العقودة حلويات محليّة تظهر في أعياد الميلاد ورأس السنة
العقودة حلويات محليّة موروثة نقلها لنا أجدادنا وتوارثناها عنهم، وهي تصنع خصيصاً في فترة عيد الميلاد ورأس السنة، وهي تمتاز بطقوس تصنيعها المميزة؛ حيث تجتمع النساء ويتعاونّ في صنعها وتعتبر العقودة من حلويات المنطقة الشرقيّة وتمتدّ حتى ولاية ماردين التركيّة، هذا ما قالته الخالة زكية ذات الـ 75 عاماً.
وعن تسميتها أضافت بأنّها “سميت بهذا الاسم لأنّها تشبه العقود التي يتمّ بها تزيين الفتيات الحسناوات، فهي تشبه العقد المصنوع من الخرز”.
وعن مكونات هذه الحلوى تابعت الخالة بأنها تتألّف من مواد أوليّة محليّة، والتي لها فوائد صحيّة عديدة (الطحين والسكر والدبس والجوز) وهناك من يضيف إليها مجموعة من المنكهات والتي يمكن الاستغناء عنها مثل (القرفة والزنجبيل وجوزة الطيب وماء الزهر).
وحول صناعهتا شرحت الخالة لموقعنا قائلة: إنّها “تبدأ بإعداد الجوز الذي ينقّع بالماء لتصبح حباته طريّة وتسمح بمرور الإبرة في منتصفهما ومن ثم تعقد حبال الجوز، وتنشر تحت أشعة الشمس لتجفّ، ومن ثم يتمّ تحضير الملبن حيث نأخذ مقدار من الطحين مع ثلاثة مقادير من الماء ونضيف إليها كأس من السكر وكأس من دبس العنب ثم نمزج المواد حتى تتجانس مع الماء البارد في قدر ونضعه على نار متوسطة الحرارة وهنا تبدأ عمليّة التحريك المتواصل حتى لا تلتصق بأسفل الوعاء نتركها حتى تغلي أي تصبح جاهزة للاستعمال وأخيراً نغطس خيوط الجوز بالتناوب في مزيج العنب لأربع أو خمس مرات متتالية، حسب الرغبة، لتكتسب العقودة سماكة أكبر ويراعى جفافها في كل مرة بعد التغطيس ثم تعلّق على حبل أو منشر حتى تنشف جيداً”.
أما ما تبقّى من الملبن، يتمّ صبّه وتوزيعه على أقمشة بيضاء ذات النوعيّة الخالية من الوبر، ومن ثم يتمّ نشرها أيضاً لتجفّ تماماً ومن ثم ننزعها من على القماش ونقصها بأشكال هندسية حسب الرغبة وتقديمها للأكل وهذه تسمى (باستيق).
والجدير بالذكر أنّ صناعة العقودة بكميات كبيرة أصبحت مصدر رزق ودخل مناسبين لدى بعض الأهالي حيث يباع الكيلو ب ٧٠ – ٨٠ ألف ليرة سوريّة للعقودة و٥٠ ألف ليرة للباستيق.