الهروب الى الأمام
المحامي : فيصل بدر
إدارة الامر الواقع التابعة لل pyd وبقسدها ومسدها تعرف حق المعرفة أنّ الهاشتاغات لا تقدّم وتؤخّر في الاعتراف بها من عدمه، لانّ هكذا قضايا هي قضايا معقدة وصعبة المنال ، في القانون الدولي ،فهناك دولٌ تحظى باعترافٍ دولي كبير، ولكنها لا تُعتبر دولاً معترف بها ،وكوسوفو هي أنصع مثال على ذلك،إذ أنها لم تصبح بعدُ دولة معترف بها في القانون الدولي ، بالرغم من اعتراف ٩٧ دولة بها ،ولم تصبح بعد عضواً في الامم المتحدة ،بالرغم من عضويتها في الاتحاد الأوربي وغيرها من المنظمات الاوربية والدولية، وكذلك يمكن قراءة تجربة إقليم كُردستان العراق ،كنموذجٍ يُحتذى به في هذا الخصوص ، إذ بقي إقليم كُردستان إقليماً غير معترف به ، بالرغم من خضوعه لحظر طيران النظام العراقي ، ولمدة ١٤ عاماً، الى أن تمّ إقرار الدستور العراقي الذي اعترف به كإقليم فيدرالي ،وتمّ إقرار ذلك من قبل مجلس الأمن ، عندما أقرّ العملية السياسية في العراق، ولن أتحدّث عن جمهورية شمال قبرص التركية وابخازيا وإدارة القرم المحتلة من روسيا، ولن ننسى تجربة (ناغورني قره باخ) الماثلة للعيان، تصوّروا أنّ السلطة الفلسطينية الناشئة الممثّلة لدولة فلسطين ليست عضواً في الأمم المتحدة، بالرغم من أنها جاءت نتيجة اتفاقات!!!
فقضايا الاعترافات بالدول هي من أعقد وأصعب القضايا في القانون الدولي، للدول المعلنة بحكم الأمر الواقع والتي تحظى بدعمٍ دولي نافذ، فما بالكم بإدارةٍ هي ليست بدولة معلنة ،وفي بلدٍ يعيش نزاعاً مسلحاً ، تتناهشه احتلالات ونظام مجرم وقوى أمر واقع تسير على خطاه!!!
لا أدري ممن سيطلب ال pyd الاعتراف بإدارته ،بينما أقرب داعميه لا يعترفون بهذه الإدارة، وإنما يتعاملون معه كقوةٍ محاربة ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش ، ويؤكّدون في كلّ مناسبةٍ، على طبيعة هذه العلاقة.
يمكن قراءة هذا الهاشتاغ من زاويا عدة – وقضية الاعتراف الدولي ليس منها- الأولى تتمثّل في الإحساس بخطرٍ وجودي من قبل هذه الإدارة بعد الانسحاب الامريكي من افغانستان والتطورات الدراماتيكية الحاصلة على خلفية هذا الانسحاب وخاصةً أن الإدارة الأمريكية الجديدة أرسلت رسالة لم يتمّ التوقف عليها في حينه، من خلال إلغاء العقد الموقع بين الشركة الامريكية دلتا كريست إنرجي وإدارة ااpyd بهدف تطوير واستثمار حقول النفط والغاز الواقعة تحت سيطرتها والتي تمّ التوقيع عليها في عهد الرئيس ترمب ، وهي رسالة لا يمكن قراءتها سوى أنّ هناك سقف للعلاقة لا يمكن تجاوزه .
أما الزاوية الثانية فتتمثّل في أنّ الهاشتاغ هو في حقيقته موجّه للرأي العام، وخاصةً الكُردي في كُردستان سوريا، بقصد تحشيد الناس حول هذه الإدارة سواءً من مؤيّديها أو من عامة الناس تحت شعارات عاطفية رنانة ، وخاصةً بعد تزايد حدة الانتقادات بل والإدانات من عامة الناس ، وحتى من مؤيّديها الدوليين لانتهاكاتها لحقوق الإنسان وخاصةً بعد مقتل الشاب امين عيسى العلي تحت التعذيب على يد سلطاته الامنية ،وكذلك تسرّب معلومات عن مقتل آخرين وتزايد حدة قمعه اعتقالاً وتضييقاً في الفترة الأخيرة.
ويمكن قراءة الهاشتاغ من زاوية ثالثة على أنه رسالة موجّهة للنظام تحضراً لأي مسار تفاوضي بينه وبين النظام ومن خلال روسيا. والرابعة وهي أن الرسالة موجّهة إلى القوى الدولية والإقليمية المتحكّمة بالمسارات التفاوضية سواءً أكانت جنيف أم اللجنة الدستورية وحتى الأستانة، لإدراج هذه الإدارة كمشاركٍ فيها ، وهذا أمر يعيد المنال ، لأنّ هذه القوى الدولية لن تفرط بتفاهماتها الدقيقة ، والبالغة الحساسية، ومَن يقرأ البيان الأخير للدول الضامنة للاستانة والممسكة فعلياً بالملف السوري وأقصد روسيا وتركيا وايران سيدرك ومن القراءة الأولى صعوبة إحداث أي اختراقٍ من خارج تفاهمات هذه الدول ،وعلى جميع المسارات.
يبقى أن نقول: إنّ تبعية إدارة الpyd لقنديل هي السبب الأهم والرئيسي لفشل أي مسعىً وفي أي خصوصٍ وإن كان هلامياً كفلسفته وطروحاته.