الشرق الأوسط.. موسكو تدعم تغييرات عسكريّة وأمنيّة في دمشق
كشفت مصادر من المعارضة السورية في تركيا لصحيفة الشرق الأوسط، أمس، عن تغييرات في أجهزة الأمن السورية جرت أخيراً، دلّت على زيادة تأثير موسكو في مؤسسات الجيش والأمن في سوريا بعد نحو 4 سنوات على التدخل العسكري المباشر في البلاد.
وتحاول روسيا توسيع نفوذها في المؤسسات الحكومية التابعة لنظام الأسد، خصوصاً الجيش والأمن؛ وخاصة بعد أن أدى التدخل العسكري الروسي في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015 إلى زيادة مناطق سيطرة حكومة الأسد من نحو 15 في المائة إلى 60 في المائة من مساحة البلاد البالغة 186 ألف كيلومتر مربع.
وأقامت موسكو قاعدتين عسكريتين في اللاذقية وطرطوس، وحصلت على عقد لتشغيل مرفأ طرطوس بعدما حصلت طهران على عقد لتشغيل مرفأ اللاذقية.
وحسب مصادر المعارضة، شملت التغييرات الأمنية تعيين اللواء أكرم محمد نائباً لمدير إدارة المخابرات العامة، والعميد الركن قيس رجب رئيساً لفرع أمن الدولة في طرطوس، والعميد غسان العلي رئيساً لفرع أمن الدولة في الحسكة، حيث يقع موقع لقوات النظام إلى جانب “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من التحالف الدولي بقيادة أميركا وكذلك جرى تعيين العميد سالم الحوش رئيساً لفرع أمن الدولة في السويداء
وأضافت المصادر، إن اللواء أكرم محمد ينحدر من بلدة حديدة الموالية للنظام في ريف حمص، وتم ترفيعه لرتبة لواء مطلع هذا العام، وبعد أشهر قليلة من ترفيعه، قدم إلى منصبه الجديد منتقلاً من رئاسة فرع طرطوس للمخابرات، وشغل منصب رئيس فرع أمن الدولة في حلب خلال عامي 2011 و2012.
وبالنسبة إلى العميد الركن قيس العبد الرجب، فإنه ينحدر من قرية الجفرة في محافظة دير الزور، وقد شغل سابقاً منصب رئيس قسم التدريب في فرع مكافحة الإرهاب والمداهمة في نجها بريف دمشق، وتولى مهام في داريا بريف دمشق وإدلب وحمص الوعر والمنطقة الجنوبية في قمع الاحتجاجات قبل تعيينه في طرطوس.
وشغل العميد غسان العلي سابقاً منصب رئيس قسم المالكية التابع لفرع المخابرات العامة بمحافظة الحسكة، حسب المعارضة.
وأردفت المصادر، أن تعيين “العلي ” جاء خلفاً للعميد مهنا محمود، فيما كان العميد سالم الحوش يعمل في وزارة الداخلية منتدباً لإدارة المخابرات العامة، وشغل سابقاً منصب رئيس قسم المخابرات العامة في مدينة النبك والذي يتبع الفرع الداخلي، ثم نُقل في عام 2012 رئيساً لقسم التحقيق في فرع مكافحة التجسس، وتم تعيينه رئيساً لفرع السويداء بعد العميد غسان إسماعيل.
وحسب قراءة المعارضة، فإن هذه التعيينات تدل على دور روسيا التي تسعى إلى توطيد العلاقة مع إدارة المخابرات العامة التي يترأسها اللواء محمد ديب زيتون، المقرّب من موسكو.
يذكر أن روسيا تسعى في الفترة الأخيرة إلى زيادة نفوذها الاقتصادي والمدني والعسكري في سوريا عبر استثمارات وعقود تأجير والتدخل في بنية الجيش والأجهزة المخابراتية في ظل الحديث المتزايد عن انحسار الدور الإيراني والاتفاق مع أمريكا وإسرائيل على إخراج إيران من سوريا.
baladi