اللقاء الكامل لفضائية Kurdistan 24 مع “إبراهيم بــرو”
Yekiti Media
فــي لقاءٍ مع فضائية كُـردستان 24 تطــرّق عضو هيئة التفاوض السورية، إبراهيم بــرو، إلى مجموعة قضايا، ذات الشأن بالــوضع الكُـردي، فكــان الحوار الكُـردي، الوضع في عين عيسى ومواقف الدول من الوضع القائم، وتأثير انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن على القضية الكُـردية، مــن أهم تلك الملفات المطروحة في الحوار.
حول الوضع في بلدة عين عيسى، أشار إبراهيم برو إلى أهمية البلدة من الناحية الإستراتيجية، فهــي تقع على الطريق الدولي M 4 ، كما وتكمن خصوصيتها كونها تربط الجزيرة بمنطقة كوباني، وقال: ما يجري في عين عيسى يأتي بعــد الاتفاق الروسي التركي، فأصبح للروس دورٌ في شرق الفــرات بعد أن كان دورهم ينحصر في غربها، مضيفاً: شرق الفرات كان تحت سيطرة النفوذ الأمريكي فقط، وبعد دخول الجيش التركي إلى بلدة كري سبي، ومدينة سري كانييه، كان المشروع الأمريكي دخول الأتراك إلى باقي المناطق، لكنّ دخول الروس إلى شرق الفرات كان من أجل إيقاف المــدّ التركي.
وقال بــرو: روسيا لها مصالح في دخول شرق الفــرات، لاسيما إعادة دور النظام إلى مناطق شرق الفرات، خاصةً أنّ قوات سوريا الديمقراطية “قسد” لا تستطيع الاتفاق مع النظام، بدأت موسكو بالضغط على “قسد” لتسليم مناطق شرق الفرات إلى النظام، لكنها هــذا الأمر لم يحدث، منوهاً إلى أنّ أنقرة رأت في ذلك فرصة للسيطرة على عين عيسى وبذلك تفصل منطقتين كُرديتين عن بعضهما كما، وهناك خطر حقيقي، إمّا تسليمها للنظام، أو أن تسيطر عليها تركيا، ولفت برو أنّ كلّ ذلك يأتي في عدم وضوح الرؤيا الأمريكية في المنطقة، وقال لماذا أمريكا هنا؟ وإلى متى؟ وعن ماذا ستدافعًً؟ وقال: بعد 15 يوماً سنرى بعد تولّي جو بايدن الرئاسة موقف الإدارة الأمريكية الجديدة حول سوريا بشكلٍ عام، وشرق الفرات بشكلٍ خاص، لافتاً أنّ الأمور إلى الآن غير واضحة، ومن الواضح أنّ واشنطن لم تكن لديها رؤية واضحة حول سوريا بشكلٍ عام.
وبخصوص شنّ الأتراك عملية عسكرية في عين عيسى بعد تعاظم الدور الروسي، شدّد برو على أنّ الأتراك لن يقوموا بأيّ دخولٍ إلى منطقةٍ دون موافقة روسيا ولا حتى أمريكا، وأيّ منطقةٍ دخلتها كانت بموافقة روسيا، أو امريكا، والدور الروسي هنا واضح فهي تفضّل دخول النظام بدلاً من دخول الأتراك.
وبشأن الموقف الروسي وقبوله بسيطرة الأتراك على عين عيسى كونها بلدة إستراتيجية على الطريق الدولي M 4 ، قال برو: الحقيقة ما بين الدول الكبيرة لن يكون هناك خلافات، لكنّ روسيا تنتظر موقف الإدارة الأمريكية الجديدة، ودورها في سوريا، مشدّداً أنّ ما يحدث في سوريا لا يتمّ دون موسكو، بما في ذلك العملية السياسية، فكلّ ما جرى حدث في آستانا وليس في جنيف، وزاد: اللجنة الدستورية أيضاً كانت في سوتشي الروسية.
وحول موقف “قسد” من عين عيسى، والحوار الكُـردي، قال برو: الحوار الكُـردي أخذ وقتاً طويلاً وبات يقترب من عامه الأول، وزاد: لأمريكا كدولةٍ عظمى وطرفٍ في الحوار نقاط رئيسية، ولو كان بمقدور “قسد” سحب الذرائع من تركيا التي تقول إنّ حزب العمال الكُردستاني موجود في المنطقة، فكلّما تقدّم الحوار تقوم أطراف منهم بإرسال رسائل متطابقة مع الرؤية التركية بأنّ العمال الكُردستاني موجودة هنا في المنطقة، وكلّ ذلك يخدم الدولة التركية، والكثير من الأعمال التي حدثت بالتزامن مع جولات الحوار الكُردي الكُـردي قد خدمت تركيا، ويتنافى مع الموقف الأمريكي بأنّ الكُـردستاني غير موجود، وقال: تقدّم الحوار الكُـردي له شروط، وليس مرتبطاً فقط بدخول المجلس الوطني الكُـردي إلى داخل الإدارة الذاتية، وشدّد على أنه ثمة نقاط مهمة يجب أن تحصل وليس فقط دخول المجلس إلى الإدارة، وهي ماهية النظام الحالي، واستراتيجيته، والموقف من العمال الكُردستاني، وأضاف: إنهاء الخطر على المنطقة ليس بدخول عددٍ من الأشخاص من المجلس إلى الإدارة الذاتية، مشدّداً على ضرورة إجراء تغييرٍ حقيقي يلبّي مطالب الشارع الكُـردي وبالتالي تقديم إدارة كُـردية ومن أبناء مكوّنات المنطقة تقود المنطقة.
أما عن استمرار الجانب الأمريكي في رعاية الحوار الكُـردي، أوضح برو: الحقيقة وضع المنطقة الكُردية هو ذات الوضع القائم في عموم سوريا، ثمان سنوات خلت لم تكن هناك أيّ خطوةٍ جدية نحو الحلّ السياسي في سوريا، رغم وجود بعض التقدم في الحوار الكُـردي، ويمكن أن تستمرّ أمريكا في رعاية الحوار، لكن إلى الآن لم يكن هناك ضغط جدي، ولا أيّ مشروعٍ جدي بتمحور في وجود وقتٍ زمني محدّد لتنفيذ متطلّبات الحوار، وإلى الآن لا توجد أيّ بوادر لسحب أمريكا رعايتها للحوار، والحقيقة أنه يجب توضوح المشروع الأمريكي مع انطلاق أيّ جولةٍ جديدة للحوار، كما ويجب أن تكون مشاريع أطراف الحوار أيضاً واضحة، وقال: نعم يوجد هناك اتفاق على الرؤية السياسية ولكن ما هو مدى التزام الطرف الثاني في الحوار”أحزاب الوحدة الوطنية” بتلك الرؤية، وهم يعملون بالضد منها، وليس من المعقول إطلاق التصاريح لإرضاء الشارع فقط ، وزاد: عدم إيجاد الحلول للقضايا العالقة سيخلق، المشاكل في المراحل القادمة.
وفي ختام اللقاء وحيال موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من الحوار والذي بدأ في عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، لا سيما أنّ الرئيس المنتخب جو بايدن يُعرَف لدى الوسط السياسي الكُـردي والدولي بمعرفته للقضية الكٌردية، أوضح برو: بدون أدنى شكّ، الرئيس المنتخب جو بايدن كسياسي مخضرم وذي تجربةٍ طويلة، في معرفته بالوضع الكُـردي وعلمه به، لكن من المعلوم أن سياسة الولايات المتحدة لا تقترن بالأشخاص، الولايات المتحدة كدولة ليس من أولوياتها ملفات الشرق الأوسط، سوى ملف أمن إسرائيل الذي يأتي في مقدمة أولويات الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، وكما هو معلوم شغل بايدن منصب نائبٍ للرئيس طيلة سنوات رئاسة باراك أوباما، وكانت سياسة واشنطن في تلك الحقبة لا سيما في العراق وسوريا ذات مستوى قليلٍ من الأهمية، أما الآن فلا بدّ أن تكون سياسة الإدارة الجديدة أفضل من سياسة الرئيس ترامب، لكن ليس بالمستوى المأمول، وعن زيارة المبعوث الأمريكي إلى سوريا جويل رايبرن، اليوم الاثنين، جولة شرق أوسطية، لفت برو إلى أنّ الفريق الأمريكي الجديد يعمل مع دولٍ عربية عديدة في المنطقة، خاصةً أنّ واشنطن ليس بإمكانها مواجهة دول آستانا في الملف السوري بمفردها، وقال: واشنطن تريد خلق توازن بين مجموعة آستانا، وبين مجموعة الدول المصغّرة والمكوّنة من أمريكا ودول أوروبية وأخرى عربية.