النظام الإيراني في عين العاصفة
ليلى قمر
منذ استيلاء الملالي على السلطة في إيران وخاصة بعد الفتوى المشهورة للخميني والتي افتى فيها بتصدير – الثورة – ونشر التشيع خارج إيران والتي أصبحت قاعدة رئيسية يستخدمها النظام الإيراني لإعادة إنتاج هيمنته الإمبراطورية وبصبغة فارسية صرفة ومدعمة بلبوس مذهبي لاتزال تستخدمه ك – قميص عثمان – في سبيل تحقيق حلمها الإمبراطوري ، هذا الهدف الذي صرف عليه النظام كثيرا من المال والجهد وأسست بسياستها تلك نظما و دولا ضمن دول ولتصبح إيران في الوقت الحالي من أكثر الدول المارقة في العالم أينما حلت أوجدت معها جينة النزاعات الهادفة إلى توتير البنى الداخلية ودفعها إلى مزيد من التدهور والاضطرابات في بذل جهد سريع للاستحواذ على النظام ودفع متشيعيها / مناصريها كقوة أوحد في البلد تنخر في كل مؤسساتها وتسعى وهي تبذل وتشرعن كل السبل بما فيها انهيارالأخلاقيات وقيم الترابط الاجتماعي لفرض الهيمنة وتحويلها الى استحواذات كما هي في لبنان واليمن والعراق وسوريا ، وقد وصلت و أسست لذلك في القارة الأمريكية وأفريقيا ايضا ، وكانت آخر فصولها في المغرب بدعم البوليساريو بتعاون وبصمة جزائرية واضحة .
إن الهيمنة الإيرانية وتدخلها الفظ في قضايا وشؤون المنطقة وبروز التشيع كهدف وببصمات واضحة ومقروئة بأحداثيات دول تلعب فيها إيران الدور الأخطر في زعزعة إرادة الشعوب و ضخ كامل قوتها لدعم النظم والتنظيمات الخادمة لها في نشر التشيع وبالفعل فقد تدخلت بقضايا الشعوب التي هدرت نظم استبدادها دماء شعوبها التي ثارت من أجل حريتها وكرامتها ولعل سوريا و كوردستان العراق خير مثالين على ذلك ، إن ما تزعمه إيران وما تطرحه من قيم / ثورية / وشعارات تنسفها الوقائع اليومية من داخل الخارطة الجغرافية لإيران المتشكلة أصلا على اجتزاء شعوب وأوطان خمس قوميات الفرس هم سادستهم وتشكل الأقلية الصارخة ومع ذلك وبنزعة استئثارية فوقية ترتقي الى أنموذج الطبقات الأعلى في المجتمعات القديمة وتبرز هيمنة الفرس على كل مفاصل الحياة من جهة وبسياسة ترتقي إلى الجينوسايد القومي بحق الآخرين وفرض الإلغاء الفاضح وتفريس كل أشكال الحياة من خلال التمذهب الديني وإحلال ولاية الفقيه وبشخص الولي الفقيه ليحل محل / شاهنشاه آريا مهر / وتترافق هذه من جديد بتلك العلاقة العكسية وجبروت في استغلال لحق إلهي مزعوم إن بالتكفير أو التخوين ومزاعم الارتباط مع قوى الاستكبار والكفر والشيطنة كممارسة شعبوية تسعى لإطالة التابعية وإبقاء القاعدة الشعبية رهن الولاء المطلق للولي الفقيه ومن خلالها إيجاد تلك الطاقة الهائلة في عسكرة البنية المجتمعية باتباع فتوى الولي وجعله كشخص ومنظومة يسمو بقراراته فوق الدستور والنظم ومتتبعا لفرض هذا النمط أعلى الممارسات القمعية من اعتقالات وحملات الإعدامات وتغليفها بتهم باطلة كتجارةالمخدرات وتهريبها والتي بدت من كبريات الأكاذيب والتهكم عند المنظمات المتابعة لحقوق الإنسان فيها ، وطبيعي أن تكون أنظار المجتمع الدولي مسلطة عليها خاصة بعد سعيها الحثيث في عسكرة المجتمع والإنتاج الإيرانيتين ، ومحاولة الوصول إلى برنامج نووي ظاهره مدني وليتفاجأ العالم بمدى كذب النظام والتفافه في محاولة الوصول إلى سلاح نووي الأمر الذي أعاد كل اتفاقاتها إلى غرف التمحيص من جديد وفي تصميم عالمي شبه جامع للحد ولو بالقوة ألا تمتلكها إيران .
إن تدخلات النظام الإيراني في شؤون العديد من دول العالم وضعتها في رأس قائمة الدول المهددة للسلم و الإستقرار العالميين وبؤرة نزاع مدمر داخل أية دولة وجدت ، كما وإنها تمثل الدولة الأولى التي تنفذ أكبر حالات عقوبات الإعدام السياسي والتصفيات والاغتيالات السياسية حتى خارج حدودها مستخدمة أدواتها ومتشيعيها في تلك الدول ، وهي تقدم مليارات الدولارات لحركاتها التشيعية في العالم على حساب جوع وفقر شعبها وتزج أبناءهم في معارك خارج بلدهم مثل العراق وسوريا واليمن ، هذه الممارسات انعكست بقوة داخل المجتمع الإيراني وأوجدت شعارات شعبية تندد بها وتطالب بضرورة ترك غزة ولبنان وسوريا و / روحي فدا إيران / .
إن التراكمات التي حصلت منذ عودة الخميني إلى طهران وحجم الدمار والهدر والقمع واضطهاد الشعوب غير الفارسية وانعكاسات التدخل بشؤون الدول كما الالتفاف على الاتفاقات الأممية وتجاوز المحظورات المتفق عليها إضافة إلى ازدياد الغليان الجماهيري والضغط الأمريكي الذي يستهدف اتفاق 5+ 1 بينها والدول الخمس وتهديد ترامب بإلغائها كلها مقدمات ستؤدي إلى ضربات قوية في صميم نظام ولاية الفقيه وستنعكس ازديادا في وتيرة العصيانات المدنية خاصة وأن خطة أمريكا تستهدف قطاع الطاقة في إيران والتي عليها ترتكز كل برامج الحرس الثوري والتي باستهدافها ستتعرض كل مخططات وبرامج الحرس الثوري إلى ضربات مؤلمة وحكومة روحاني تعي تماما ذلك وتدرك أيضا بأن دائرة خامنئي ومنظومته ستقدمه وحكومته ككبش فداء ولكن .. كل المؤشرات تؤكد بأن منظومة حكم خامنئي لن تنجو هذه المرة وكل الدلائل توضح بأن ما يجري في القاع المجتمعي لعموم الشعوب في إيران توحي بأن النار الخامدة آخذة بالتوقد وستشهد الساحة الإيرانية أنشطة جماهيرية كبيرة ستمهد لتغيير قادم لا محالة .