محليات - نشاطات

“الكليجا” موروث شعبي وتقليد مستمر يُــزين ضيافة العيد

Yekiti Media

اعتادت العائلات الكُردية، ومنذ سنوات عدة، على صنع حلوى العيد (الكليجا) التي تصنعها النساء والفتيات بأيديهن في البيوت، والتي تكون لها نكهتها الخاصة بعكس الحلوى الجاهزة.

وتعتبر الكليجا من الحلويات القديمة المشهورة ومن التراث الشعبي والتقليدي حتى يومنا هذا، بالرغم من وجود عدة أصناف من الحلويات؛ إلا أنها من الحلويات والمعجنات التي ارتبطت بطقوس العيد لدى معظم الأهالي.

السيدة فريال “امرأة ستينية العمر” تحدّثت لموقعنا بقولها إنها حريصة على صنع (الكليجة) ؛ فمنذ كانت في الرابعة عشرة من العمر، كانت تشارك والدتها ولم تتخلّف منذ ذلك العام وحتى يومنا هذا في عمل الكليجا، تقوم بتحضير المكونات وعجنها وتحميرها بمساعدة بناتها، وهي تجد في صناعة الكليجا متعة خاصة، والسعادة تغمرها كما أنها تسترجع ذكريات السنوات السابقة.

وأضافت أنها قلّلت كمية العجين في السنوات الاخيرة ؛ وذلك لنقص عدد أفراد العائلة ، فكانت كلّ سنة تقوم بتحضير عشرة كيلو وأكثر لكن في وقتنا الحالي اقتصرت على ثلاثة كيلو ؛ وذلك بسبب ارتفاع أسعار كافة المكونات من الطحين والسكر وغيرها من المطيّبات، بالإضافة الى عدم توفر الكهرباء لذا تلجأ إلى الأفران الحجرية، ورغم تشابه طريقة إعدادها في كلّ بيت لكن هناك فروقات بسيطة من حيث الطعم .

فيبدأ إعداد الكليجة قبل أسبوع من حلول العيد، حيث تتحوّل المنازل والأفران إلى ورش كبيرة لإعداد الكليجا ، ويجتمع جميع أفراد الأسرة، لاسيما النساء، ويتمّ توزيع المهام فيما بينهن وحتى آخر مهمة وهي وضعها في الفرن داخل المنزل أو إرسالها إلى أحد الأفران في المنطقة.

صاحب فرن حجري في عامودا قال ل يكيتي ميديا : إننا وفي كلّ عام نستقبل الكثير من النساء والرجال من الأهالي ، فيتجمعون حول الفرن حاملين الصواني المعدنية الكبيرة لحمل الكليجة من أجل شيها وتحميرها .

الخالة أم عبدالله ،ذات الثمانين من العمر، تسرد لموقعنا صناعة الكليجا في القرى أثناء فترة صباها فتقول : كنا سابقاً في القرى والأرياف نستخدم السمن العربي في صنع الكليجا غير أنّ الكثير من النساء هناك مازلن يستخدمن الشحم الحيواني المذاب بدلاً من السمن العربي أو السمن المصنع نباتياً كان أم حيوانياً لتخبز على التنور، والتي يكون لها مذاق لا يقاوم ، وبالتالي فإنّ الكليجا الريفية لم تكن تدخلها المواد الحافظة أو الملونات ولا الخميرة الصناعية ولا الزيوت الصناعية .

وتُعتبر«الكليجا» من أشهر أنواع المعجنات المنتشرة في المنطقة وقد ارتبطت بالأعياد والمناسبات السعيدة وأصبحت مصنّفة ضمن التراث الذي يشكّل هوية مطبخنا الكُردي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى