القهوة مشروب استثنائي … لليقظة والطاقة العقلية
البُن أو القهوة ثاني أكثر سلعة تصدر حول العالم بعد النفط، وبات استهلاكها اليومي عادة يمارسها الجميع نظراً الى مذاقها ورائحتها وفوائدها.
لقد قيل كل شيء وعكسه عن القهوة، لكن الأكيد أنها تملك مزايا صحية رائعة على رغم بعض الآثار الجانبية الطفيفة.
وبعد الاطلاع على الدراسة الواسعة التي نشرتها مجلة «نيو انغلاند جورنال» الطبية في العام 2012، جنّد الباحثون الذين أشرفوا عليها 400 ألف شخص تراوحت أعمارهم من 50 الى 71 سنة، تمت متابعتهم طيلة 13 سنة كاملة، ليتوصلوا بعدها الى استنتاج بسيط هو أنه كلما شرب الناس القهوة انخفض احتمال الوفاة لديهم، لكن تبقى الكمية المثالية هي في حدود أربعة الى خمسة فناجين يومياً، فهذه الكمية تخفض من احتمال الوفاة بنسبة 12 في المئة عند الرجال في مقابل 16 في المئة للنساء، وحتى لو ارتشف الشخص فنجاناً واحداً في اليوم فإن نسبة احتمال وفاته تنخفض بنسبة 5 الى 6 في المئة.
وحديثاً ظهرت أدلة كثيرة مثيرة للإعجاب حول حسنات القهوة، فهي تقلل من احتمال الإصابة بداء الزهايمر بنسبة 20 في المئة في حال شرب الشخص 3 الى 5 فناجين من القهوة يومياً. وتعتبر القهوة جيدة للأسنان، فقد كشفت دراسات أنها تحتوي على مواد مضادة للبكتيريا المثيرة للتسوس التي تحاول التعلق بميناء الأسنان.
وتحمي القهوة من الإصابة بداء السكري النوع الثاني، ومن تشكّل الحصيات المرارية، ومن زيادة الوزن، ومن الإصابة بسرطان الكبد.
وبينت بحوث أن القهوة غنية جداً بمضادات الأكسدة التي تقوم بجهود جبارة لحماية الخلايا والأعضاء المختلفة من براثن الجذور الكيماوية الحرة ومن تفاعلاتها الضارة.
قد يقلق بعضهم من شرب القهوة ظناً منه أن مادة الكافيئين تؤثر في ضغط الدم أو في عضلة القلب أو في الدماغ، فهل هم على حق؟
ومن أجل قطع الشك باليقين، جمع باحثون من جامعة نورث وستيرن في شيكاغو معلومات من مئات الآلاف من شاربي القهوة تبين من خلالها أن القهوة لا ترفع ضغط الدم على المدى الطويل، ولا تزيد من احتمال حدوث احتشاء العضلة القلبية ولا من السكتة الدماغية.
طبعاً، هذا لا يعني أن القهوة لا عيوب لها، فبعضهم تزداد حرقة المعدة لديه بعد ارتشاف القهوة، وبعضهم الآخر قد تطيّر القهوة النوم من عينيه، وآخرون قد تزداد عندهم وتيرة خوارج الانقباض في القلب، لكن من دون أن تشكل هذه خطراً على الصحة.
وتبقى القهوة جيدة، بل ممتازة، من أجل زيادة اليقظة والطاقة العقلية، فضلاً عن وظيفتها الاجتماعية عندما يلتقي الأصدقاء حول أكوابها، ما يجعلها مشروباً استثنائياً.
الدكتور: أنـور نعمه /الحياة
