزامناً، أبلغ بارزاني السفير الفرنسي برونو أوبيرت خلال اجتماع في أربيل أن «مراعاة وتنفيذ المبادئ الثلاثة التي تتجسد في الشراكة والتوافق والتوازن في الملفات السياسية والإدارية والاقتصادية والأمنية، هي أولويات رئيسة بالنسبة إلى الكُـرد، على أن تكون بقية التفاصيل في العملية السياسية على ضوء تلك المبادئ الثلاثة».
إلى ذلك، كشف قياديون في الحزب أن «بارزاني رفض اقتراحاً بتوليه منصب رئاسة الجمهورية، قدمه أعضاء القيادة خلال اجتماعهم أخيراً».
وعزا موقفه إلى أنه «يبحث عن حقوق ومكتسبات الكُـرد وليس عن المناصب».
وفي ما يتعلق مدلولات الحراك الذي يقوده بارزاني بعد غياب، قال طه: «كان هناك وهم لدى بعض الأطراف أو الدول الإقليمية بأن بارزاني قد انتهى سياسياً، إلا أنه ما زال صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، وكل من راهن على إخفاق حزبنا في الانتخابات خسروا رهانهم».
وأكد أن «دور بارزاني لا ينتهي بمجرد تخليه عن منصب ما، كونه صاحب مشروع وعمق نضالي تاريخي يمتد إلى قرن من الزمان، وهو من أرسل رسالة إلى الرأي العام المحلي والعالمي، بأنه صاحب الرؤية الواضحة لبناء الدولة».
ودعا السفير الفرنسي خلال لقائه رئيس الحكومة الكُـردية نيجيرفان بارزاني «إلى ضرورة توحيد الخطاب الكُـردستاني في بغداد، والمشاركة الفعالة في عملية تشكيل الحكومة».
وأثنى على «جهود أربيل وبغداد في حل جزء من المشكلات عبر الحوار والتفاهم»، فيما شدد نيجيرفان على أنه «بفضل الحوار بين أربيل وبغداد تم حل جزء من المشكلات والخلافات، مؤكداً «العزم على مواصلة هذا الحوار».
الحياة