آراء

الكارثة قادمة…

د. محمد جمعان / دكتوراه في القانون الدولي .

منذ بداية الأزمة السورية، الوضع في كُردستان سوريا لا يبشّر بالخير حيال تركيبة وعقلية الإدارة الطارئة ، موقف الوطنيين الكُرد كان ولا يزال واضحاً و صريحاً بأنّ سياسة فرض الأمر الواقع لا تخدم الشعب الكُردي و نموذج فاشل في المنطقة الكُردية وسوريا عامةً .

لكي ننجز مهامنا الوطنية و القومية ، و نكسب الدعم الدولي لقضيتنا و تحقيق الاستقرار و الأمن في مناطقنا ، و بالتالي كسب الاحترام من جيراننا ، نحن بحاجةٍ إلى قيادات تحتذى بها وتكون على حجم المسؤولية وعدالة قضيتنا.

قلناها مراراً وتكراراً بأنّ إدارة ب ي د بوضعها الحالي وتركيبة الإدارة و ارتباطاتها ، وكذلك ممارساتهم وجدلية العلاقة مع الأطراف الكُردية الأخرى هو غير مقبول و بالتالي القوانين الدولية و حقوق الإنسان و الأعراف المتبعة دولياً بعيدة عن نظامهم المتبع ، لأنّ أي نموذج و لكي يكون مقبولاً محلياً و دولياً يجب أن يعتمد على القوانين و الأنظمة الدولية و التي تحترم حقوق الإنسان و حرية الرأي و هذا غائب في ممارسات وقاموس هذه الإدارة.. عندما تنادي و تتبجح لوحدك بأنك ديموقراطي فلن تصبح ديموقراطياً ،
النظام الديموقراطي يجب أن يمارس الديموقراطية عملاً و فعلاً و يحترم الحريات العامة و ليس أن تسيطر فئة أو مجموعة على مقدرات الشعب بأسلوب ترهيبي و عسكرة المجتمع . أناشد القائمين في إدارة ب ي د :
تعلّموا و لا تغترّوا بإدارتكم القائمة ، فالشيء الوحيد الذي أفادكم في بناء هذه الإدارة هو وجود تنظيم داعش الإرهابي واستخدامكم من قبل أمريكا لأداء هذه الوظيفة بدون أي اعتراف أو ضمانات لهذه الإدارة ولايوجد غطاء شرعي أو قانوني وهي تخضع لبازارات وصفقات الدول كما حدث في عفرين وكري سبي وسري كانييه ، وكذلك استغلال عاطفة البسطاء من أبناء شعبنا.

لقد جاءت تصريحات جيمس جفري الأخيرة مدوية ( لأنها جاءت من الطرف الأمريكي) بشكلٍ واضح لا ريب فيه :
– على قسد فكّ ارتباطه مع ب ك ك لتجنب الكارثة.
– ب ك ك ستسبّب بانهيار قسد …

هذا الواقع نحن نعلمه و لكن أن تأتي هذه الأقوال من الجانب الأمريكي فهو كارثي وبالتالي يقرّب الكارثة الحتمية.

السؤال هنا : هل يفيق ب ي د من سباته وممارساته المغرورة ويعود إلى الحاضنة الكُردية ويجنّب بقية مناطقنا من وضعٍ كارثي مرتقب ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى