“الكونغرس يضغط على أوباما لتسليح الكرد”
من المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء على ما إذا كان سيمنح إدارة أوباما صلاحية جديدة لتسليح الكرد في العراق بطريق مباشر، وذلك رغم أن البيت الأبيض لا يريد هذه الصلاحية الجديدة.
ويقول (جوش روغين) في مقال نشر في صحيفة (الشرق الاوسط) بعنون (الكونغرس يضغط على أوباما لتسليح أكراد العراق)، ان جوني إرنست عضوة مجلس الشيوخ الجمهورية، وهي في عامها الأول بالكونغرس، تعاونت مع باربرا بوكسر، زميلتها الديمقراطية، لصياغة تعديل على مشروع قانون السياسة الدفاعية، بحيث يتم منح الرئيس صلاحية عاجلة مؤقتة لتجاوز القانون الأميركي الذي يرى أن جميع الأسلحة يجب أن تمر من خلال حكومة بغداد أولا.
ويقول المقال ان الكرد كثيرا “ما اشتكوا من هذه المنظومة لكونها بطيئة جدا، وبيروقراطية للغاية، في وقت يقاتلون فيه للتصدي لتنظيم داعش في شمال العراق. وقد وافق عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الآخرين، ومن بينهم ليندسي غراهام، وماركو روبيو (المرشحان الجمهوريان المحتملان للانتخابات الرئاسية) على التعديل”.
وقالت إرنست داخل قاعة مجلس الشيوخ: «لقد كان لهذه التأخيرات تأثير سلبي على قدرة الكرد على الدفاع عن الأراضي، وتوفير الأمن لأولئك الذين التمسوا الملاذ في كردستان العراق». كما أشارت إلى أن جون كيري، وزير الخارجية، قد وجه اللوم للكونغرس في العام الماضي، في شهادة إلى لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، بسبب اشتراطهم هذه السبيل الملتوية لتقديم الأسلحة في المقام الأول.
وقال كيري للنواب: «مضطرون لإرسال (الأسلحة) إلى الحكومة العراقية، لأن القانون الأميركي يحتم ذلك.. إذا كنتم تريدون تغيير هذا، فعليكم بإصلاحه، ونحن ندعوكم إلى ذلك». ولدى كل من إد رويس وإليوت إنغل، رئيسي لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مشروع قانون مشابه لتعديل إرنست – بوكسر. وفي حال مرر مجلس النواب التعديل عصر اليوم، فمن المرجح أن تجد إحدى صيغ هذه الفكرة طريقها إلى مكتب الرئيس.
ويقول صاحب المقال ان “المشكلة أن أوباما ليس لديه أي نية لتجاوز وتخطي حكومة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، التي تعترض على إرسال الولايات المتحدة أسلحة إلى قوات البيشمركة بطريق مباشر. وقال أليستير باسكي، الناطق باسم مجلس الأمن القومي: «تظل سياستنا هي تنسيق جميع عمليات نقل السلاح مع الحكومة العراقية المركزية ذات السيادة».
ويرى بعض الخبراء والمسؤولين في هذه السياسة “خيانة للكرد، الذين يقاتلون تنظيم داعش على امتداد جبهة طولها 600 ميل منذ ما يزيد على العام. وقد تلقى الكرد الكثير من المعدات من الولايات المتحدة وغيرها من الدول المشاركة في التحالف، ولكنهم ما زالوا أقل تسليحا، وتوشك ذخائرهم، وقذائف الهاون، والصواريخ التي بحوزتهم، على النفاد”، بحسب المقال.
ويقول الجنرال المتقاعد مايكل باربيرو، الذي كان مسؤولا عن تدريب وتجهيز جميع قوات الأمن العراقية من 2009 إلى 2011: «لم نلتزم بوعدنا للكرد، وقد احترمنا رغبة بغداد بشكل مبالغ فيه». وأضاف: «هم ينظرون إلينا، ويصفون أميركا بالشقيقة الكبرى، وهم يشعرون بخيبة أمل، فالمنظومة الحالية لا تعكس الواقع على الأرض».
ويقول صاحب المقال “أبلغتني مصادر مطلعة على الأمر بأن الحكومة الأميركية قد زودت القوات الكردية التي تقاتل تنظيم داعش على مدار العام الماضي بأسلحة خفيفة ومتوسطة، لا أسلحة ثقيلة. على سبيل المثال، أعطت الولايات المتحدة للأكراد ألف قذيفة من طراز «إيه تي 4» المضادة للدبابات، ولكنهم يريدون الحصول على صواريخ «جافلين» الأكثر تفوقا لوقف زحف دبابات «داعش»”.
كما يطلب الكرد مجموعة من المعدات العسكرية الأخرى، فبالنسبة إلى الأسلحة غير القتالية، هم يريدون الحصول على سترات واقية، وأجهزة رؤية ليلية، وأجهزة اتصال لاسلكي متطورة، وتقنية لإبطال مفعول القنابل. أما على صعيد الأسلحة القتالية، فترغب قوات البيشمركة في الحصول على أسلحة مدفعية، وبنادق آلية ثقيلة، ومروحيات، ودبابات.
وقالت إرنست أمام مجلس الشيوخ: «إن هزيمة تنظيم داعش مهمة للحفاظ على عراق شامل وموحد، والكرد العراقيون عنصر مهم لتحقيق هذا الهدف».