أخبار - سوريا

النظام يُعلن معركة الرقة.. ويتجه إلى حلب

يكيتي ميديا_Yekiti Media

بدأت قوات النظام، الخميس، عملية عسكرية قالت إنها ستتجه نحو مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، الخاضعة لسيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”، انطلاقاً من محور أثريا-الطبقة في ريف حماة الشرقي. وسيطرت قوات النظام، بعد ساعات قليلة، على منطقة المسبح ونقاط أخرى في جبل أبو الزين في ريف حماة الشرقي.

تقدم قوات النظام، والتي تضم مليشيات “صقور الصحراء” و”نسور الزوبعة” التابعة لـ”الحزب السوري القومي” و”فوج مغاوير البحر”، جاء عبر محوريين؛ انطلاقاً من أثرياً. وتقدمت القوات على المحور الأول نحو 10 كيلومترات، وعبر الثاني نحو 7 كيلومترات، وسيطرت على المساحة بينهما، مشكلة ما يُشبه قاعدة عسكرية جديدة في تلك المنطقة، مع وصول تعزيزات جديدة قادمة من مدينة سلمية.
مصدر عسكري قال لـ”المدن”، إن قوات النظام تسعى للسيطرة على قرية زاكية كمرحلة أولى في المعركة، التي تهدف على المدى البعيد للوصول إلى الرقة. وتقع قرية زاكية على الطريق الرئيس بين أثريا والطبقة، على بُعد 60 كيلومتراً من الطبقة، و40 كيلومتراً من أثريا. وسيلي السيطرة على زاكية الهجوم على مدينة الطبقة، مدخل محافظة الرقة من الجهة الغربية.
إعلان قوات النظام توجهها إلى الرقة، ليس الأول من نوعه، وسبق لها ذلك في منتصف شباط/فبراير، إلا أن العمليات لم تظهر بقوة ولم تأتِ بنتائج ملموسة على الأرض. كما أن العملية الجديدة تختلف كلياً عن سابقاتها، بالتزامن مع وصول إمدادات عسكرية لقوات النظام، منذ أكثر من أسبوع، وفقاً لما أكده مصدر خاص لـ”المدن”، بالإضافة إلى مشاركة الطيران الروسي بكثافة في المعركة، منذ فجر الخميس. وذلك على غرار ما حدث أثناء سيطرة قوات النظام بدعم روسي على مدينة تدمر شرقي حمص في نهاية آذار/مارس.
سيناريو الهجوم نحو الرقة لن يكون سهلاً أبداً وخصوصاً مع الرقعة الكبيرة التي ينتشر فيها التنظيم، وطبيعة المنطقة الصحراوية، التي ستقلل من فاعلية استخدام العربات المفخخة لتنظيم “الدولة”، إذ ستكون مكشوفة عن بعد كيلومترين، على الأقل، ما يجعل من إمكانية استهدافها بالصواريخ الحرارية أكثر سهولة.
واستقدمت قوات النظام خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية ضخمة إلى مطار كويرس. ووفقاً لمصادر خاصة، فإن قوات النظام تسعى للتوجه أيضاً نحو الرقة، انطلاقاً من مطار كويرس ومروراً بسهل دير حافر لتصل إلى مسكنة، كي تساند به محور الإنطلاق الرئيس من أثريا. وتعتبر مسكنة، نقطة اتصال ريف حلب الشرقي بريف الرقة الغربي، والملاصقة لمدينة الطبقة، الأمر الذي سيسهل من تقدم قوات النظام من محور أثريا-الطبقة، مع تقليل خطر العمليات الانغماسية من قبل عناصر “الدولة الإسلامية” على الصفوف الخلفية لقوات النظام.

وتعد الطبقة من أهم المدن الواقعة في ريف الرقة الغربي، والسيطرة عليها ستمهد وتسهل بشكل كبير أي عملية عسكرية نحو الرقة، لكون مطار الطبقة يضم مطاراً عسكرياً، تسعى قوات النظام للسيطرة عليه وإعادة تشغيله.
ويحمل مطار الطبقة ذكرى مؤلمة لقوات النظام، عقب مجزرة كبيرة جرت بداخله، أدت إلى مقتل العشرات، وأسر عدد كبير من الجنود الذين أعدمهم تنظيم “داعش” في منتصف آب/أغسطس 2014.
التوجه “المُعلن” لقوات النظام بدعم روسي نحو الرقة، جاء بعد أيام قليلة فقط عن بدء هجوم آخر “مُعلن” لـ”قوات سوريا الديموقراطية” برعاية أميركية. ويدخل الطرفان بذلك، في سباق نحو السيطرة على “عاصمة الخلافة”. ويظهر في هذه السباق رغبة روسيا وأميركا، لضم الرقة إلى دائرة المناطق الخاضعة إلى نفوذهما، وما تحمله هذه الخطوة من مكاسب إعلامية وسياسية على صعيد “الحرب على الإرهاب”.
وكما أظهرت حركة “قوات سوريا الديموقراطية” وتغيير وجهتها من الرقة إلى منبج، يبدو هجوم قوات النظام على الرقة وكأنه جزء من أهداف عسكرية أخرى يسعى النظام لتحقيقها، بما يخدم سير المعارك في حلب شمالاً. فمحور أثريا يشكل نقطة انطلاق الطريق الرئيس والوحيد الواصل إلى مدينة حلب، ولابد لقوات النظام من تأمينه، وهو الطريق الذي خسرته قوات النظام مراراً أمام “الدولة الإسلامية”.
وتأتي عملية تأمين طريق أثريا-خناصر، بالتزامن مع ازدياد الحديث عن اقتراب معركة “حلب الكبرى”، التي تروج لها قوات النظام والقوات الإيرانية، بشكل كبير، كان أخرها الخميس، عندما نشرت وسائل إعلام موالية للنظام، تقارير حول وصول تعزيزات عسكرية ضخمة إلى حلب من أجل “الملحمة الكبرى”.

المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى