آراء

الكاتب دلكش مرعي في الذكرى السنوية الأولى لرحيله

بقلم كلستان مرعي

ولد دلكش مرعي في قرية آلا قوس منطقة آليان، التابعة لمنطقة ديرك غربي كُردستان عام١٩٥٣.

درس الابتدائية في قريته آلا قوس، والإعدادية في مدارس قامشلي، والثانوية في ديرك ثم دخل كلية الآداب جامعة دمشق، قسم الجغرافيا.

وعمل في التدريس مدة ثلاثين عاماً في مدارس المنطقة، وكان مربياً فاضلاً لطيفاً؛ يتفانى في سبيل التعليم وتنشئة الطلبة وترسيخ قيم الاجتهاد والثقافة.

الجدير بالذكر، أنه تعرّض، وخلال مسيرته التعليمية، الى التوقيف والاستجواب من قبل شعبة الأمن السياسي في ديريك، وتعرّض للتعذيب خلالها، كما حرم لفترة طويلة من التوظيف الرسمي في الدولة، تحت بند /خطر على أمن الدولة/.

مرَّ بمسيرته الثقافية السياسية بالانتماء إلى الحزب الشيوعي، في بداية حياته السياسية، قارئاً وكاتباً، مدافعاً طبقياً عن حقوق الناس اليومية ، كما كان يلقي المحاضرات الفكرية والندوات الثقافية في مختلف قرى آليان، وفي مدن وبلدات المنطقة.

أما في المرحلة الثانية من حياته عمل ضمن الحركة السياسية الكُردية، وانتسب إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكُردستاني سوريا، ليتفرّغ فيما بعد، إلى شؤون الثقافة والفكر والكتابة، مهتماً بالموسيقا، والشعر، والكتابات الفكرية الرصينة
ومن مؤلفاته ديوان شعري مطبوع بعنوان/ أوراق من أحزان وطني/ والمئات من المقالات السياسية والفكرية والاجتماعية، حيث كانت تنشر في الصحافة الكُردية وفي المواقع الإلكترونية وفي الإعلام المرئي والمطبوع.

وله كتاب مطبوع بعنوان / إرث الاستبداد والتخلف، الذي كتب فيه العديد من المواضيع ونظريات الفلاسفة وأهمية تحليل الإرث الثقافي للشعوب، وفيه بقع ضوء على معاناة الشبيبة الكُردية و واقع المرأة الكُردية، ودور القيم الإنسانية في حياة الشعوب، ودور الأنا الانشطارية والفكر الشمولي والعقائدي الكلاسيكي وأثره في غربي كُردستان.

ولا يخفى على أحد أنّ الراحل دلكش مرعي والمرحوم خليل كالو ، ساهما في فكرة تأسيس المجلس الوطني الكُردي .
لقد كان الراحل محباً للعلم والثقافة والمعرفة والإنسانية، ومحباً للأرض والوطن، والتشبث بهما وعدم مغادرتهما ،و الاهتمام بالزراعة، حيث فاز في بطولة الإنتاج في محافظة الحسكة لأكثر من مرة.

هذا غيض من فيض، عن مسيرته المفعمة بالعطاء دون كلل وملل، إلى أن وافته المنية باكراً في١٦ /٩/ ٢٠٢٣/
وهو في أوج نشاطه .

فلترقد روحه الطاهرة بسلام في جنان الخلد.

المقال منشور في جريدة يكيتي ميديا العدد “324”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى