النظام السوري يسوق أفراد «المصالحات» للجيش مقيّدين بالسلاسل
Yekiti Media
دمشق ـ «القدس العربي»: أثارت صورة التقطت لمجموعة من الشبان وهم مقيدون بالسلاسل في حي المزة، غرب العاصمة السورية دمشق، خلال سوقهم للخدمة العسكرية لدى قوات النظام، حفيظة المعارضين السوريين، في مشهد وصفه المتفاعلون بـ«عودة حكم العبودية بالحديد والنار»، ولكن سرعان ما انقسم الشارع السوري بين ناقد للطريقة التي يتم فيها التعامل مع المدنيين، وبين من يعتبر أن المقيدين يتحملون المصير الذي آلت إليه أوضاعهم، بعدما وافقوا على مصالحة النظام السوري أو العيش تحت سطوته الأمنية.
مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، عقّب على الصورة بالقول، ان حقيقة سياسة النظام السوري القمعية التي ينتهجها ضد شعبه أبشع من صورة تقييد الشباب بالسلاسل وسوقهم بهذه الطريقة، ومن الواضح أن ملتقطها قد فعل ذلك بشكل عاجل خوفاً من كشفه، فيما يسعى النظام إلى تحويل المدنيين إلى حطب عملياته العسكرية، طمعاً منه في الحفاظ على حكم عائلة آل الأسد التي سيطرت على سوريا منذ عقود.
وهذه الصورة المؤلمة، وفق المصدر، هي تأكيد للتقارير التي كانت تشير إليها الشبكة السورية لحقوق الإنسان في هذا الصدد، وآخرها ما نشر أمس الإثنين، حيث أنّ قوات النظام قامت باعتقالات موسعة بحق السكان المحليين العائدين من دول الجوار والمشمولين بقوانين العفو وعروض المصالحات التي أعلن عنها، حيث وثّق اعتقال 529 مدنياً خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمير الماضي، بينهم 368 على يد النظام، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات عمليات الخطف مقابل الفدية التي قامت بها قواته الأمنية، وبشكل خاص قوى الأمن الجوي والعسكري، وتركزت هذه العمليات في مدن حماة واللاذقية وحمص، واستهدفت بشكل خاص السيدات والأطفال.
وبرأي المتحدث فإن الصورة تكفي للدلالة على سياسة النظامين السوري والإيراني مع الشعب، وخاصة رأس النظام بشار الأسد، الذي وصفه بـ «المستبد الذي لا نظير له في العصر الحديث»، لافتاً إلى ضرورة «دعم أي حراك ثوري حتى حصول السوريين على نظام سياسي يحكم سوريا بطريقة عادلة وديمقراطية، وليس «عصابة حاكمة»، وإلا ستكون الكلفة عالية».
المحامي الخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، بسام طبلية، رأى أن تقييد السوريين بالسلاسل من أجل اقتيادهم للخدمة العسكرية، غير مقبول قانونيا أو أخلاقيا، معتبراً أن الهدف واضح في مضمون الصورة المتداولة، وهو إلزامهم بالقوة بالدفاع عن النظام السوري.
وبطبيعة الحال، فإن اعتقال المدنيين على هذا النحو، برأي الخبير، يشي برغبة النظام بالتخلص من شباب المناطق التي احتضنت الحراك الثوري، كما يعد ذلك «خرقاً من قبل النظام لكافة الاتفاقيات المتعلقة بالمصالحات».
وأكد مصدر خاص من داخل الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وصول قوائم تضم أسماء مئات المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية لقوات النظام السوري، مشيراً لـ«القدس العربي»، أن» قسما من الأسماء المرسلة إلى مدينة «دوما» تعود لسوريين معتقلين في سجون الأسد، وآخرين قتلهم النظام على مدار السنوات الماضية بالقصف او على الجبهات».
كما أرسل النظام السوري قوائم أخرى الى مدينة «التل» في ريف دمشق، تضم نحو ألف مطلوب للخدمتين الإلزامية والاحتياطية، وسط حملات دهم واعتقالات بهدف التجنيد.
alquds