الكردي بين المقاومة و التيه
بهجت شيخو
بين التقسيم الصفوي و العثماني لأرض كوردستان عقب معركة جالديران و استعمار كوردستان الغربية و الشرقية لكلتا الامبراطوريتن سعت كل منهما لدحر و طمس المعالم القومية الكوردية و أرادت كلتا الامبراطوريتن السابقتين تقزيم الشعب الكوردي بأن ينسب لبعض الزعماء من العشائر الكوردية ألقاب مثل الباشوية و البيكوية و الآغوية و كذلك ترشي الرتب العسكرية و جندت من الكورد عساكر و مقاتلين مثل الفرسان الحميدية و غيرها .
و بين الحربين العالميتين اأاولى و الثانية لم تظهر تلك القوى الكوردية الفاعلة و التي قد تكون إحدى الركائز المهمة في صنع القرار لمنطقة الشرق الأوسط وإثبات تواجدها كقومية لا يمكن تجاوزها . رغم قيام العديد من الانتفاضات و الثورات الكوردية و إخمادها من قيل كلا العدوين التاريخيين الفرس و الترك .
و ممّا زاد الطين بلّة هو انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى و أنهيار الإمبراطورية العثمانية و توزيع تركتها لممالك و دول و توزيع كوردستان مرة ثانية بين أربع دول دون إرادتها .
و بدأت مرحلة جديدة من النفي الكوردي فتارة يسمّى بأتراك الجبال و آخرى يسمّى بعرب جساس و الثالثة بأبناء الجن و غيرها من المصطلحات الهادفة لتمييع القضية الكوردية و صهرها ببوتقة القومية السائدة .
و لكن لعدالة قضية هذا الشعب المغلوب على أمره استمرّ أبناؤه بالدفاع عن وجودهم رغم ما كلّفهم من تضحيات و أثبت للعالم بأسره ماهية الأنفال و الأسلحة الكيماوية و التشرّد المليوني و تسوية قراه بالأرض و السجون و النفي .
و مّما زاد في قمعه و مع تصاعد ثورات الربيع العربي هو ذاك الهجوم الوحشي المتمثّل بتنظيم الدولة لبلاد العراق و الشام ( داعش ) ليسبي النساء و يقتل الشيوخ و يفتك بالمدن و القصبات الكوردية و يحيلها رماداً و يفجّر نفسه بين العزل و الأبرياء بهدف حصوله على الجنة و تناوله مع الرسول الكريم العشاء .
الكوردي هذا المخلوق البشري هو كأيّ كائن يحبّ الموسيقا و يعرف الصلاة و كذلك يستوعب الشهامة و لا يحب الخنوع و الاستعباد و يريد دولة و هذا من حقه المشروع كما لبقية الشعوب و يتمنى لأبنائه السلام .